باحث أردني يستعرض مخطوطات قمران –البحر الميت العبرية

رام الله - دنيا الوطن اسعد العزوني
صدر حديثا عن دار دجلة للنشر والتوزيع في العاصمة عمان ، كتاب جديد للباحث الأردني رؤوف عبد الله الشريفين ، بعنوان " مخطوطات البحر الميت العبرية ... من الكهف الأول في متحف  الأردن – دراسة وصفية تحليلية"، وتميزت بأنها الأولى من نوعها في العالم التي عالجت هذا الموضوع الذي بدأ الحديث عنه قبل نحو سبعين عاما ، عندما إكتشفها راع بدوي فلسطيني في منطقة البحر الميت  وباعها لأحد تجار الآثار  وهو خليل  إسكندر شاهين المعروف بكندو ، والذي باعها بدوره لآخرين وجرى تهريبها إلى  أمريكا  .

ويمثل هذا الكتاب  باكورة الإشتغال الأردني العلمي بموضوع مخطوطات قمران –البحر الميت ، وتعد هذه المخطوطات من أهم النصوص المكتشفة في القرن العشرين لما لها من صلة وثيقة بالعهد القديم "التوراة"، بإعتبارها من أقدم النصوص التوراتية التي وصلتنا ، ولإشتمالها على معلومات وثيقة الصلة بالديانات السماوية الثلاث  اليهودية والمسيحية والإسلام.

يعد هذا الكتاب  إعادة دراسة لمخطوطات قمران – البحر الميت العبرية من الكهف الأول  المحفوظة في متحف الآثار  الأردني ،وعددها 13 مخطوطة ، والأمر يتطلب من  بقية الباحثين العرب على وجه الخصوص ، الغوص من جديد في هذا الموضع لإعطائه  حقه من البحث والتمحيص ، حتى لا نبقى  ننهل من المستشرقين  وما يكتبون .

كانت هذه المخطوطات عبارة عن  كتابات على الجلد وورق البردي وكتابة واحدة على النحاس في اللفيفة النحاسية فقط ، وإستخدمت فيها  ثلاث لغات هي العبرية والآرامية  واليونانية ، وقد إكتشفت اولى المخطوات عام 1947 في الكهف   الأول   من قبل الراعي الفلسطيني محمد ذيب من عرب التعامرة  .

 وما ان إنتشر خبر  المخطوطة الأولى حتى بدأ الحديث يتسع عنها  في الرجاء  وإهتم بها  المطارنة والقسيسين وخبراء الآثار الأجانب والأردنيين، وبدأت عمليات البحث والتنقيب في ذات المكان عل وعسى  أن  يكون هناك مخطوطات أخرى ، وجرى إرسال ضابط بلجيكي إلى الكهف وتبعه آخرون  ، وتم في العام 1949 إكتشاف كافة المخطوطات ما عدا المخطوطة  1Q28 التي إشتريت من تاجر آثار في بيت لحم ،في حين أن بقية المخطوطات نقلت  مباشرة إلى  متحف الآثار الأردني  وهي "27 ، 22، 1Q13 ،70،37، 36 ، 35 ،34،33"، كما نقلت مجموعة اخرى  من المخطوطات  من متحف الآثار الفلسطيني إلى عمان في ظروف  غامضة وهي "Q17 1،18 ،19".

 تبعد خربة قمران التي إكتشفت فيها المخطوطات  13 كم عن البحر الميت  ، وتقع إلى الشمال الغربي منه ، وتحيط بها مغاور كثيرة ومساحتها  2 كم، وسكنها   أبناء النور الذين يطلق عليهم إسم الإسينيون، وهم جماعة إثنية   لهم نظامهم الصارم الخاص ، ويعني إسمهم القداسة لما عرف عنهم بانهم كرسوا انفسهم لخدمة الرب.

وصف خبير مخطوطات قمران وليام   أولبرايت  إكتشاف المخطوطات بأنه الأعظم في العصر الحديث ،نظرا لأهميتها بالنسبة لجميع المهتمين  بالعهد القديم  والديانات السماوية الثلاث اليهودية والمسيحية والإسلام،كما انها تعود للفترة التي تشكلت فيها  الديانتان اليهودية والمسيحية، وثيقتا الصلة بالإسلام، خاصة أن بعض تلك اللفائف  تكشف عن  شكل مختلف لليهودية ،لأن كتبة هذه المخطوطات  هم طائفة يهودية تتميز  بصفات مختلفة عن بقية الطوائف ، وقد إنقرضت، ولا أحد يدري أين وكيف إختفت هذه الطائفة بعد عملية تيطس عام 70م، كماه تم إكتشاف بعض  نصوص  التوراة  المحذوفة ، غير الموجودة في التوراة العبرية لكنها موجودة في النص السبعيني اليوناني ،كما إكتشف فيها أيضا نص عبري من نصوص العهد القديم وهو سفر إشعيا . وتؤكد هذه المخطوطات  حقائق جديدة  أريد إخفاؤها عنا وهي أن  الطوائف اليهودية لم تكن وحدها  التي تعيش في فلسطين ، بل كان مجموعات أخرى من السكان مثل الأنباط .

ومعروف أن تلك المخطوطات قد جمعت في متحف الآثار الفلسطيني  بعد شرائها من عرب التامرة ، إلا أنه  وفي خمسينيات القرن المنصرم، قررت الحكومة الأردنية تأميم هذه المخطوطات وكل ماله بالإكتشافات الأثرية وما كتب على الجلد وغيره في منطقة قمران والمناطق الأخرى ، وبهذا أصبحت مخطوطات قمران ملكا للأردن ، لكن  إسرائيل  سيطرت على كافة هذه المخطوطات بعد حرب عام  1967 وسيطرتها على متحف الآثار الفلسطيني.

ويوجد اكثر هذه المخطوطات في متحف مزار الكتاب الإسرائيلي في القدس حيث تحفظ فيه إسرائيل  4 مخطوطات كانت بحوزة المطران مار أثناسيوس صموئيل، والمخطوطات الثلاث الأخرى التي إشتراها سكنيك، إضافة إلى نقل  مخطوطات المتحف الفلسطيني إليه، في حين يوجد في متحف الأردن  عدد من المخطوطات النحاسية وعدد من الجذاذات الخرى وعددها 19 جذاذة .

التعليقات