خير الشبابية تزرع الأمل في مدينة الضياء.

رام الله - دنيا الوطن
طوباس: خصصت وزارة الإعلام في محافظة طوباس والأغوار الشمالية الحلقة (33) من سلسلة "أصوات من طوباس" لتجربة مجموعة خير الشبابية، التي شقت طريقها للحياة صيف عام 2012 في المدينة.
تسرد العشرينية شروق مروان عبد الرازق، إحدى المؤسسات للمجموعة، تجربة "خير"، فتقول: انخرطنا في البداية في "فريق النخيل"، التابع لمؤسسة تامر للتعليم المجتمعي، ووقتها كنا نلتقي في مقر جمعية طوباس الخيرية، لتنفيذ فعاليات ثقافية وقراءة كتب، وبدأنا بالتفكير في إيجاد مبادرة تخدم مدينتا، وتساعد الفئات المحتاجة والمهمشة، وتنفذ كل أنشطتها بالتطوع،ممن غير أن تتلون بأي لون حزبي.
وقتها جلست عبد الرازق وأنغام زياد وقيس مروان ويحيي عويضات وأحمد محمد صوافطة وفاطمة قصراوي، لوضع ما يشبه "دستور" المجموعة، واختيار اسم يعبر عن طموح إطار إنساني يتحلل من كل التوجهات المادية، ويتسلح بفكرة التطوع والعطاء.
"بسمة طفل"
تقول عبد الرازق: اقترحنا عدة أسماء، ولكننا انحزنا في النهاية لـ"خير"؛ كونها تدلل على العطاء، وقريبة من القلوب، وبدأنا نسابق الزمن لتنفيذ باكورة أعمالنا، واخترنا عيد الفطر عام 2012 للإعلان عن حملة" بسمة طفل"، ووزعنا خلالها 70 هدية لعائلات محتاجة، شملت ملابس للأطفال وأحذية للصغار بشكل خاص، ولبقية أفراد الأسرة، وسعينا خلالها لإدخال البهجة لقلوب المحرومين، ولكن بطريقة لا تمس بكرامتهم.
تتابع: دخل السرور لقلوبنا، ونحن نعمل، واخترنا أسلوبًا جديدًا في إيصال المساعدة لمستحقيها، فكنا نضع الهدية أمام الباب، وندق عليه، ثم نختفي بسرعة، حتى لا تشعر العائلة بمن قدمها، وحرصًا على مشاعر الأطفال. واكتفينا بكتابة عبارة ( بسمة طفل 1) على الطرود.
وفرّت "خير" أول احتياجاتها من مصروف المجموعة الشخصي، ومن بعض المساعدات من أفراد العائلة، والتجأت لبعض التجار، الذين رحب قسم منهم بالمبادرة، فيما رفضها آخرون.
تكمل شروق: كرّرنا حملة مشابهة بالتزامن مع افتتاح العام الدراسي في ذلك العام، وأطلقنا عليها ( ع المدرسة 1) وجمّعنا ما استطعنا من قرطاسية وحقائب وزي مدرسي، وأخرجنا بالطريقة ذاتها حملة العيد. وأعدنا المبادرة لسنوات ثلاث بالتتابع. وفي كل مرة نختار مجموعة عائلات معوزة، تصل إلى سبعين أسرة.
سرّية
والمشترك، وفق عبد الرازق، بين حملات "خير" السابقة واللاحقة، الحرص على إخفاء الجهة التي تقدم المساعدة، وعدم الترويج الإعلامي الذي قد يصل أحيانًا، إلى المس بكرامة الحاصلين على العون.
حرص أعضاء" خير" على تنفيذ مبادرات عامة لوقف التخريب، الذي رافق الاحتجاجات المحلية على الغلاء. وأعاد الشبان تنظيف الشوارع، وغرس الأشجار، وإزالة التعديات التي مارستها مجموعات رفعت شعار "محاربة الغلاء ورفع الأسعار"، ولكنها مست بمرافق المدينة، كحاويات القمامة، واليافطات، والأشجار، والممتلكات العامة.
تزيد عبد الرازق: أطلقنا حملات للتشجيع على الثقافة، من خلال لقاءات شبابية أدبية، ومعارض للرسم، وقصائد عن القدس، بالشراكة مع وزارة الثقافة، وأخرجنا إلى النور حملات تنظيف المساجد لاستقبال شهر الصوم، والكنيسة الوحيدة في طوباس. كما أنجزنا ثلاث مبادرات لإفطار الأطفال الأيتام، واحدة منها برعاية الغرفة التجارية. واشترك أعضاء المجموعة في نعرض للصناعات الوطنية والتراثية، وفيه عرضوا نتاج خبراتهم وأعمالهم الفنية ضمن مشروع "زركشة" الخاص، وإبداعات الشاب هاني بني عودة بالحفر على الخشب. وأطلقنا أنشطة لتنظيف المقابر، وأخرى لتزيين حاويات القمامة، وأقمنا أيامًا ترفيهية للأطفال، وغيرها.
