نبيل شعث في حوار سياسي شامل:"البرازيل"دخلت الشرق الأوسط بفيزا فلسطينية.ونريد ميناء فلسطيني لا حمساوي
رام الله -خاص دنيا الوطن
أكد عضو اللجنة المركزية نبيل شعت أنه يعمل جاهدا من خلال زيارته إلى أمريكا اللاتينية لمحاولة الحصول على اعترافات من الدول الأربعة التي لم تعترف بفلسطين والمتمثلة بالمكسيك وتعتبر أهمها بالإضافة إلى كولومبيا وجامايكا وبنما ، مشيرا إلى أن تلك الدول الوحيدة التي لم تعترف بدولة فلسطين حتى الآن -في اللاتينية- ، مستطردا : " على الرغم من أن المكسيك وجامايكا صوتوا إلى جانب فلسطين في الأمم المتحدة عندما تقدمنا بالقبول بنا كدولة عضو مراقب في الأمم المتحدة لكنهم لم يعترفوا حتى الآن بدولة فلسطين.
اعتراف قادم
وأوضح شعت أن زيارته إلى المكسيك وبنما كانت من أنجح ما قام به في جنوب أمريكا ، قائلا: " اعتقد أن بنما و المكسيك ستعترفان بفلسطين قبل نهاية سبتمبر القادم، حيث أنني التقيت هناك بالبرلمانات و الأحزاب و القوى الشعبية في كل مكان،كما أنني وجدت في المكسيك بشكل خاص تضامن مع الشعب الفلسطيني لم أشهد مثله لا في أوروبا ولا في أمريكا اللاتينية، حيث كان يجب العمل بشكل مختلف للوصول إلى اعتراف مبكر عن الاعتراف بفلسطين الذي سيأتي قريبا ".
ولفت إلى أنه مع ذلك فإن المكسيك دولة مجاورة للولايات المتحدة الامريكية و لديها 35 مليون مهاجر للولايات المتحدة منهم 20 مليون غير شرعي ، بالتالي هناك ضغوط أمريكية عليها ، مبينا أنه قد تم تجاوز كل ذلك وأن هاتين الدولتان ستعترفان بفلسطين قريبا وسيكون مستوى تبادل العلاقات الدبلوماسية معهم على مستوى عالٍ.
وتابع حديثه لـ "دنيا الوطن : "هناك 138 دولة اعترفت بفلسطين حتى الآن، لكن الموضوع ليس بالعدد ، حيث أنني أشرت إلى ذلك في المكسيك وبنما، وقلت لهم أنني لم آتِ إلى هنا كي أضيف انتصارات دولية ، حيث أن لدينا عدد كبير من الدول التي اعترفت بفلسطين، ولكن المكسيك هي دولة ذات أهمية خاصة أنها الدولة المنافسة للبرازيل من حيث أهميتها الدولية"، مبينا أنها كدولة لم تدخل بعد إلى الساحة العربية والشرق أوسطية، على خلاف البرازيل التي دخلت إلى الشرق الأوسط بفيزا فلسطينية، حيث أنها أول من بدأت بموجة الاعترافات الجديدة من ثلاثة سنوات، كما لعب قائدها "لولا دا سيلفا" دورا هاما في الحصول على اعترافات 14 دولة امريكية لاتينية .
وأوضح أنه لكل ذلك أصبح للبرازيل وجود في المنطقة الشرق أوسطية ، منوها إلى أنه آن الأوان لتخرج المكسيك من علاقاتها الأمريكية سواء كانت مع الولايات المتحدة أو جنوب أمريكا، متمما: " لذلك المكسيك ثقل كبير".
في ذات السياق ذاته أكد عضو اللجنة المركزية لحركة فتح أن أهمية بنما تكمن بأنها كانت دولة معادية لفلسطين وتصوت ضدها دائما بالمحافل الدولية ، مضيفا: " وكان لها رئيس جمهورية جاء إلى إسرائيل و لم يأت إلى فلسطين، كما أنه في القدس أعلن أن بنما تعترف بالقدس عاصمة موحدة لإسرائيل وأنها مدينة إسرائيلية، وقتها هاجمته و نتج عن ذلك الهجوم ادراج اسمي على القائمة السوداء عند وصولي إلى مطار بنما".
وأوضح أن موقف بنما الآن يشكل انعكاس وتغير 180 درجة عن موقف بنما قبل سنة او سنتين عندما كان الرئيس السابق و الحكومة السابقة في الحكم، متمما: " لذلك كان أهمية بنما أن لا يكون هناك ولا دولة أمريكية لاتينية تتخذ مواقف معادية لنا سواء في الأمم المتحدة أو في علاقاتها بإسرائيل,واعتقد أنه تم انجاز ذلك".
حراك جديد
ولفت شعت إلى أنه ينتظر شهر سبتمبر لحراك جديد في أوروبا ، قائلا: " نعم لقد حصلنا على اعترافات لـ11 برلمان أوروبي من الدول الأوروبية الكبرى مثل بريطانيا و فرنسا و ايطاليا وأيضا من البرلمان الأوروبي نفسه و من الاشتراكية الدولية ، ولكن بعد اعتراف السويد و الفاتيكان لم نشهد اعترافا من دول و حكومات غير الاعتراف من البرلمانات، لذلك من سبتمبر القادم سأنطلق متجها نحو أوروبا ".
وأوضح أن ذهابه إلى أوروبا سيكون متوازيا مع الذهاب إلى مجلس الأمن، مضيفا:" لست متأكدا حتى الآن بامتلاكنا قرار يستطيع أن يمر و يحمي كل حقوقنا ولا يكلفنا أية تنازلات جديدة إطلاقا، لذلك لست متأكدا أننا سنذهب الى مجلس الأمن في سبتمبر القادم".
المقترح الفرنسي والتهميش الأمريكي
أما من ناحية المقترح الفرنسي وإن كان سيرى النور في جلسة مجلس الأمن يرى شعت أن الفرنسيين لا يتحدثون عن موعد و إنما يقولون أنهم مازالوا في تباحث مع شركائهم الأوربيون و الأمريكيون، وأن الموقف الفرنسي لم يتخلى بعد عما يمكن تسميته بالمبادرة الفرنسية، مشيرا إلى أن جزء منها انعكس على قرار كان مطروحا في الاتحاد الأوروبي تحدثت عنه موغيريني و هو تشكيل لجنة دولية تتكون من أصدقاء العملية السياسية تتحول بعد ذلك إذا تم تحقيق ما نريد في مجلس الأمن إلى إطار دولي للتفاوض مثل الاطار الذي تفاوض مع ايران.
