عاجل

  • شهداء وجرحى باستهداف طائرات الاحتلال منزلًا لعائلة حمادة في شارع يافا بحي التفاح شرق مدينة غزة

بشير الخير قابوس بن سعيد دولة في رجل انطلق بعُمان الى تنمية شاملة شكلت ملحمة تاريخية عالمية بكل المقاييس

بشير الخير قابوس بن سعيد دولة في رجل انطلق بعُمان الى تنمية شاملة شكلت ملحمة تاريخية عالمية بكل المقاييس
رام الله - دنيا الوطن - بسام العريان وشادية الزغيّر
السلطان قابوس بن سعيد هو "دولة في رجل" هو قائد التطوير والنهضة في عُمان ومهندس السياسة الداخلية لها ، حيث انطلق جلالته بعُمان في الثالث والعشرين من يوليو 1970 إلى تنمية شاملة تعتبر ملحمة تاريخية عالمية بكل المقاييس، حيث استطاع توظيف خيرات عُمان لما فيه مصلحة إنسان هذه الأرض، بل وتعدت خيراتها حدودها الجغرافية لتساند أشقاءها العرب و المسلمون والأصدقاء في أوقات الأزمات.

اهتم حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم حفظه الله ورعاه- بدفع عمان إلى حالة متقدمة من المعاصرة مع الإبقاء على الأصالة العمانية التقليدية بحيث لا تفقد عمان هويتها، فأينما حل وارتحل يسير تاركاُ آثاره الواضحة التي تشهد على عهد باني نهضة عُمان الحديثة "بشير الخير.. السلطان قابوس بن سعيد".

وتأسست علاقة فريدة وشديدة الخصوصية بين السلطان قابوس وشعبه عندما أعلن جلالته انطلاق المسيرة المظفرة في الثالث والعشرين من يوليو 1970 ، حيث تسلم جلالته مقاليد عرش سلطنة عُمان ، ومنذ ذلك اليوم أشرق على عمان وشعبها عهد جديد وعادت الحياة في عهده المظفر وعاد الامل واستعاد المواطن العماني ثقته في ذاته وفي حاضره ومستقبله , وأسس نهضة شاملة في ربوع السلطنة ورفع اسم عُمان عاليا على المستوى الإقليمي والعالمي واستعادت السلطنة دورها ونشاطها كأحد الأطراف المؤثرة في مجريات الأوضاع في الخليج والمنطقة من حولها ، وأعاد لعمان أمجادها التاريخية وعظمتها الحضارية.

ولشدة اهتمامنا بمسيرة قائد كبير في قدره وعظيم في إنجازاته يعكس مدى التوأمة الخلاقة بينه وبين شعبه تابعنا كل ما يدور على الساحة العُمانية وذلك لحبنا واحترامنا العميق لسلطنة عُمان وقائدها المعظم وشعبها الأصيل .

فلفت انتباهنا كتاب "سلطنة وسلطان.. أمة وقائد " والذي تمت طباعته مؤخرا ويحكي سيرة السلطنة منذ بداية تسلم جلالة السلطان قابوس بن سعيد لمقاليد الحكم في البلاد وحتى هذا اليوم .فتجولنا في صفحاته الـ 467 وتوقفنا عند كل باحة فيه حيث تحوي كنزا من كنوز عُمان الثقافية والحضارية والفكرية والتراثية فوجدنا أنفسنا لا نمل من القراءة ولا نكل من تقليب صفحاته .

متعة عظيمة تشعر بها وأنت تقرأ عن إنجازات السلطان قابوس يحفظه الله - التي قدمها لشعبه بكل كرم وحب ، وبعزيمة ألف رجل وحمل على عاتقه نهضة عُمان تاركاً خلفه كل ما يبحث عنه أي رجل شاب في مثل عمره حين تسلم الحكم في السلطنة وجعل أولى أولوياته الرقي بالإنسان العُماني ليصل به الى أبرز الأدوار التي يؤديها من يشكلون خارطة الحضارة في العالم .

مقتطفات من كتاب "سلطنة وسلطان.. أمة وقائد .. قابوس بن سعيد"تحظى مسقط اليوم بكم هائل من السفارات لمختلف دول العالم ، حيث ترفرف اعلامها على تلك الأبنية التي أنشأت في أجمل المواقع على البحر فارتفعت مبانيها بانتظام ونهضت بوتيرة متسارعة ، مما يدل على اتساع تمثيل السلطنة لدى دول العالم بعد تولي  السلطان قابوس بن سعيد الحكم في السلطنة وإنه إذ يدل على شيء فيدل على قيادة حكيمة استطاعت بكل فخر وعزم وقوة إرادة أن تنجز مالم يتوقعه أحد قبل أربع وأربعين عاما من اليوم .