واللافت في حراك "خير" أن الأعضاء لا يتجاوز بعضهم الثانية عشرة كحال الناشطة سارة أبو علاّن، ويقتطعون جزءاً من مصروفهم اليومي و"عيدياتهم" لدعم مبادرات المجموعة، أو يستندون إلى عائلتهم لتأمين بعض احتياجات المجموعة.
وبحسب شروق، فإن المجموعة واجهت العناء، وبخاصة في الشق الاقتصادي، وإقناع الناس أنهم ليسوا مع حزب ضد آخر، وخيبة الأمل من بعض المقتدرين الذي لم يمنحوا "خير" إلا القليل جدًا، بخلاف توقعاتهم، إلى جانب غياب الثقة بالشباب، وتراجع ثقافة التطوع بين الناس.
ابتدع أعضاء المجموعة طرقًا جديدة لإيصال المساعدات لمستحقيها، إذ جمعوا الأطفال الأيتام، وأعدوا لهم نشاطًا ثقافياً وترفيهيًا ومسابقات، وقدموا لهم المساعدات على شكل جوائز؛ للابتعاد عن الإيحاء بالشفقة أو المنة على الصغار وجرح مشاعرهم.
ومما تخطط له "خير" تنفيذ أنشطة ترفيهية دائمة للمرضى الأطفال في مستشفى المدينة التركي، وإطلاق ركن ومكتبة للمرضى وللزوار في المستشفى ذاته، بجانب التخفيف عن مرضى الفشل الكلوي، الذين يقضون وقتًا طويلاً في غسل كلاهم.
تنهي: سعينا في الماضي لترميم بيت لعائلة فقيرة، وواجهنا عدة عراقيل، لكننا ساعدنا بعض الأسر في طلاء منازلها، ومستعدون لتكرار ذلك، ونأمل أن ننتشر على طول محافظتنا، التي تشتق اسمها من الضياء.
قصص إنسانية
بدوره، أشار منسق وزارة الإعلام في طوباس والأغوار الشمالية، عبد الباسط خلف، إلى أن "أصوات من طوباس" تسلط الضوء على مبادرات وإبداعات وقصص إنسانية تلخص أشكال الحياة اليومية في المحافظة، وتتطرق لحكايات المبدعين المنحدرين منها كعالم الفضاء د.عصام النمر، ورواد العمل الخيري والإنساني، وترصد الموت الذي يزرعه الاحتلال في غورها.
طوباس: خصصت وزارة الإعلام في محافظة طوباس والأغوار الشمالية الحلقة (33) من سلسلة "أصوات من طوباس" لتجربة مجموعة خير الشبابية، التي شقت طريقها للحياة صيف عام 2012 في المدينة.
تسرد العشرينية شروق مروان عبد الرازق، إحدى المؤسسات للمجموعة، تجربة "خير"، فتقول: انخرطنا في البداية في "فريق النخيل"، التابع لمؤسسة تامر للتعليم المجتمعي، ووقتها كنا نلتقي في مقر جمعية طوباس الخيرية، لتنفيذ فعاليات ثقافية وقراءة كتب، وبدأنا بالتفكير في إيجاد مبادرة تخدم مدينتا، وتساعد الفئات المحتاجة والمهمشة، وتنفذ كل أنشطتها بالتطوع،ممن غير أن تتلون بأي لون حزبي.
وقتها جلست عبد الرازق وأنغام زياد وقيس مروان ويحيي عويضات وأحمد محمد صوافطة وفاطمة قصراوي، لوضع ما يشبه "دستور" المجموعة، واختيار اسم يعبر عن طموح إطار إنساني يتحلل من كل التوجهات المادية، ويتسلح بفكرة التطوع والعطاء.
"بسمة طفل"
تقول عبد الرازق: اقترحنا عدة أسماء، ولكننا انحزنا في النهاية لـ"خير"؛ كونها تدلل على العطاء، وقريبة من القلوب، وبدأنا نسابق الزمن لتنفيذ باكورة أعمالنا، واخترنا عيد الفطر عام 2012 للإعلان عن حملة" بسمة طفل"، ووزعنا خلالها 70 هدية لعائلات محتاجة، شملت ملابس للأطفال وأحذية للصغار بشكل خاص، ولبقية أفراد الأسرة، وسعينا خلالها لإدخال البهجة لقلوب المحرومين، ولكن بطريقة لا تمس بكرامتهم.
تتابع: دخل السرور لقلوبنا، ونحن نعمل، واخترنا أسلوبًا جديدًا في إيصال المساعدة لمستحقيها، فكنا نضع الهدية أمام الباب، وندق عليه، ثم نختفي بسرعة، حتى لا تشعر العائلة بمن قدمها، وحرصًا على مشاعر الأطفال. واكتفينا بكتابة عبارة ( بسمة طفل 1) على الطرود.