وتابع: " لكن أمريكا مازالت ليست في هذا الوارد حيث أن الموقف الأمريكي جامد تمام ، ومُهَمِش تمام لقضيتنا في تلك المرحلة ، حيث أن أوباما كان منشغلا بموضوعه مع إيران وقد أنجز فيها، وانطلق بعدها إلى المحيط الهادي ،والى علاقاته الاقتصادية و التجارية مع دول المحيط الهادي على رأسها الصين و اليابان ، وأيضا مهتم بقضية المهاجرين المكسيكيين الى امريكا و الوصول الى حل يعطي الديمقراطيين دعما من الناخبين الذين أصبحوا يشكلوا نسبة مهمة في التصويت الأمريكي".
ونوه إلى أنه لا يرى إطلاقا أي اهتمام أمريكي في عملية السلام في تلك المرحلة قائلا : " اعتقد أن ذهابنا إلى الأمم المتحدة في سبتمبر توقيت مناسب حيث ستكون رحلة الرئيس السنوية في أسبوعين من سبتمبر التي تجتمع فيهم الجمعية العامة برؤساء الدول لإعطاء مواقف دولهم وهذه دائما فرصة لكي يلتقي الرئيس برؤساء الدول ورؤساء الوزارات للتحدث عن القضية الفلسطينية".
تصعيد العمل لتوازن سياسي
وأكد مسؤول مفوضية العلاقات الدولية في حركة فتح أنه بالتوازي مع ذلك سيتم الانطلاق للعمل في أوروبا في محاولة جديدة للحصول على اعترافات محددة من عدة دول، ماضيا بقوله: " اعتقد انه سيكون في مقدمتها ايطاليا و لوكسمبروغ و سلوفينيا و الدينمارك و على أية حال سنسعى للوصول الى اعترافات كاملة و تطوير الموقف الأوروبي تطويرا جديدا للوقوف إلى جانبنا لمواجهة هذا التصعيد الإجرامي من قبل المستوطنين في الضفة و اعتداءات الحكومة الإسرائيلية على أرضنا بالمصادرة و القدس بإجراءات قد ترقى إلى تقسيم المسجد الأقصى و غير ذلك من الأخطار الشديدة التي تُهدد أهم مدينة فلسطينية في التاريخ".
وأشار إلى أنه خلال الخريف القادم سيتم تصعيد العمل في أوروبا لتعديل التوازن الدولي السياسي بينهم و بين الاحتلال الإسرائيلي.
مفاوضات وشروط
ولفت إلى أن ذلك هو الخيار الاستراتيجي الوحيد ، موضحا أن كل ما يجري من اتصالات يبدو فيها و كأننا نسعى من خلالها العودة إلى المفاوضات هي في الواقع اتصالات تكتيكية هدفها الوحيد ألا نُتهم بأننا دمرنا عملية السلام.
وأضاف شعت: " نحن مستعدون للرجوع إلى عملية السلام ولكن بدون تكرار الأخطاء الماضية ، فنحن نريد وقف كامل وشامل للاستيطان وفق الباب السابع من مجلس الامن الذي يستخدم القوة لتنفيذ ذلك ،ولا نريد العودة مرة أخرى تحت رعاية أمريكية و إنما تحت رعاية دولية، ولا للعودة مرة أخرى إلا إذا كان هناك مرجعية واضحة تضمن لنا حقوق الـ 67 وحق العودة للاجئين، و نحن لن نعود مرة اخرى الا اذا كان هناك انسحاب اسرائيلي نهائي من بلادنا ،وإلا إذا كان هناك تحرير للأسرى"، مبينا أنه لا للعودة لتكرار عشرون عاما من السرقة الإسرائيلية للأراضي الفلسطينية و تدمير غزة و سرقة القدس .
وأشار إلى أن هذه شروطنا و هي دولية شرعية، بينما إسرائيل ترفض في كل مرة متمما حول موقف قيادي فلسطيني تحدث عن نتنياهو كمفتاج للسلام في المنطقة :" ولا داعي للقول بان نتنياهو هو مفتاح السلام ، بل هو رجل يقوم بحملة إسرائيلية شرسة ضد كل شيء مقدس في بلادنا وضد عملية السلام .. يجب نسف هذا التصريح الغريب .
تحديد العلاقة وتطبيقه
من ناحية أخرى تحدث شعت عن قرار تحديد العلاقة مع إسرائيل الذي أصدره المجلس المركزي في آذار المنصرم، قائلا: " المجلس المركزي مخول بذلك و السلطة قالت أنها ستلتزم بهذا القرار ، و بمجرد اتخاذه تشكلت لجان عديدة لبحث تفاصيل تؤدي إلى تنفيذه ، فنحن في الـ20 سنة الماضية أصبحنا عمليا محاصرين اقتصاديا وأمنيا و عسكريا و سياسيا من إسرائيل، حيث أن 80% ما نستورده يأتي منها"، لافتا إلى وجوب إعادة رسم السياسية الداخلية للتخلي والتخلص من الهيمنة الإسرائيلية على الاقتصاد الفلسطيني ، مستطردا: " بدون هذا التخلص ستبقى إسرائيل الخانق لنا في كل مرة نقوم بأي إجراء سياسي من أجل تحقيق استقلالنا و إنهاء الاحتلال الإسرائيلي علينا".
ونوه إلى أن هذا الأمر يحتاج إلى جهد كبير ، حيث أنه يتحدث به في كل مكان شارحا ذلك بقوله: " مثلا لابد من التحول من الطاقة الحرارية الكهربائية الى الطاقة الشمسية و الحقيقة ان هذا الشعار يأخذ مجراه ، حيث تكونت مؤسسات و شركات وإمكانات عديدة لتحويل اعتمادنا من الطاقة الكهربائية الاسرائيلية الى الطاقة الشمسية المتوفرة بشكل كامل في بلادنا والتي اتبعت استخدامها التكنولوجيا حيث تحسنت بشكل كبير وقلت تكلفتها"، مشيرا الى أن ذلك بحد ذاته سيمكننا من التقدم في إعادة بناء علاقات جديدة مع الاحتلال وتقليص اعتمادنا عليه وخنقه لنا.
