نبيل عمرو يفتح عبر دنيا الوطن ملف "الرئاسة والانتخابات والقوى" :حماس والانتخابات (ح 2)

كتب نبيل عمرو
-2-
حين طلب الرئيس محمود عباس من حركة حماس رسالة مكتوبة توثق الموافقة على اجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية قريبا، امتنعت حماس عن ارسال هذه الوثيقة، فسجل عليها محمود عباس نقطة هامة في غير مصلحتها، فهي الان وبفعل الامتناع عن ارسال الوثيقة تقبل ضمنيا ان تكون اكبر مسؤولية في امر تعويق الانتخابات .
لماذا لم ترسل حماس الوثيقة؟
الجواب التلقائي والشعبي هو لانها اما خائفة من النتائج، واما لحسبة خاصة بها ترى من خلالها ان الانتخابات التشريعية والرئاسية ليست في مصلحة ما تفعل فوق الارض وتحتها، ما هي هذه الحسبة الخاصة، وما هي حيثياتها، هذا امر اوله في نفس صناع سياسة حماس ومساره واخره تكشفه التطورات المتسارعة على صعيد علاقات حماس مع اسرائيل وغير اسرائيل، وهنا يجدر الاجتهاد بقراءة واقع حماس بنفس الطريقة التي قرأت بها واقع عباس .
حركة حماس تقف في مركز تقاطعات حادة، وربما تكون مصيرية فهي في غزة وان كانت تحكم بقبضة حديدية وبصورة شاملة، الا ان ثمن هذه السيطرة هو ازدياد مساحة تذمر الموطنين هناك، وعدم اقتناع معظمهم بان كل الويلات التي يعيشونها يجب تحملها، واظهار السعادة بها تحت شعارات المقاومة، كذلك فان غزة والواقعة بين مصر واسرائيل، وبرهما وبحرهما واجواءهما لابد وان يكون لأهلها او الجزء غير المنتمي لحماس تنظيميا رأي سلبي في سياسة حماس تجاه مصر، ومجريات الامور كذلك على صعيد اعادة الاعمار، فعداد التقدم في العلاقة مع مصر يمضي بطيئا للغاية، ما لا يطمئن اهل غزة على رئتهم الوحيدة المغلقة منذ سنوات، وهذا الامر يتقاطع وبصورة مؤلمة مع تباطؤ مأساوي في عملية اعادة الاعمار، ذلك ان أهل غزة الذين عاشوا في عهد حماس معادلة بين كل حرب وحرب.. حرب اخرى، يتوقون للحياة ولو ليوم واحد وفق شروط انسانية بحدها الادنى، ان حماس تسوق ما حدث على انه انتصار والعذاب ثمن بسيط من اثمانه ولكن قاعدة الذين يوافقون على هذا الوصف تتضاءل وتتناقص بصورة ملحوظة. وعامل آخر يؤثر كثيرا على قرارات حماس وتوجهاتها في الشأن الفلسطيني كالمصالحة والانتخابات هو ذلك الخط الملتبس المفتوح مع اسرائيل بواسطة اطراف اخرى وهدفه مقايضة التسهيلات بوقف طويل ومستقر لاطلاق النار وهذا الخط يعزز اليقين بتوسيع مساحة النفوذ المستقل لحماس في غزة بما يثير مخاوف الفلسطينيين جميعا من ان غزة ذاهبة الى واقع امارة منفصلة عن باقي الوطن .
هذا هو الواقع الذي تعيشه حماس والذي اراه سببا قويا للمضي في سياستها الراهنة دون ان تقيد نفسها ببرامج واجندات ليست متأكدة من انها تضمن لها تحقيق اهدافها المضمرة في الضفة والصريحة في غزة .
دعونا نفترض ان حماس حصلت على عبّارة ضخمة تحمل اسم ميناء يخضع للرقابة الاسرائيلية ودعونا نفترض انها حصلت على مطار صغير في مكان ما جديد على ارض غزة لنقل الركاب الى اقرب مطار في العريش او في اللد او في عمان او في قبرص وذلك بالطبع سيكون تحت رقابة صارمة، ودعونا نفترض ان المصريين زادوا ساعات فتح معبر رفح الى ضعف ما هي عليه الان او حتى الى ثلاثة اضعاف، اقدر ان حماس تخشى من مقارنة مريرة بين ما كان في عهد السلطة الوطنية المنقلب عليها وبين ما يمكن ان يحدث الان لن تكون المقارنة في مصلحة حماس لان ما كان قبل الانقلاب افضل الف مرة مما يمكن ان يكون في حال نجاح اي صفقة مع اسرائيل .
ثم ان قيادة حماس تدرك الاحتمالات السلبية للوضع الداخلي في غزة على صعيد القوى والفصائل االتي لا تجمع على المسار الراهن وربما يكون لديها قدرات لاعاقة هذه المسارات سواء على صعيد الفصائل المزايدة في امر المقاومة او على صعيد غير الراضين من داخل حماس على ما يجري .