كما استطاعت عُمان اليوم أن تجعل من سفرائها رموزاً بارزة تمثل السلطنة في مختلف دول العالم ، وذلك بعد أن كانت السفارة العُمانية في السابق تعتمد على الموظفين الأجانب وشيوخ القبائل وعلماء الدين وبعض المثقفين غير الخبراء في هذا المجال ، فاستبدل جلالة السلطان قابوس كل هؤلاء بطواقم من أبناء عُمان ، كان يصنعها بصعوبة ويؤهلها ويدربها بالتدريج ، وبات سفراء سلطنة عُمان اليوم من حملة الدكتوراه ويشكلون عناوين بارزة في العمل الدبلوماسي .

واستمرت السلطنة على هذا النهج حتى وصلت لأن تعين سفير السلطنة في الولايات المتحدة "امرأة" فأخذت المرأة بعهد السلطان قابوس – أدام الله عزه - مكانها بإسناد حقيقي وتمكن واضح في أكثر المؤسسات العُمانية القيادية في مجلس الدولة والشورى وفي كل المحطات المتقدمة من العمل السياسي والإداري وحتى الأمني والعسكري .

الكتابة عن عُمان الحديثة هي الكتابة عن السلطان قابوس والكتابة عن السلطان هي الكتابة عن عُمان وبين هذا وذاك كتب "سلطان الحطاب" مؤلف كتاب سلطنة وسلطان ، عن النهضة العُمانية الحديثة ، واصفاً خطب جلالة السلطان لشعبه بالوصفة والدواء يصرفه لشعبه بعد أن يكتبه ويراقب أثره في شعبه ويرى بعدها كيف تخرج عُمان من وهدتها وتقتحم الحواجز الغليظة وترفع ستار الغشاوة عن عينيها لتبصر واقعها وتستشرف غدها .حيث ذكر الكاتب أن النهضة العُمانية جاءت لترسم ما خطط له السلطان قابوس بن سعيد – يحفظه الله- من رسم لمستقبل مشرق للسلطنة بكل دقة ووعي في التفكير في كل خطبه لشعبه ، و الإنجازات هي خير دليل على تطابق القول مع الفعل في كل منحى من مناحي الحياة في السلطنة ، فنمت النهضة العُمانية الحديثة وتطورت في كل المجالات سواء في التعليم والصحة والبنية التحتية وفي الإسكان وبناء الإنسان وفي الثقافة والفن والدبلوماسية والسياسة والوساطة والبناء الأمني والاستثمار والتعاون الاقليمي والدولي ، حتى وصلت عُمان لما وصلت اليه اليوم من دبلوماسية متفردة ورمز قل نظيره يشع من محياها الحضارة والديمقراطية حاضنة للتاريخ ومشعة بالمستقبل.