وتابع: " القصة ليس فقط بالطاقة الكهربائية وإنما بحاجة إلى جهد كبير على كافة المستويات الاقتصادية ، كنت قبل عدة أيام في القدس وتحدثت إلى الشخصيات الاقتصادية المقدسية ، وخلصنا إلى ما هو المطلوب لكي نتخلص من الهيمنة الاقتصادية على بلادنا، فالموضوع ليس باتخاذ قرار بإلغاء اتفاق باريس الظالم بكل شروطه و إنهاء الاستيراد من إسرائيل، وإنما بإعادة رسم الهيكل الاقتصادي الخاص بنا، و الاستفادة من الدعم العالمي في مساعدة رجال الأعمال لدينا و المستوردين على التحول من الاستيراد من إسرائيل إلى اقتصاد ذاتي يعتمد على الإنتاج الفلسطيني وعلى الاستيراد من الدول التي هي صديقة لنا ".
الوحدة الوطنية أساس الاقتصاد
وأكد شعت على ضرورة الحصول على طريقة يتم فيها تحويل الاستيراد من الإسرائيلي إلى دول صديقة لنا ،ماضيا بقوله: " و نحتاج إلى طريقة تجعل تلك الدول تُدخل بضائعها من المعابر التي تسيطر عليها إسرائيل من خلال الضغط عليها، وبالتالي لابد من الوحدة الوطنية كي نستطيع الذهاب إلى مصر ونطالب بفتح المعبر ، ولكي تنشأ السلطة ميناء فلسطيني في غزة يخدم الضفة غزة و فلسطين ككل، وليس ميناء حمساوي فقط، بالإضافة إلى مطار فلسطيني يشمل الجميع، وبالتالي موضوع الوحدة الوطنية مهم جدا في تنفيذ قرار المجلس المركزي بإعادة النظر في كل العلاقات مع اسرائيل بما فيها التنسيق الأمني و الهيمنة الاقتصادية و أشياء عديدة، مغلولة بالحصار الإسرائيلي ولكي يتم التغلب عليها لابد من الوحدة الوطنية ".
جهود لإنهاء الانقسام
في وجهة أخرى كان لعضو اللجنة المركزية نبيل شعت جهد في إنهاء الانقسام قائلا: " الفكرة كانت باجتماع اللجنة التي سميت بالإطار القيادي المؤقت (لجنة تفعيل و تطوير منظمة التحرير ) واستخدامها كإطار لبحث كل المشكلات الفلسطينية، حيث أن موضوع الوحدة الوطنية و الحكومة و الانتخابات و الموظفين و المعابر تبحثهم في هذا الإطار ولكن للأسف حماس لم توافق على عمل الاجتماع في فلسطين ، حيث أن الرئيس أبو مازن كان موافق على عقده بالكامل في رام الله في مكتبه و برعايته وبرئاسته وبحضور الجميع و هذا الكلام كله كان من قبل شهر تقريبا وبفتح فيديو كونفرانس بأي مكان في العالم "، مؤكدا أن خالد مشعل يستطيع أن يخرج على الفيديو كونفرانس من قطر، وقمنا باستخدامه قبل ذلك في المجلس التشريعي ما بين غزة و الضفة .
و لفت إلى أن حماس قامت بعقد اجتماع المجلس التشريعي عن طريق الفيديو كونفرانس، متسائلا: " لماذا لم تقبلوا بالفيديو كونفرانس لمنظمة التحرير كذلك، متمما: " ولو كان نجح هذا الاقتراح ووافقت حماس عليه، فهي فقط تقول أنها موافقة على الفكرة ، وأن المشكلة عندها بالآلية "، مستنكر بقوله : " إذا كنت غير قادر على تنفيذ الفكرة فهذا يعني انك غير موافق على الفكرة أساسا"..
رفض حماس جزء من إقرار عقد المجلس الوطني
وأشار عضو اللجنة المركزية إلى أن رفض حماس المستمر لأي شئ هو جزء من المشكلة ومن إقرار عقد المجلس الوطني ، مضيفا: " كحركة غير قادرة للوصول إلى آلية محددة وبالتالي أيضا نحن لا نريد خسارة شرعية منظمة التحرير وفي ذات الوقت لا نريد أن نخسر العودة لتشكيل حكومة وحدة وطنية ، بالنهاية لابد من تشكيل حكومة وحدة وطنية ولكن من الذي يقرها، حيث كان من المفروض ان منظمة التحرير هي التي تقرها سواء من خلال الإطار القيادي أو من خلال المجلس الوطني".
متمنيا حضور جميع المدعوين للمجلس الوطني معللا ذلك بأنه يعطيه شرعية ويساعده في عودة شرعية منظمة التحرير ، لافتا إلى أنه لو تم الاتفاق مع حماس سيتم تشكيل مجلس وطني جديد منتخب وسنقوم بإجراء انتخابات للمجلس التشريعي حيث لابد ان يكون المجلس التشريعي لدولة فلسطين ولكن هذا لا يمكن حدوثه بدون موافقة حماس" ، مشيرا إلى أن حماس دائما توافق على الفكرة وتعترض على الآلية متمما: " برأيي من يوافق على الفكرة يجب أن يوافق على الآلية مع تقديم بعض التنازلات وذلك ما يحدث دومافي الكثير من القضايا العالقة في غزة حيث تدعي حماس موافقتها على الفكرة وترفض الآلية"
وأضاف شعت في سرد لمجريات الأحداث وتوضيح لحقيقة موقف حماس: " كنت في سويسرا عندما تحدثت مع موسى ابو مرزوق ، وسألتهم ان كانوا موافقين على المشروع السويسري ، نظرا لمطالبتكم من الرئيس أن يتبناه ، وكان رده بأنهم موافقون والذي حدث بعد التزام الرئيس أبو مازن به أعادوا الكرة برفضهم وإبداء عدم موافقتهم ، وعند محاولتي لمعرفة السبب كان رده أنه يجب أن يشمل الأمنيين و ليس فقط الإداريين والمدنيين والكثير من الأمور الأخرى "، متسائلا شعت: " لماذا لم تخبرني بذلك أثناء جلستنا سويا بسويسرا؟!".
