القواعد العسكرية الروسية في المنطقة العربية

القواعد العسكرية الروسية في المنطقة العربية
بقلم  : عبدالله عيسى
رئيس التحرير

بعد اندلاع ثورات الربيع العربي وتدخل أمريكا السافر لإسقاط أنظمة عربية مثل تونس وليبيا ومصر وسوريا أدركت روسيا ان الفرصة سانحة لإقامة علاقات استثنائية مع الدول العربية خاصة أن أمريكا تخلت عن كل حلفائها العرب مثل قادة تونس وليبيا ومصر .

واشتكى عدد من الزعماء العرب من تخلي الإدارة الأمريكية عنهم مثل زين العابدين بن علي والقذافي وحسني مبارك .

واعتقد ان الحسابات الأمريكية لم تكن صائبة فانهيار بعض الأنظمة العربية بتخل أمريكي واضح جعل المنطقة العربية كلها تبدا بالانفلات من القبضة الأمريكية وتتجه إلى حليف تاريخي جاهز وهو روسيا .

فسارعت دول الخليج العربي إلى عقد صفقات سلاح ضخمة مع روسيا كي تربط روسيا بمصالح في المنطقة العربية وكي تدافع عن المنطقة العربية ان لزم الامر .

وبعد تصاعد الازمة السورية قبل 3 سنوات توجه زعيم عربي الى موسكو وفوجيء بالرئيس الروسي بوتين يعرض عليه اقامة مصانع اسلحة روسية ثقيلة في الصحراء وقال بوتين :" لاول مرة سنقوم بتصنيع اسلحة ثقيلة خارج روسيا وهذه المصانع ستصدر انتاجها الى دول الشرق الاوسط وستقوم بتشغيل 250 الف عامل من بلادكم أي سنقضي على البطالة في بلدكم الى الأبد ".

لم يوافق الزعيم العربي على عرض بوتين ولم يرفض ايضا وترك الموضوع قيد الدرس فسارعت امريكا الى اقناع تلك الدولة العربية بعدم قبول العرض الروسي واعتقد ان العرض الروسي ما زال قائما ولا سيما ان هنالك تجربة روسية ناجحة جدا في ذلك البلد العربي بمجال التصنيع الحربي لمدرعات وقاذفات مضادة للدروع فتاكة ومتطورة جدا .

ومنذ الزيارة الاولى للرئيس السيسي الى موسكو أعلن وزير الدفاع الروسي عن موقف روسيا من بيع السلاح لمصر فقال:" لايوجد أي خطوط حمراء على تصدير السلاح الروسي لمصر بشرط واحد ان تدفع مصر ثمن صفقات السلاح بدون تاخير".

والحقيقة ان كل السلاح الروسي المتطور جدا والذي طلبه السيسي خلال زياراته الى موسكو حصل عليه فورا بما فيه أس 300.

وفي جانب اخر حصلت الجزائر على اكثر الأسلحة الروسية تطورا من طائرات ودفاعات جوية وهذا يعكس توجه الدول العربية حاليا إضافة لاقامة قاعدة عسكرية روسية في اللاذقية السورية والتي أربكت الحسابات الأمريكية كلها في المنطقة وفي سوريا .

فالقواعد العسكرية الروسية في المنطقة العربية والسلاح الذي يتدفق الى دول المنطقة من روسيا يؤكد ان المنطقة بدأت فعلا تفلت من القبضة الامريكية وستدخل الى الفلك الروسي مما سيغير موازين القوى في المنطقة والتي لن تكون في صالح إسرائيل ابدا .

فتقلص نفوذ أمريكا في المنطقة يرافقه تقلص قوة إسرائيل وتراجعها أمام قوة عربية جديدة اكثر انحيازا لقضايا الامة العربية وأكثر تحررا من الضغوط الأمريكية .

 


التعليقات