المرأة السعودية تنتخب في عهد الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود

رام الله - دنيا الوطن
انطلقت أولى مراحل الدورة الثالثة لانتخابات أعضاء المجالس البلدية بمرحلة قيد الناخبين، في 21 من أغسطس 2015م، والتي ستستمر 21 يوماً، ومنذ ذلك اليوم غيرت المرأة السعودية مسارها واثبتت حضورها أمام أعين العالم كامرأة معاصرة قادرة وصاحبة قرار، وذلك بعد حصولها على حق الترشح والتصويت في الانتخابات البلدية لأول مرة في تاريخها.

وهنا يأتي دعم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود – أيده الله – للمرأة السعودية إيمانًا منه بأهمية دورها الأساسي في بناء وتنمية المملكة من خلال الانخراط في العمل الوطني الذي يعود بالنفع والخير على الوطن والمواطنين.

كما أكد رئيس اللجنة التنفيذية المتحدث الرسمي باسم الانتخابات البلدية، المهندس جديع بن نهار القحطاني، أهمية مشاركة المواطنين في الانتخابات التي ستشهد تجربة جديدة مختلفة شكلاً ومضمونا عن الانتخابات في الدورتين السابقتين٬ مشيراً إلى أن الهدف من توسيع صلاحيات المجالس  البلدية ومنحها الاستقلالية المالية والإدارية ضمن نظام المجالس الجديد هو توسيع مشاركة المواطنين في صنع القرار البلدي الذي يمس جوانب عديدة من حياتهم اليومية.

ومنذ أن صدر الأمر الملكي في عهد خادم الحرمين الشريفين الراحل الملك عبد الله بن عبد العزيز ّال سعود – طيب الله ثراه - يوم 25 من سبتمبر 2011م، بمشاركة المرأة في انتخابات المجالس البلدية كناخبة، بدأت شخصيات بارزة في المطالبة بإدراج المرأة كمرشحة وناخبة، وبالفعل استجابت القيادة وتم توفير الإمكانات اللازمة لإنجاح مشاركة المرأة السعودية في الانتخابات. كما هيأت لهن 424 مركزًا انتخابياً للمرأة من أصل 1263 مركزاً انتخابياً منتشر في مدن ومحافظات المملكة، وكونت اللجان المحلية للانتخابات في جميع المناطق. ونتج عن ذلك إقبالاً كبيراً من الناخبات في الأيام الأولى.

مزيد من الصلاحيات
من المتوقّع أن يحصل المجلس البلدي الثالث في السعوديّة على صلاحيات أكبر من المجلسَين السابقَين حسب اللائحة الجديدة. وبالإضافة إلى أن ثلثين أعضاء المجالس البلدية سيأتون عن طريق الانتخاب، سيُعيَّن الثلث الأخير من قِبَل وزير الشؤون البلدية والقروية، وهو الأمر الذي يمنحه قوة أكبر. كذلك سيكون المجلس مسؤولاً عن دراسة مشروعات المخططات السكنية، ونطاق الخدمات البلدية، ومشروعات نزع الملكية للمنفعة العامة، وضم أو فصل البلديات، والرسوم والغرامات البلدية، وشروط وضوابط البناء، ونظم استخدام الأراضي. وسيضطلع المجلس الجديد بمهمة مراقبة أداء البلدية وما تقدمه من خدمات، على أن تشمل سلطات المجلس البلدي الرقابية مراجعة إجراءات تقسيم الأراضي وإجراءات منح الأراضي السكنية للتأكد من سلامتها.

ومن خلال المجلس البلدي، يمكن للمرأة السعودية أن تسهم في الموضوعات والمعاملات البلدية التي تخدم المواطن والمواطنة على حد سواء، وتلبي احتياجاتهم من خلال الرقابة والمتابعة للخدمات المقدمة، وتقديم الاقتراحات والخطط والبرامج اللازمة لتعزيز عمل المجلس البلدي ضمن إطار تنظيمي تم فيه مراعاة خصوصية المكان، ليتسنى للمرأة خدمة النساء في أماكن مخصصة لهن تؤدي إلى خدمتهن بالشكل المطلوب.

وقد صرحت هيفاء النصار، المدير العام للخدمات النسائية بأمانة الرياض٬ "أن مشاركة المرأة في الانتخابات البلدية لأول مرة ستضيف الكثير مما افتقدناه في الدورات السابقة وإن المرأة بطبيعتها وطريقة تفكيرها وتحملها للمسؤولية داخل الأسرة ورعايتها، عندها تصور تخطيطي عميق لحاجة المجتمع والأحياء والمجالس البلدية"، وأضافت، "إن امرأة بالتأكيد ستنجح وستكون لديها القدرة لتصل للناس وتوصل أصواتهم ومطالبهم واحتياجاتهم وتكون رابطاً جيداً ونزيها بين الأمانات والبلديات والشعب. وبينت أيضاً أنه لم يتم تحديد (كوتة) أو عدد مقاعد معينة للسيدات، حيث ستعامل المرأة معاملة الرجل سواء بالثلثين المخصصين للانتخاب أو الثلث الذي يحدد من قِبَل وزير الشؤون البلدية والقروية .

مشاركة المرأة السعودية في عيون العالم:
أشادت الوكالات والصحف العالمية بمشاركة المرأة السعودية في الانتخابات البلدية كناخبة ومرشحة لأول مرة. فكتبت وكالة "CNN" أن مشاركة المرأة تُعد خطوة إيجابية في حقوق المرأة السعودية، وذكرت صحيفة "اندبيندنت" البريطانية أن هذه التجربة فريدة من نوعها بالنسبة إلى السعوديات، وستُمكن المرأة السعودية من اتخاذ قرارات أساسية في المجتمع السعودي.

كما اهتمت وكالة "CNBC" بالناخبات، وكتبت أن جمال السعدي وصافيناز أبو الشمات، حافظتا على أن يكونا أول الناخبات اللاتي سجلن في سجلات الناخبين في مكة المكرمة والمدينة المنورة، ولذلك، أسمائهن ستسجل في التاريخ السعودي كأول ناخبات سعوديات.           

وفي سياق متصل، رحبت منظمات دولية بالخطوة السعودية، مشددة على أن تمكين المرأة ومشاركتها في صناعة القرار وفق الضوابط الإسلامية، يأتي على رأس أولويات المملكة، لافتة إلى أن مشاركة المرأة في الانتخابات البلدية تأتي كمرشحة وناخبة.