وفرّت "خير" أول احتياجاتها من مصروف المجموعة الشخصي، ومن بعض المساعدات من أفراد العائلة، والتجأت لبعض التجار، الذين رحب قسم منهم بالمبادرة، فيما رفضها آخرون.
تكمل شروق: كرّرنا حملة مشابهة بالتزامن مع افتتاح العام الدراسي في ذلك العام، وأطلقنا عليها ( ع المدرسة 1) وجمّعنا ما استطعنا من قرطاسية وحقائب وزي مدرسي، وأخرجنا بالطريقة ذاتها حملة العيد. وأعدنا المبادرة لسنوات ثلاث بالتتابع. وفي كل مرة نختار مجموعة عائلات معوزة، تصل إلى سبعين أسرة.
سرّية
والمشترك، وفق عبد الرازق، بين حملات "خير" السابقة واللاحقة، الحرص على إخفاء الجهة التي تقدم المساعدة، وعدم الترويج الإعلامي الذي قد يصل أحيانًا، إلى المس بكرامة الحاصلين على العون.
حرص أعضاء" خير" على تنفيذ مبادرات عامة لوقف التخريب، الذي رافق الاحتجاجات المحلية على الغلاء. وأعاد الشبان تنظيف الشوارع، وغرس الأشجار، وإزالة التعديات التي مارستها مجموعات رفعت شعار "محاربة الغلاء ورفع الأسعار"، ولكنها مست بمرافق المدينة، كحاويات القمامة، واليافطات، والأشجار، والممتلكات العامة.
تزيد عبد الرازق: أطلقنا حملات للتشجيع على الثقافة، من خلال لقاءات شبابية أدبية، ومعارض للرسم، وقصائد عن القدس، بالشراكة مع وزارة الثقافة، وأخرجنا إلى النور حملات تنظيف المساجد لاستقبال شهر الصوم، والكنيسة الوحيدة في طوباس. كما أنجزنا ثلاث مبادرات لإفطار الأطفال الأيتام، واحدة منها برعاية الغرفة التجارية. واشترك أعضاء المجموعة في نعرض للصناعات الوطنية والتراثية، وفيه عرضوا نتاج خبراتهم وأعمالهم الفنية ضمن مشروع "زركشة" الخاص، وإبداعات الشاب هاني بني عودة بالحفر على الخشب. وأطلقنا أنشطة لتنظيف المقابر، وأخرى لتزيين حاويات القمامة، وأقمنا أيامًا ترفيهية للأطفال، وغيرها.
واللافت في حراك "خير" أن الأعضاء لا يتجاوز بعضهم الثانية عشرة كحال الناشطة سارة أبو علاّن، ويقتطعون جزءاً من مصروفهم اليومي و"عيدياتهم" لدعم مبادرات المجموعة، أو يستندون إلى عائلتهم لتأمين بعض احتياجات المجموعة.
وبحسب شروق، فإن المجموعة واجهت العناء، وبخاصة في الشق الاقتصادي، وإقناع الناس أنهم ليسوا مع حزب ضد آخر، وخيبة الأمل من بعض المقتدرين الذي لم يمنحوا "خير" إلا القليل جدًا، بخلاف توقعاتهم، إلى جانب غياب الثقة بالشباب، وتراجع ثقافة التطوع بين الناس.
ابتدع أعضاء المجموعة طرقًا جديدة لإيصال المساعدات لمستحقيها، إذ جمعوا الأطفال الأيتام، وأعدوا لهم نشاطًا ثقافياً وترفيهيًا ومسابقات، وقدموا لهم المساعدات على شكل جوائز؛ للابتعاد عن الإيحاء بالشفقة أو المنة على الصغار وجرح مشاعرهم.
ومما تخطط له "خير" تنفيذ أنشطة ترفيهية دائمة للمرضى الأطفال في مستشفى المدينة التركي، وإطلاق ركن ومكتبة للمرضى وللزوار في المستشفى ذاته، بجانب التخفيف عن مرضى الفشل الكلوي، الذين يقضون وقتًا طويلاً في غسل كلاهم.
تنهي: سعينا في الماضي لترميم بيت لعائلة فقيرة، وواجهنا عدة عراقيل، لكننا ساعدنا بعض الأسر في طلاء منازلها، ومستعدون لتكرار ذلك، ونأمل أن ننتشر على طول محافظتنا، التي تشتق اسمها من الضياء.
قصص إنسانية
بدوره، أشار منسق وزارة الإعلام في طوباس والأغوار الشمالية، عبد الباسط خلف، إلى أن "أصوات من طوباس" تسلط الضوء على مبادرات وإبداعات وقصص إنسانية تلخص أشكال الحياة اليومية في المحافظة، وتتطرق لحكايات المبدعين المنحدرين منها كعالم الفضاء د.عصام النمر، ورواد العمل الخيري والإنساني، وترصد الموت الذي يزرعه الاحتلال في غورها.