رسائل الطعن وسعادة الرئيس : الدور المصري المرتقب وسفارتنا بالقاهرة

كتب غازي مرتجى
*
العمليات الفدائية التي تضرب إسرائيل سواء بالطعن او الدهس واطلاق النار هي رسائل دورية يجب أن تصل لسدّة الحكم الاسرائيلية كل فترة .. فاليمين الاسرائيلي المتطرف الذي وصل سدّة الحكم منذ قبل انهيار المفاوضات التام (كامب ديفيد) يُصّر على الاستخفاف بالفلسطينيين بكل ما أوتي من أساليب وقوّة .. فبعد زعمهم بأن ابو عمار لا يريد سلاماً جاء الرئيس ابو مازن ومدّ يده وجعلها "مبسوطةً" لتحقيق السلام بالمفاوضات وفقط المفاوضات .
الرئيس الذي أوصل الشارع الفلسطيني في فترات متباعدة الى مرحلة الغليان من بعض تصريحاته التي كان يُفكر فيها بُبعد النظر لم يكن يتخيّل يوما ان يصل به الحال الى ما أوصله اياه نتنياهو , فهو الآن سعيد بهذه العمليات التي تضرب الداخل ولسان حاله يقول :"هم اللي جابوه لحالهم" .
لن يكون هناك رئيس آخر للشعب الفلسطيني قادر على تمرير أي مشروع للسلام سوى الرئيس ابو مازن بتاريخه الطويل والتأييد الذي يحظى به محلياً واقليمياً ودولياً .. أما اسرائيل التي اعتبرت أسلوب اللامبالاة واضعاف الخصم بقدر المستطاع هو الحل فإنّ عمليات الطعن المتواصلة والهبّة الجماهيرية الأخيرة تثبت عكس ما فكرّ به يمين الاحتلال .
لو أرادت اسرائيل انقاذ مواطنيها من الهلع اليومي الذي يمرّون به خوفا من انقضاض فدائي عليهم وطعنهم فقتلهم عليها التوجّه فورا للرئيس ابو مازن وتحقيق ادنى متطلبات اثبات حسن النية تجاهه هذا من جهة ليتمكن الرئيس والقيادة من اثبات حسن النية لشعبهم من جهة أخرى .. فالشعب الذي بات يتحدث بصوت واحد بدءاً من كبير المفاوضين الى اصغر مواطن :"اسرائيل انهت عملية السلام مرة وإلى الأبد".
**
تحميل اسرائيل السلطة الفلسطينية مسؤولية عمليات الطعن داخل اراضيها نوع من "الاستهبال" والهروب للأمام امام الداخل الاسرائيلي , فلا السلطة الفلسطينية ولا أكبر قيادي فيها يتحكّم بذرة تراب واحدة سوى مناطق A ومعظم عمليات الطعن والانتقام عدا حالتين نفذها شُبّان فدائيون من داخل اسرائيل نفسها , لا تتحكم بهم القيادة الفلسطينية ولا سيطرة أمنية على المناطق التي خرجوا منها .
***
دخلت مصر نادي دول مجلس الامن الـ15 , نُعوّل كثيرا على عودة الروح العربية من جديد وأن تُكمل مصر دورها التاريخي المعروف فهي صاحبة الأبوية الروحية للقضية الفلسطينية وضعف الدور المصري في فترة سابقة أدّى بلا شك الى ضعف الموقف الفلسطيني بعمومه .
ننتظر الخطوات المصرية المرتقبة القادمة .
****
رائعٌ ما قامت به سفارتنا في القاهرة بالتواصل مع الاعلاميين المصريين وحثّهم على فتح موجات بث مباشر لنقل الأحداث المشتعلة في فلسطين وتوضيح الموقف الفلسطيني الرسمي على لسان سعادة السفير جمال الشوبكي .
في سفارتنا في القاهرة يعمل المكتب الاعلامي كخلية نحل , ولا بُد هنا من الاشارة ان تراجع بعض وسائل الاعلام المصرية عن الفتك الاعلامي بالفلسطينيين جاء بجهود السفارة الفلسطينية بالقاهرة ويجب القول ان السفير الشوبكي ومدير الاعلام ناجي الناجي تمكنّوا بلا شك من اختراق الساحة المصرية والاعلام المصري بطريقة يجب الوقوف لها احتراماً .
لا بُدّ من سفاراتنا الفلسطينية في كافة دول العالم العمل على طريقة السفارة الفلسطينية في القاهرة فكم كنت أوّد السماع لمؤتمر صحفي آخر في دول العالم لتوضيح الموقف الفلسطيني من الاحداث علماً ان الديبلوماسية الاسرائيلية تعمل ليل نهار بمساعدة اعلامها على اختراق الجبهات العالمية والاساءة للفلسطينيين .