للأسف!
ولفت إلى أن الأمور تعيد نفسها كذلك في موضوع المعابر حيث قال أنهم موافقون على تسليم المعابر بشرط أن يكون نصف من عندهم ونصف من عندنا وان نقوم بعمل معبر أخر يدعى " أربعة أربعة " كما في إيرز "، متابعا بأسف: " ، للأسف الشديد أن كل مرة تأتي فكرة يتم الموافقة عليها من قبلهم ، ولكنها تُحبط بالآلية، ومع ذلك لا أيأس لأنني اعتبر أن الوحدة الوطنية هي الشرط الاستراتيجي لتحرير بلادنا ، و غياب الوحدة الوطنية ليس فقط يصعد في مواجهتنا لإسرائيل و ليس فقط يخلق المشاكل في إعادة الإعمار و ليس فقط يخلق مشاكل لأهل غزة في حرية الحرية عبر المعابر و ليست فقط يدمر اشياء كثيرة و انما فان غياب الوحدة الوطنية يمنعنا ان تكون لدينا ديمقراطية حقيقية".
وأكد أنه لو كان هناك وجود للوحدة الوطنية سيتم حينها إجراء انتخابات للمجلس التشريعي الذي كان في زمن الراحل أبو عمار له سلطة و صلاحية حيث كان (يخاف) منها أبو عمار ، مبينا عدم وجود أي قرار يمكن أن يمرر إلا بإقناع ممثلي الشعب في المجلس التشريعي.
متابعا: " الآن نحن لا يوجد لدينا مجلس تشريعي وبالتالي عمليا لا يوجد لدينا ديمقراطية حقيقية حيث أن الديمقراطية لا تأتي فقط بالانتخاب إنما أحيانا تأتي بالتوافق ولكن لا يوجد توافق ولا يوجد انتخاب، نظرا إلى أن حماس ليست مستعدة للتوافق وغير مستعدة لإجراء الانتخابات .
انقسام أبدي
ونوه عضو اللجنة المركزية إلى أنه على الرغم من كل الظروف المحيطة بنا فلا يوجد شئ يسمى انقسام أبدي ولا يوجد ما يسمى باحتلال أبدي ولا غياب الوحدة الوطنية أبدي، ماضيا بقوله: " إن الشعب الفلسطيني قادر على تحقيق الاثنين وقادر على الضغط على الطرفين لتحقيق الوحدة أولا ثم تحقيق الاستقلال الفلسطيني ثانيا، الذي لا يفقد الأمل في تحرير فلسطين ليس معقولا أن يفقد الأمل في تحقيق الوحدة ، حيث أنني لا أجد صعوبة في تحقيق الوحدة" .
مفاوضات سرية مكشوفة
أما فيما يتعلق بالمفاوضات السرية بين حماس وإسرائيل فيقول شعت: " أشك في ذلك جدا ، فحماس ترفض أن يقال بأنها تجري مفاوضات سرية مع الجانب الإسرائيلي ولكن الأمر لم يعد خفي على أحد و لا اعتقد ان التفاوض غير المباشر يختلف عن التفاوض المباشر، مستنكرا ذلك بوصفه : " ماذا يعني غير مباشرة طهارة مثلا!، ومفاوضات مع من ! مع إسرائيل التي كل ما أبديناه اتجاهها من استعداد عبر 20 عاما ماضية تريد ان تعطيك حريتك واستقلالك؟!" متابعا :"انت "أ" تريد مفاوضة "ب" فتذهب إلى "ج" لينقل كلامك إلى "ب" .. إذاً أنت تفاوض"
مشيرا إلى أن إسرائيل تريد التخلص من غزة وتقوم بسرقة الضفة بكاملها بما فيها القدس، متابعا: " لكن هل يعقل ان يكون هناك دولة في غزة؟ وإسرائيل من تريد أن تدمر غزة كلما شعرت أن هناك إمكانية لأن تكون مسلحة ومستقلة ، بالتالي إسرائيل غير راغبة لا في استقلال غزة ولا الضفة بل يريدوا أن يفصلوهما عن بعضها البعض ، والذي يعتبر الهدف النهائي لكل هذا الحديث ولا اعتقد انه سيترتب عليه اتفاق سلام بين حماس و إسرائيل ولا بالإمكان أن يتم اتفاق يؤدي الى سلام بين القيادة الشرعية برئاسة أبو مازن و إسرائيل فلا وجود فرصة لذلك".
لافتا إلى أننا حتى الآن لم نكون الضغط الدولي الكافي لمواجهتهم و إعادة ترتيب أوضاعنا الاقتصادية و السياسية لحماية أنفسنا منهم، واستخدام أدوات النضال الشعبي لإضعافهم، مبينا أن كل هذه الأدوات لازالت في بدايتها و تصبح أقوى اذا حصلت هناك وحدة ، و تصعب اذا لم نستطع تحقيقها.
المؤتمر السابع
وعن مؤتمر فتح السابع قال عضو اللجنة المركزية : " إنني عضو في اللجنة التحضيرية لمؤتمر حركة فتح و رئيس المنهج السياسي فيها ، وقد أنهينا التحضير له ، وتمت أيضا الموافقة على لجنة البناء الوطني و التنظيمية ، ولم يتبق سوى الوصول إلى تسمية الأسماء في أعضاء المجلس اسما اسما ، بناء على قواعد تنظيمية تم الاتفاق عليها "، مؤكدا أنه سيتم عقد المؤتمر السابع بموعده بـ 29 نوفمبر كما تم الاتفاق عليه "وهذا ما نسير باتجاهه".
ديبلوماسي فلسطيني معروف ومن أوائل السياسيين ممن حملوا أمانة القضية الفلسطينية في أعناقهم .. لم يمنعه "كبر السن" من ممارسة هواياته المتمثلة بإقناع العالم بأحقية وعدالة القضية .. يحمل مسؤولية مفوضية العلاقات الدولية في حركة فتح التي انتُخب فيها عضواً للجنة المركزية .. يحن إلى قطاع غزة ولم ينس أيام "الفن الجميل" فيها فيعمل جاهداً لخدمتها وتوفير كل مقومات الحياة لها ..