هذه رؤيتي لواقع حماس واحجامها عن اي خطوة تؤدي الى اجراء الانتخابات التشريعية والرئاسية على المدى المنظور .
حين طلب الرئيس محمود عباس من حركة حماس رسالة مكتوبة توثق الموافقة على اجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية قريبا، امتنعت حماس عن ارسال هذه الوثيقة، فسجل عليها محمود عباس نقطة هامة في غير مصلحتها، فهي الان وبفعل الامتناع عن ارسال الوثيقة تقبل ضمنيا ان تكون اكبر مسؤولية في امر تعويق الانتخابات .
لماذا لم ترسل حماس الوثيقة؟
الجواب التلقائي والشعبي هو لانها اما خائفة من النتائج، واما لحسبة خاصة بها ترى من خلالها ان الانتخابات التشريعية والرئاسية ليست في مصلحة ما تفعل فوق الارض وتحتها، ما هي هذه الحسبة الخاصة، وما هي حيثياتها، هذا امر اوله في نفس صناع سياسة حماس ومساره واخره تكشفه التطورات المتسارعة على صعيد علاقات حماس مع اسرائيل وغير اسرائيل، وهنا يجدر الاجتهاد بقراءة واقع حماس بنفس الطريقة التي قرأت بها واقع عباس .
حركة حماس تقف في مركز تقاطعات حادة، وربما تكون مصيرية فهي في غزة وان كانت تحكم بقبضة حديدية وبصورة شاملة، الا ان ثمن هذه السيطرة هو ازدياد مساحة تذمر الموطنين هناك، وعدم اقتناع معظمهم بان كل الويلات التي يعيشونها يجب تحملها، واظهار السعادة بها تحت شعارات المقاومة، كذلك فان غزة والواقعة بين مصر واسرائيل، وبرهما وبحرهما واجواءهما لابد وان يكون لأهلها او الجزء غير المنتمي لحماس تنظيميا رأي سلبي في سياسة حماس تجاه مصر، ومجريات الامور كذلك على صعيد اعادة الاعمار، فعداد التقدم في العلاقة مع مصر يمضي بطيئا للغاية، ما لا يطمئن اهل غزة على رئتهم الوحيدة المغلقة منذ سنوات، وهذا الامر يتقاطع وبصورة مؤلمة مع تباطؤ مأساوي في عملية اعادة الاعمار، ذلك ان أهل غزة الذين عاشوا في عهد حماس معادلة بين كل حرب وحرب.. حرب اخرى، يتوقون للحياة ولو ليوم واحد وفق شروط انسانية بحدها الادنى، ان حماس تسوق ما حدث على انه انتصار والعذاب ثمن بسيط من اثمانه ولكن قاعدة الذين يوافقون على هذا الوصف تتضاءل وتتناقص بصورة ملحوظة. وعامل آخر يؤثر كثيرا على قرارات حماس وتوجهاتها في الشأن الفلسطيني كالمصالحة والانتخابات هو ذلك الخط الملتبس المفتوح مع اسرائيل بواسطة اطراف اخرى وهدفه مقايضة التسهيلات بوقف طويل ومستقر لاطلاق النار وهذا الخط يعزز اليقين بتوسيع مساحة النفوذ المستقل لحماس في غزة بما يثير مخاوف الفلسطينيين جميعا من ان غزة ذاهبة الى واقع امارة منفصلة عن باقي الوطن .
هذا هو الواقع الذي تعيشه حماس والذي اراه سببا قويا للمضي في سياستها الراهنة دون ان تقيد نفسها ببرامج واجندات ليست متأكدة من انها تضمن لها تحقيق اهدافها المضمرة في الضفة والصريحة في غزة .
دعونا نفترض ان حماس حصلت على عبّارة ضخمة تحمل اسم ميناء يخضع للرقابة الاسرائيلية ودعونا نفترض انها حصلت على مطار صغير في مكان ما جديد على ارض غزة لنقل الركاب الى اقرب مطار في العريش او في اللد او في عمان او في قبرص وذلك بالطبع سيكون تحت رقابة صارمة، ودعونا نفترض ان المصريين زادوا ساعات فتح معبر رفح الى ضعف ما هي عليه الان او حتى الى ثلاثة اضعاف، اقدر ان حماس تخشى من مقارنة مريرة بين ما كان في عهد السلطة الوطنية المنقلب عليها وبين ما يمكن ان يحدث الان لن تكون المقارنة في مصلحة حماس لان ما كان قبل الانقلاب افضل الف مرة مما يمكن ان يكون في حال نجاح اي صفقة مع اسرائيل .
ثم ان قيادة حماس تدرك الاحتمالات السلبية للوضع الداخلي في غزة على صعيد القوى والفصائل االتي لا تجمع على المسار الراهن وربما يكون لديها قدرات لاعاقة هذه المسارات سواء على صعيد الفصائل المزايدة في امر المقاومة او على صعيد غير الراضين من داخل حماس على ما يجري .
هذه رؤيتي لواقع حماس واحجامها عن اي خطوة تؤدي الى اجراء الانتخابات التشريعية والرئاسية على المدى المنظور .
التعليقات