جاء في الكتاب ....• من هنا تبدأ الحكاية !! - نقتفي آثار ووقائع أربع وأربعين سنة من حياة السلطنة التي ولدت من جديد يوم جاءها جلالة السلطان قابوس من رحم سلالة حكمت لقرون وصنعت الامبراطورية والاستقلال ، فكان باراً بالتاريخ ووفياً للجغرافيا مستذكراً تاريخ أجداده .- العُمانيون يتمتعون بسياسة متزنة فيها الحياد الايجابي والموضوعية والوعي ، والسلطنة تتمتع بالقدرة على لعب دور المصالحة بين الأشقاء المختصمين بنزاهة وموضوعية ولا تتطلع لأجرة من رأس المال ولكنها تنتظر الثمار من النتائج لتنعم مع غيرها بالاستقرار من منطلق ايمانها بالسلام والحرية حتى لأعدائها وشعارها لخصومها الداخليين "اذهبوا فأنتم الطلقاء".- عُمان شريك أساسي حريص في مجلس التعاون الذي كانت فكرته والسعي اليه عُمانية بامتياز وتبرز المسؤولية حين يتهرب منها الكثيرون لتستشعر أمن مضيق هرمز الشهير وتستشعر مسؤولية حماية واجهات بحرية عريضة في المحيط الهندي وبحر العرب .- الإباضية التي حصّنت العُمانيين وحمتهم من التطرف حين أخذت بالشورى والانتخاب ومواصفات الإمامة البسيطة والعادلة وحين أقامت في حكامها علم الجرح والتعديل وقول الحق ونصح الإمام .• المكتوب يُقرأ من عنوانه ..- لأن المكتوب يقرأ من عنوانه ..والتغيير على قدم وساق فكل شيء يحتاج الى تحريك في البركة العُمانية التي كانت آسنة نتاج غلقها وعدم تحريك مياهها .. فقد بدأ السلطان يغير اسم البلاد لتكون سلطنة عُمان بدل "مسقط وعُمان" .. والعلم من اللون الأحمر الباهت الى ألوانه الزاهية الجديدة وفوقه رمز العُمانيين والذي يحمل تقاليد الأمة وتشير إليها .. وبألوانه الأبيض والأحمر والأخضر .- وكان أيضاً التفت الى ضرورة اعادة تسمية "الريال السعيدي" الى الريال العُماني مؤمناً بأن للشعب اسماً يحمله من دولته وليس من العائلة الحاكمة آخذاً بقوله تعالى : "وادعوهم لآبائهم" فالأبوة السلطانية ليست أبوة الدم وإنما أبوة المسؤولية والرعاية ، فالشعب لا يختصر في القائد أو اسم عائلته ولا ينسب لعائلة وإنما لوطن ، ولذا أزاح السلطان اسم العائلة عن العملة حتى لا تندغم المصلحة الوطنية العامة بالخاصة، وسماه "الريال العُماني" وكان له ذلك ، وها هو الريال يعتز بما يمثل ويحمله لصورة السلطان واستناده الى اقتصاد واعد وسمعة طيبة .- لقد وجدت السلطنة في مصر في زمن السادات وفي الأردن في زمن الملك الحسين عونا وسندا .. ولم ينس السلطان قابوس الأيدي التي امتدت لمساعدة سلطنة عُمان أثناء محنتها في السنوات الأولى وخاصة الأردن التي ظل السلطان قابوس يقيم أطيب علاقة وأميزها مع الملك الراحل الحسين والذي كان له يقر له بالفضل ويقدر مواقفه أعظم تقدير ، وقد ورث هذه العلاقة الطيبة لوريثه الملك عبدالله الثاني ملك الأردن الذي مازال يقصد عُمان ، ليجد نعم الصديق والشقيق ومن يدعم ويحرص ويؤيد ، وقد تحدث الملك الحسين عن ذلك مراراً .- وعي السلطان قابوس ومرونة سياسته البراغماتية وحصادها المتراكم كان دائما محط الإعجاب فهذا القائد أبعد سياساته ودبلوماسية نظامه عن الايديولوجيا والتصلب وابقاء العدو عدواً ، بل مارس الاحتواء وحدد اهداف السياسة الخارجية العُمانية في معالمها الرئيسية والتي مازالت قائمة حتى الآن ..- وهكذا ظل السلطان – وعبر 44 سنة – يؤمن دائماً أن الحوار هو المدخل الحقيق لضمان المصالح وهذه الرؤية تصدق الآن أكثر من أي وقت مضى ، حين لم يكن يراها الا قائد بعمق رؤية السلطان.. وف هذا السياق كان العالم المتقدم والمتحضر – والذي كان يقرأ رؤية السلطان ويقدرها – بادر الى تكريمه بجائزة السلام التي منحت له العام 1998م ، جرى التعبير فيها وعن طريقها لمساهمته العظيمة في الممارسات السياسية المعاصرة ودوره في احلال السلام والاستقرار في أكثر مناطق العالم اضطرابا .• سلطان وسلطنة ..- كان على السلطان قابوس – منذ اللحظة الأولى لتوليه السلطنة – أن يبني أداة التغيير وهي الحكومة أو الذراع التنفيذي وأن يذلل كل الصعوبات الطبيعية والطارئة في وجه خياراته ، لم يكن سهلاً بناء ها الجهاز وتنظيمه لعوامل ذاتية أبرزها غياب الكفاءات التي كان أكثرها مهاجراً وأيضاً غياب الخبرة وفقدان عُمان الناشئة حديثاً على يده الى هياكل مؤسساتية ، ولذلك كان عليه أن يعمد الى المتوافر وأن يستعين بالممكن وأن يستقطب الذين هاجروا وأن يدرب الذين يمكنه جذبهم للعمل معه .