الحديث مع "نبيل شعث" يُشعرك بالراحة والطمأنينة وضحكته المعهودة و"مُزاحه" المطلوب في وقت الضيق يجعله أقرب من بُعد المسافات .
كان لدنيا الوطن حواراً شيقاً وجريئاً مع الدكتور نبيل شعث عضو اللجنة المركزية لحركة فتح :
أكد عضو اللجنة المركزية نبيل شعت أنه يعمل جاهدا من خلال زيارته إلى أمريكا اللاتينية لمحاولة الحصول على اعترافات من الدول الأربعة التي لم تعترف بفلسطين والمتمثلة بالمكسيك وتعتبر أهمها بالإضافة إلى كولومبيا وجامايكا وبنما ، مشيرا إلى أن تلك الدول الوحيدة التي لم تعترف بدولة فلسطين حتى الآن -في اللاتينية- ، مستطردا : " على الرغم من أن المكسيك وجامايكا صوتوا إلى جانب فلسطين في الأمم المتحدة عندما تقدمنا بالقبول بنا كدولة عضو مراقب في الأمم المتحدة لكنهم لم يعترفوا حتى الآن بدولة فلسطين.
اعتراف قادم
وأوضح شعت أن زيارته إلى المكسيك وبنما كانت من أنجح ما قام به في جنوب أمريكا ، قائلا: " اعتقد أن بنما و المكسيك ستعترفان بفلسطين قبل نهاية سبتمبر القادم، حيث أنني التقيت هناك بالبرلمانات و الأحزاب و القوى الشعبية في كل مكان،كما أنني وجدت في المكسيك بشكل خاص تضامن مع الشعب الفلسطيني لم أشهد مثله لا في أوروبا ولا في أمريكا اللاتينية، حيث كان يجب العمل بشكل مختلف للوصول إلى اعتراف مبكر عن الاعتراف بفلسطين الذي سيأتي قريبا ".
ولفت إلى أنه مع ذلك فإن المكسيك دولة مجاورة للولايات المتحدة الامريكية و لديها 35 مليون مهاجر للولايات المتحدة منهم 20 مليون غير شرعي ، بالتالي هناك ضغوط أمريكية عليها ، مبينا أنه قد تم تجاوز كل ذلك وأن هاتين الدولتان ستعترفان بفلسطين قريبا وسيكون مستوى تبادل العلاقات الدبلوماسية معهم على مستوى عالٍ.
وتابع حديثه لـ "دنيا الوطن : "هناك 138 دولة اعترفت بفلسطين حتى الآن، لكن الموضوع ليس بالعدد ، حيث أنني أشرت إلى ذلك في المكسيك وبنما، وقلت لهم أنني لم آتِ إلى هنا كي أضيف انتصارات دولية ، حيث أن لدينا عدد كبير من الدول التي اعترفت بفلسطين، ولكن المكسيك هي دولة ذات أهمية خاصة أنها الدولة المنافسة للبرازيل من حيث أهميتها الدولية"، مبينا أنها كدولة لم تدخل بعد إلى الساحة العربية والشرق أوسطية، على خلاف البرازيل التي دخلت إلى الشرق الأوسط بفيزا فلسطينية، حيث أنها أول من بدأت بموجة الاعترافات الجديدة من ثلاثة سنوات، كما لعب قائدها "لولا دا سيلفا" دورا هاما في الحصول على اعترافات 14 دولة امريكية لاتينية .
وأوضح أنه لكل ذلك أصبح للبرازيل وجود في المنطقة الشرق أوسطية ، منوها إلى أنه آن الأوان لتخرج المكسيك من علاقاتها الأمريكية سواء كانت مع الولايات المتحدة أو جنوب أمريكا، متمما: " لذلك المكسيك ثقل كبير".
في ذات السياق ذاته أكد عضو اللجنة المركزية لحركة فتح أن أهمية بنما تكمن بأنها كانت دولة معادية لفلسطين وتصوت ضدها دائما بالمحافل الدولية ، مضيفا: " وكان لها رئيس جمهورية جاء إلى إسرائيل و لم يأت إلى فلسطين، كما أنه في القدس أعلن أن بنما تعترف بالقدس عاصمة موحدة لإسرائيل وأنها مدينة إسرائيلية، وقتها هاجمته و نتج عن ذلك الهجوم ادراج اسمي على القائمة السوداء عند وصولي إلى مطار بنما".
وأوضح أن موقف بنما الآن يشكل انعكاس وتغير 180 درجة عن موقف بنما قبل سنة او سنتين عندما كان الرئيس السابق و الحكومة السابقة في الحكم، متمما: " لذلك كان أهمية بنما أن لا يكون هناك ولا دولة أمريكية لاتينية تتخذ مواقف معادية لنا سواء في الأمم المتحدة أو في علاقاتها بإسرائيل,واعتقد أنه تم انجاز ذلك".
حراك جديد
ولفت شعت إلى أنه ينتظر شهر سبتمبر لحراك جديد في أوروبا ، قائلا: " نعم لقد حصلنا على اعترافات لـ11 برلمان أوروبي من الدول الأوروبية الكبرى مثل بريطانيا و فرنسا و ايطاليا وأيضا من البرلمان الأوروبي نفسه و من الاشتراكية الدولية ، ولكن بعد اعتراف السويد و الفاتيكان لم نشهد اعترافا من دول و حكومات غير الاعتراف من البرلمانات، لذلك من سبتمبر القادم سأنطلق متجها نحو أوروبا ".
وأوضح أن ذهابه إلى أوروبا سيكون متوازيا مع الذهاب إلى مجلس الأمن، مضيفا:" لست متأكدا حتى الآن بامتلاكنا قرار يستطيع أن يمر و يحمي كل حقوقنا ولا يكلفنا أية تنازلات جديدة إطلاقا، لذلك لست متأكدا أننا سنذهب الى مجلس الأمن في سبتمبر القادم".
