أول فتاة خرجت في "هبة القدس":"داليا نصار" مسيحية يسارية..رصاص الاحتلال اخترق قلبها وما زالت تصر على إكمال المشوار..صور

أول فتاة خرجت في "هبة القدس":"داليا نصار" مسيحية يسارية..رصاص الاحتلال اخترق قلبها وما زالت تصر على إكمال المشوار..صور
رام الله -خاص دنيا الوطن-أمنية أبوالخير
داليا نصار .. مناضلة فلسطينية جميلة، مسيحية يسارية عتيدة، تحمل شهادة جامعية في العلاقات الدولية من قبرص، وتكمل دراسات عليا في علم النفس المجتمعي، مثقفة تنحدر من عائلة تاريخها نضالي عريق، وتملك رصاصة دخلت من صدرها ومرت بجانب قلبها لتستقر في رئتها معلنةً الثورة على الإحتلال والطبقية والذكورية. 


بدأت داليا مشوارها النضالي منذ نعومة أظافرها، فترعرعت على أهمية دور المرأة النضالي. هي إبنة لأب نابلسي قضى ثلاثة عشرة عاماً في سجون الإحتلال، وأم مقدسية أُسرت وأَضربت عن الطعام في أقبية التحقيق، تاريخ عائلتها النضالي قد رسم لها الطريق من الصغر. 

شاركت في أغلب الفعاليات التي تخص القضية الفلسطينية، وكان أخرها الهبة الجماهيرية من أجل القدس في الضفة الغربية، وأكثر ما دفعها للمشاركة هو غياب القيادات والفصائل من المشهد، هي هبة شبابية خرجت من الشارع على حد وصفها. 

رَوت نصار تفصايل مشاركتها في الهبة الجماهيرية وقصة إصابتها لـمراسلة " دنيا الوطن " قائلة " خرجت للمشاركة في الهبة منذ أول يوم عند إستشهاد مهند الحلبي، كان إسشهاده أهم سبب دفعني للخروج،  كنت الفتاة الوحيدة بين الشباب، كنا نخرج إلى بيت إيل ثم إلى بيت الشهيد مهند لحمايته من الهدم على أيدي قوات الإحتلال". 

وأكملت داليا حديثها عن لحظة إصابتها في اليوم الرابع من الهبة الجماهيرية، حيث خرجت للمشاركة في مسيرة متوجهة إلى قلنديا بطلب من القوى الوطنية، وعندما وصلت إلى هناك لم تجد عدد كافي فلم يكن هناك  إلا شباب المخيم والوضع غير ملائم لتواجدها فما كان منها إلا العودة إلى مصيرها المنتظر في بيت إيل على حد قولها. 

وأضافت المناضلة لـ دنيا الوطن " عندما وصلت إلى بيت إيل كان الوضع هناك هادئاً ليس كباقي الأيام، لم يكن هناك أي إطلاق للغاز أو الرصاص المطاطي، عندما تقدمت ولم يكن بيني وبين الجندي إلا 30 متر، ثم  رأيت قناص إسرائيلي فنزلت إلى الأرض وطلبت من الشباب النزول، وبعد دقائق عدت للوقوف فقام بقنصي فوراً وكأنه كان ينتظر وقوفي". 

الرصاصة الغادرة قد إخترقت صدر داليا، ثم تقدمت بجانب القلب بمسافة 1 مليمتر فقط ونزلت إلى الرئة اليسرى لتقف عند العمود الفقري مما أدى إلى أضرار في جسدها الهزيل، لقد نجت داليا باعجوبة من موت محتم. 

" إن ما كان في حدا من البنات بدو يبدأ فانا ببدأ" هذا ما قالته داليا لتصف تواجدها بمفردها بين الشباب في أول أيام للهبة الجماهيرية وتكمل " في البداية لم يتقبلني الشباب كنت أسمع تعليقات كثيرة كأن يطلب مني أحدهم بالرجوع إلى الخلف ومن ثم تقبلوا وجودي بينهم، والأن قد سمعت بعد إصابتي أن هناك عشرات الفتيات يذهبن إلى هناك ويكملن مشواري، وهذا يشعرني بسعادة غامرة". 

وجهت دنيا الوطن سؤال لداليا عن تقبل ذويها لفكرة خروجها في تلك المظاهرات التي تشكل خطر واضح على حياتها فأجابت 
" أبي كان يمنعني لهذا كنت أخبره عندما أعود، كان يخاف علي ولكنه يملك قناعة تامة أن النضال هو أمر طبيعي وواجب على كل فلسطيني وكلنا مجبورين فيه". 

وأردفت " نحن كمثقفين مش مفروض نكون من فوق وبننظر على الناضل وما نشارك في الشارع، فكان مهم جداً ان نكون موجودين في الشارع". 

رغم ألمها وصعوبة تنفسها وحديثها، قالت داليا بسعادة واضحة " أخوتي كانوا فخورين فيا "، أما والدها والذي كان صامت لعدة أيام بسبب خوفه الشديد عليها وعلى حياتها، فلولا رحمة الله لما كانت داليا على قيد الحياة حاليا. 

أما عن قصة الصورة المنتشرة لداليا على مواقع التواصل الإجتماعي وتجمعها بجندي إسرائيلي فتشرح داليا قصتها قائلة " هذه الصورة منذ ثلاثة سنوات في قرية النبي صالح، كان الجندي يلتقط الصور لأطفال فلسطينيين متواجدين هناك، ليتم إعتقالهم بعد ذلك، ذهبت إليهم وطلبت منه إزالة الهاتف من يده وعندما رفض مددت يدي لسحب الهاتف ورفعت يدي الأخرى عليه، فخاف وتراجع إلى الخلف عدت خطوات". 


ختمت البطلة داليا نصار حديثها مع دنيا الوطن، قائلة بكل إصرار وقوة أنها ستعود إلى الخروج في المظاهرات والنضال في نقاط التماس مع الإحتلال بمجرد تماثلها التام للشفاء، ولكنها ستخرج للعلاج في الأردن الأن لان وضعها الصحي صعب جدا إصابتها حرجة، فلا إمكانيات في فلسطين لإخراج رصاصة من مكان حساس بقرب الفلب.