- لقد أسهم العُمانيون في نشر الاسلام ومنهم المهلب بن ابي صفرة الأزدي كما نشروا التجارة وعلّموها للناس وقد أكسبتهم التسامح والحوار والصبر سواء حين كانوا يصيدون اللؤلؤ أو يبنون السفن أو يسوقون اللبان للعالم القديم كله ويبدلون السلع ويحافظون عليها ويعالجون تلفها .• شخصية السلطان ..- إذا كنا نريد مزيداً من المعرفة عن السلطان في بواكير شبابه فإننا نقرأ لمن تحدثوا عنه .- فقد كانت ترد ذكرياتهم عنه عن طيب خاطر وفي أي حديث يمكن أن يفضي الى سيرته . فالانطباع الأول عن اللقاء به لا يختلف عن الانطباع التالي أو حتى الأخير .- لقد تأثرت به العائلة التي عاش معها حين كان طالبا يدرس في بريطانيا فهذا جونز رومانز ابن العائلة التي عاش معها السلطان قابوس يترك لنا انطباعا ورأيا يضيء شخصية السلطان في تلك المرحلة فيصفه بأنه صادق مع نفسه ومع الآخرين ، وصفة الصدق هذه لازمت السلطان طوال حياته قبل تسلمه سلطاته وبعد ذلك والى اليوم ، وقد كانت هذه الصفة أتعبته في تعامله مع الآخرين من القادة العرب الذين انتقد طريقتهم في التبرير والتسويغ وعدم طرق الحقائق مباشرة ، وذلك يبقي الخلافات قائمة ويزيد من تفاقماتها .- والسلطان لا يخلف وعدا لشخص أو لبلد أو في معاهدة أو اتفاق وإنما هو ممن يوفون بالوعود والعهود دون تأخير ، ولذا ظل التزامه قائما فيما التزم به وهو لا يلتزم ولا يقطع على نفسه وعدا أو عهدا حين لا يريد أن يفي به ولا يكيل الوعود بلا حساب ، حتى إذا جاء وقت السداد لا يتم الوفاء .. وهذه الصفات في الوفاء بالوعد والعهد قلما تتوافر الآن لكثير من الزعماء أو القادة الذين يهربون من وعودهم ، ويبررون أو ينقلبون فيفقدون مصداقيتهم ويصغرون في عيون شعوبهم وفي عيون الآخرين .- لم تكن أوصاف السلطان ومناقبه وسمعته الطيبة وسلوكه في خدمة وطنه وأمته بعيدة عن اشارة القادة والزعماء في العالم بل كانت في صميم رأيهم وقناعتهم وفي هذا السياق قال الرئيس الراحل صدام حسين في تقييم دور السلطان في شعبه وأمته ومبادراته وحرصه : " لو كان هناك قابوسان في هذا الزمان لما حدثت الحروب والأزمات " .- كما جاء قول الملك فهد بن عبدالعزيز مؤكداً لما يحس به فقال : " علاقتنا لها صفة الاستمرار وتدعمت أكثر حين أنعم الله على عُمان بقائد مثل صاحب الجلالة قابوس بن سعيد فجلالة السلطان قابوس بن سعيد من القادة الأجلاء المدركين والمفكرين " .- وهذه الشهادات شملت قادة عالميين ورؤساء دول كبرى بارزين حيث أدلوا بشهاداتهم في جهود السلطان وإنجازاته ودوره في بعث عُمان ووضعها على طريق المستقبل .- العُمانيون بقيادة السلطان قابوس مثال حي للتدين والوطنية التي لا تتناقض مع الدين ، بل أنه عندهم يدعمها وتقويه . وهم نموذج للتعايش المذهبي . فلا جدال ولا خصام ولا خلاف بين مكوناتهم المذهبية رغم تعددها بين الإباضية والشافعية ومذاهب الشيعة وقد استطاع السلطان بسياساته الحكيمة وحرصه على شعبه وبلده أن يقدم نموذجا من المحبة والتآخي والسلام بين أتباع هذه المذاهب المتعددة الذين تجمعهم عُمان على المواطنة . - فالعُمانيون لا يعرفون الطائفية أو التعصب أو التمييز ولا ينشغلون بذلك ، وهم يرفعون راية الاسلام صافية ويعمرون مساجد لله في السلطنة وخارجها فكثيراً ما تذكر مساجد في عواصم عربية وعالمية يرتبط بناؤها بتبرع السلطان قابوس بن سعيد دون أن يكرس ذلك مذهباً أو طائفة وإنما لوجه الاسلام السمح الذي ظل بعيداً عن الانحراف والارهاب والتعصب في عُمان .تناول كتاب "سلطنة وسلطان .. أمة وقائد" مواضيع عديدة وفقرات متنوعة توقف فيها الكاتب عند نقاط هامة تحكي سيرة وطن وقائد عظيم تسلسلت بتناغم لتروي ماضي عُمان وحاضرها في عهد باني نهضة عُمان الحديثة جلالة السلطان قابوس بن سعيد ، فجاءت عناوينها - إضافة لما سبق - كالتالي :• أيام مرض السلطان قابوس .. وفي الليلة الظلماء يفتقد البدر• الاستراتيجية الاقتصادية العُمانية • التوجه العربي في السياسة العُمانية • العلاقات العُمانية مع دول العالم • عُمان في الجغرافيا • عُمان في التاريخ • العُمانيون .. سادة البحر • التراث العُماني • الهوامش • العلم العُماني • شعار السلطنة • نشيد السلام السلطاني