المقترح الفرنسي والتهميش الأمريكي
أما من ناحية المقترح الفرنسي وإن كان سيرى النور في جلسة مجلس الأمن يرى شعت أن الفرنسيين لا يتحدثون عن موعد و إنما يقولون أنهم مازالوا في تباحث مع شركائهم الأوربيون و الأمريكيون، وأن الموقف الفرنسي لم يتخلى بعد عما يمكن تسميته بالمبادرة الفرنسية، مشيرا إلى أن جزء منها انعكس على قرار كان مطروحا في الاتحاد الأوروبي تحدثت عنه موغيريني و هو تشكيل لجنة دولية تتكون من أصدقاء العملية السياسية تتحول بعد ذلك إذا تم تحقيق ما نريد في مجلس الأمن إلى إطار دولي للتفاوض مثل الاطار الذي تفاوض مع ايران.
وتابع: " لكن أمريكا مازالت ليست في هذا الوارد حيث أن الموقف الأمريكي جامد تمام ، ومُهَمِش تمام لقضيتنا في تلك المرحلة ، حيث أن أوباما كان منشغلا بموضوعه مع إيران وقد أنجز فيها، وانطلق بعدها إلى المحيط الهادي ،والى علاقاته الاقتصادية و التجارية مع دول المحيط الهادي على رأسها الصين و اليابان ، وأيضا مهتم بقضية المهاجرين المكسيكيين الى امريكا و الوصول الى حل يعطي الديمقراطيين دعما من الناخبين الذين أصبحوا يشكلوا نسبة مهمة في التصويت الأمريكي".
ونوه إلى أنه لا يرى إطلاقا أي اهتمام أمريكي في عملية السلام في تلك المرحلة قائلا : " اعتقد أن ذهابنا إلى الأمم المتحدة في سبتمبر توقيت مناسب حيث ستكون رحلة الرئيس السنوية في أسبوعين من سبتمبر التي تجتمع فيهم الجمعية العامة برؤساء الدول لإعطاء مواقف دولهم وهذه دائما فرصة لكي يلتقي الرئيس برؤساء الدول ورؤساء الوزارات للتحدث عن القضية الفلسطينية".
تصعيد العمل لتوازن سياسي
وأكد مسؤول مفوضية العلاقات الدولية في حركة فتح أنه بالتوازي مع ذلك سيتم الانطلاق للعمل في أوروبا في محاولة جديدة للحصول على اعترافات محددة من عدة دول، ماضيا بقوله: " اعتقد انه سيكون في مقدمتها ايطاليا و لوكسمبروغ و سلوفينيا و الدينمارك و على أية حال سنسعى للوصول الى اعترافات كاملة و تطوير الموقف الأوروبي تطويرا جديدا للوقوف إلى جانبنا لمواجهة هذا التصعيد الإجرامي من قبل المستوطنين في الضفة و اعتداءات الحكومة الإسرائيلية على أرضنا بالمصادرة و القدس بإجراءات قد ترقى إلى تقسيم المسجد الأقصى و غير ذلك من الأخطار الشديدة التي تُهدد أهم مدينة فلسطينية في التاريخ".
وأشار إلى أنه خلال الخريف القادم سيتم تصعيد العمل في أوروبا لتعديل التوازن الدولي السياسي بينهم و بين الاحتلال الإسرائيلي.
مفاوضات وشروط
ولفت إلى أن ذلك هو الخيار الاستراتيجي الوحيد ، موضحا أن كل ما يجري من اتصالات يبدو فيها و كأننا نسعى من خلالها العودة إلى المفاوضات هي في الواقع اتصالات تكتيكية هدفها الوحيد ألا نُتهم بأننا دمرنا عملية السلام.
وأضاف شعت: " نحن مستعدون للرجوع إلى عملية السلام ولكن بدون تكرار الأخطاء الماضية ، فنحن نريد وقف كامل وشامل للاستيطان وفق الباب السابع من مجلس الامن الذي يستخدم القوة لتنفيذ ذلك ،ولا نريد العودة مرة أخرى تحت رعاية أمريكية و إنما تحت رعاية دولية، ولا للعودة مرة أخرى إلا إذا كان هناك مرجعية واضحة تضمن لنا حقوق الـ 67 وحق العودة للاجئين، و نحن لن نعود مرة اخرى الا اذا كان هناك انسحاب اسرائيلي نهائي من بلادنا ،وإلا إذا كان هناك تحرير للأسرى"، مبينا أنه لا للعودة لتكرار عشرون عاما من السرقة الإسرائيلية للأراضي الفلسطينية و تدمير غزة و سرقة القدس .
وأشار إلى أن هذه شروطنا و هي دولية شرعية، بينما إسرائيل ترفض في كل مرة متمما حول موقف قيادي فلسطيني تحدث عن نتنياهو كمفتاج للسلام في المنطقة :" ولا داعي للقول بان نتنياهو هو مفتاح السلام ، بل هو رجل يقوم بحملة إسرائيلية شرسة ضد كل شيء مقدس في بلادنا وضد عملية السلام .. يجب نسف هذا التصريح الغريب .
تحديد العلاقة وتطبيقه
من ناحية أخرى تحدث شعت عن قرار تحديد العلاقة مع إسرائيل الذي أصدره المجلس المركزي في آذار المنصرم، قائلا: " المجلس المركزي مخول بذلك و السلطة قالت أنها ستلتزم بهذا القرار ، و بمجرد اتخاذه تشكلت لجان عديدة لبحث تفاصيل تؤدي إلى تنفيذه ، فنحن في الـ20 سنة الماضية أصبحنا عمليا محاصرين اقتصاديا وأمنيا و عسكريا و سياسيا من إسرائيل، حيث أن 80% ما نستورده يأتي منها"، لافتا إلى وجوب إعادة رسم السياسية الداخلية للتخلي والتخلص من الهيمنة الإسرائيلية على الاقتصاد الفلسطيني ، مستطردا: " بدون هذا التخلص ستبقى إسرائيل الخانق لنا في كل مرة نقوم بأي إجراء سياسي من أجل تحقيق استقلالنا و إنهاء الاحتلال الإسرائيلي علينا".
ونوه إلى أن هذا الأمر يحتاج إلى جهد كبير ، حيث أنه يتحدث به في كل مكان شارحا ذلك بقوله: " مثلا لابد من التحول من الطاقة الحرارية الكهربائية الى الطاقة الشمسية و الحقيقة ان هذا الشعار يأخذ مجراه ، حيث تكونت مؤسسات و شركات وإمكانات عديدة لتحويل اعتمادنا من الطاقة الكهربائية الاسرائيلية الى الطاقة الشمسية المتوفرة بشكل كامل في بلادنا والتي اتبعت استخدامها التكنولوجيا حيث تحسنت بشكل كبير وقلت تكلفتها"، مشيرا الى أن ذلك بحد ذاته سيمكننا من التقدم في إعادة بناء علاقات جديدة مع الاحتلال وتقليص اعتمادنا عليه وخنقه لنا.
وتابع: " القصة ليس فقط بالطاقة الكهربائية وإنما بحاجة إلى جهد كبير على كافة المستويات الاقتصادية ، كنت قبل عدة أيام في القدس وتحدثت إلى الشخصيات الاقتصادية المقدسية ، وخلصنا إلى ما هو المطلوب لكي نتخلص من الهيمنة الاقتصادية على بلادنا، فالموضوع ليس باتخاذ قرار بإلغاء اتفاق باريس الظالم بكل شروطه و إنهاء الاستيراد من إسرائيل، وإنما بإعادة رسم الهيكل الاقتصادي الخاص بنا، و الاستفادة من الدعم العالمي في مساعدة رجال الأعمال لدينا و المستوردين على التحول من الاستيراد من إسرائيل إلى اقتصاد ذاتي يعتمد على الإنتاج الفلسطيني وعلى الاستيراد من الدول التي هي صديقة لنا ".
الوحدة الوطنية أساس الاقتصاد
وأكد شعت على ضرورة الحصول على طريقة يتم فيها تحويل الاستيراد من الإسرائيلي إلى دول صديقة لنا ،ماضيا بقوله: " و نحتاج إلى طريقة تجعل تلك الدول تُدخل بضائعها من المعابر التي تسيطر عليها إسرائيل من خلال الضغط عليها، وبالتالي لابد من الوحدة الوطنية كي نستطيع الذهاب إلى مصر ونطالب بفتح المعبر ، ولكي تنشأ السلطة ميناء فلسطيني في غزة يخدم الضفة غزة و فلسطين ككل، وليس ميناء حمساوي فقط، بالإضافة إلى مطار فلسطيني يشمل الجميع، وبالتالي موضوع الوحدة الوطنية مهم جدا في تنفيذ قرار المجلس المركزي بإعادة النظر في كل العلاقات مع اسرائيل بما فيها التنسيق الأمني و الهيمنة الاقتصادية و أشياء عديدة، مغلولة بالحصار الإسرائيلي ولكي يتم التغلب عليها لابد من الوحدة الوطنية ".
جهود لإنهاء الانقسام
في وجهة أخرى كان لعضو اللجنة المركزية نبيل شعت جهد في إنهاء الانقسام قائلا: " الفكرة كانت باجتماع اللجنة التي سميت بالإطار القيادي المؤقت (لجنة تفعيل و تطوير منظمة التحرير ) واستخدامها كإطار لبحث كل المشكلات الفلسطينية، حيث أن موضوع الوحدة الوطنية و الحكومة و الانتخابات و الموظفين و المعابر تبحثهم في هذا الإطار ولكن للأسف حماس لم توافق على عمل الاجتماع في فلسطين ، حيث أن الرئيس أبو مازن كان موافق على عقده بالكامل في رام الله في مكتبه و برعايته وبرئاسته وبحضور الجميع و هذا الكلام كله كان من قبل شهر تقريبا وبفتح فيديو كونفرانس بأي مكان في العالم "، مؤكدا أن خالد مشعل يستطيع أن يخرج على الفيديو كونفرانس من قطر، وقمنا باستخدامه قبل ذلك في المجلس التشريعي ما بين غزة و الضفة .
و لفت إلى أن حماس قامت بعقد اجتماع المجلس التشريعي عن طريق الفيديو كونفرانس، متسائلا: " لماذا لم تقبلوا بالفيديو كونفرانس لمنظمة التحرير كذلك، متمما: " ولو كان نجح هذا الاقتراح ووافقت حماس عليه، فهي فقط تقول أنها موافقة على الفكرة ، وأن المشكلة عندها بالآلية "، مستنكر بقوله : " إذا كنت غير قادر على تنفيذ الفكرة فهذا يعني انك غير موافق على الفكرة أساسا"..
رفض حماس جزء من إقرار عقد المجلس الوطني
وأشار عضو اللجنة المركزية إلى أن رفض حماس المستمر لأي شئ هو جزء من المشكلة ومن إقرار عقد المجلس الوطني ، مضيفا: " كحركة غير قادرة للوصول إلى آلية محددة وبالتالي أيضا نحن لا نريد خسارة شرعية منظمة التحرير وفي ذات الوقت لا نريد أن نخسر العودة لتشكيل حكومة وحدة وطنية ، بالنهاية لابد من تشكيل حكومة وحدة وطنية ولكن من الذي يقرها، حيث كان من المفروض ان منظمة التحرير هي التي تقرها سواء من خلال الإطار القيادي أو من خلال المجلس الوطني".
متمنيا حضور جميع المدعوين للمجلس الوطني معللا ذلك بأنه يعطيه شرعية ويساعده في عودة شرعية منظمة التحرير ، لافتا إلى أنه لو تم الاتفاق مع حماس سيتم تشكيل مجلس وطني جديد منتخب وسنقوم بإجراء انتخابات للمجلس التشريعي حيث لابد ان يكون المجلس التشريعي لدولة فلسطين ولكن هذا لا يمكن حدوثه بدون موافقة حماس" ، مشيرا إلى أن حماس دائما توافق على الفكرة وتعترض على الآلية متمما: " برأيي من يوافق على الفكرة يجب أن يوافق على الآلية مع تقديم بعض التنازلات وذلك ما يحدث دومافي الكثير من القضايا العالقة في غزة حيث تدعي حماس موافقتها على الفكرة وترفض الآلية"
وأضاف شعت في سرد لمجريات الأحداث وتوضيح لحقيقة موقف حماس: " كنت في سويسرا عندما تحدثت مع موسى ابو مرزوق ، وسألتهم ان كانوا موافقين على المشروع السويسري ، نظرا لمطالبتكم من الرئيس أن يتبناه ، وكان رده بأنهم موافقون والذي حدث بعد التزام الرئيس أبو مازن به أعادوا الكرة برفضهم وإبداء عدم موافقتهم ، وعند محاولتي لمعرفة السبب كان رده أنه يجب أن يشمل الأمنيين و ليس فقط الإداريين والمدنيين والكثير من الأمور الأخرى "، متسائلا شعت: " لماذا لم تخبرني بذلك أثناء جلستنا سويا بسويسرا؟!".
للأسف!
ولفت إلى أن الأمور تعيد نفسها كذلك في موضوع المعابر حيث قال أنهم موافقون على تسليم المعابر بشرط أن يكون نصف من عندهم ونصف من عندنا وان نقوم بعمل معبر أخر يدعى " أربعة أربعة " كما في إيرز "، متابعا بأسف: " ، للأسف الشديد أن كل مرة تأتي فكرة يتم الموافقة عليها من قبلهم ، ولكنها تُحبط بالآلية، ومع ذلك لا أيأس لأنني اعتبر أن الوحدة الوطنية هي الشرط الاستراتيجي لتحرير بلادنا ، و غياب الوحدة الوطنية ليس فقط يصعد في مواجهتنا لإسرائيل و ليس فقط يخلق المشاكل في إعادة الإعمار و ليس فقط يخلق مشاكل لأهل غزة في حرية الحرية عبر المعابر و ليست فقط يدمر اشياء كثيرة و انما فان غياب الوحدة الوطنية يمنعنا ان تكون لدينا ديمقراطية حقيقية".
وأكد أنه لو كان هناك وجود للوحدة الوطنية سيتم حينها إجراء انتخابات للمجلس التشريعي الذي كان في زمن الراحل أبو عمار له سلطة و صلاحية حيث كان (يخاف) منها أبو عمار ، مبينا عدم وجود أي قرار يمكن أن يمرر إلا بإقناع ممثلي الشعب في المجلس التشريعي.
متابعا: " الآن نحن لا يوجد لدينا مجلس تشريعي وبالتالي عمليا لا يوجد لدينا ديمقراطية حقيقية حيث أن الديمقراطية لا تأتي فقط بالانتخاب إنما أحيانا تأتي بالتوافق ولكن لا يوجد توافق ولا يوجد انتخاب، نظرا إلى أن حماس ليست مستعدة للتوافق وغير مستعدة لإجراء الانتخابات .
انقسام أبدي
ونوه عضو اللجنة المركزية إلى أنه على الرغم من كل الظروف المحيطة بنا فلا يوجد شئ يسمى انقسام أبدي ولا يوجد ما يسمى باحتلال أبدي ولا غياب الوحدة الوطنية أبدي، ماضيا بقوله: " إن الشعب الفلسطيني قادر على تحقيق الاثنين وقادر على الضغط على الطرفين لتحقيق الوحدة أولا ثم تحقيق الاستقلال الفلسطيني ثانيا، الذي لا يفقد الأمل في تحرير فلسطين ليس معقولا أن يفقد الأمل في تحقيق الوحدة ، حيث أنني لا أجد صعوبة في تحقيق الوحدة" .
مفاوضات سرية مكشوفة
أما فيما يتعلق بالمفاوضات السرية بين حماس وإسرائيل فيقول شعت: " أشك في ذلك جدا ، فحماس ترفض أن يقال بأنها تجري مفاوضات سرية مع الجانب الإسرائيلي ولكن الأمر لم يعد خفي على أحد و لا اعتقد ان التفاوض غير المباشر يختلف عن التفاوض المباشر، مستنكرا ذلك بوصفه : " ماذا يعني غير مباشرة طهارة مثلا!، ومفاوضات مع من ! مع إسرائيل التي كل ما أبديناه اتجاهها من استعداد عبر 20 عاما ماضية تريد ان تعطيك حريتك واستقلالك؟!" متابعا :"انت "أ" تريد مفاوضة "ب" فتذهب إلى "ج" لينقل كلامك إلى "ب" .. إذاً أنت تفاوض"
مشيرا إلى أن إسرائيل تريد التخلص من غزة وتقوم بسرقة الضفة بكاملها بما فيها القدس، متابعا: " لكن هل يعقل ان يكون هناك دولة في غزة؟ وإسرائيل من تريد أن تدمر غزة كلما شعرت أن هناك إمكانية لأن تكون مسلحة ومستقلة ، بالتالي إسرائيل غير راغبة لا في استقلال غزة ولا الضفة بل يريدوا أن يفصلوهما عن بعضها البعض ، والذي يعتبر الهدف النهائي لكل هذا الحديث ولا اعتقد انه سيترتب عليه اتفاق سلام بين حماس و إسرائيل ولا بالإمكان أن يتم اتفاق يؤدي الى سلام بين القيادة الشرعية برئاسة أبو مازن و إسرائيل فلا وجود فرصة لذلك".
لافتا إلى أننا حتى الآن لم نكون الضغط الدولي الكافي لمواجهتهم و إعادة ترتيب أوضاعنا الاقتصادية و السياسية لحماية أنفسنا منهم، واستخدام أدوات النضال الشعبي لإضعافهم، مبينا أن كل هذه الأدوات لازالت في بدايتها و تصبح أقوى اذا حصلت هناك وحدة ، و تصعب اذا لم نستطع تحقيقها.
المؤتمر السابع
وعن مؤتمر فتح السابع قال عضو اللجنة المركزية : " إنني عضو في اللجنة التحضيرية لمؤتمر حركة فتح و رئيس المنهج السياسي فيها ، وقد أنهينا التحضير له ، وتمت أيضا الموافقة على لجنة البناء الوطني و التنظيمية ، ولم يتبق سوى الوصول إلى تسمية الأسماء في أعضاء المجلس اسما اسما ، بناء على قواعد تنظيمية تم الاتفاق عليها "، مؤكدا أنه سيتم عقد المؤتمر السابع بموعده بـ 29 نوفمبر كما تم الاتفاق عليه "وهذا ما نسير باتجاهه".