(صور) .. الخليل : ماذا تعرف عن مقام النبي نوح .. ؟

(صور) .. الخليل : ماذا تعرف عن مقام النبي نوح .. ؟
الخليل - خاص دنيا الوطن- رنا شحاتيت

يبعد عن مركز المدينة  (دورا) حوالي 300 متراً ،ذاك البناء العثماني والذي صارعت حجارته تقلبات الزمن وبقيت مترامية في قلب مدينة دورا حتى الآن، يحتضن داخله كما يُقال مقام النبي نوح عليه السلام.

على مساحة دونمين، ولأرض تتبع للوقف الإسلامي ، للوهلة الأولى عندما تنظر للمقام تصطدم عيينك ب ثلاثة أقواس وأعمدة وساحة تجمع مابين الحجرات الثلاث، حيث واحدة منهما تحتضن قبر نوح عليه السلام كما تقول الروايات.

جدران بيضاء وأبواب خضراء وأسقف تبدو وكأنها رسمت على قدر عال من الفن المعماري، ومن وسط تجمع السقف الذي يحمل فن العمارة الإسلامية تتدلى منها مصابيح شاهدة على زمن طويل ، ترتسم من أسفل السقف أرضية من فسيفساء لحجارة كبيرة وقديمة جمع بينها طين قديم  ، لترسم لوحة مؤرخة حتى هذه  اللحظة.

بعدما تجولت عدسة دنيا الوطن فيما تبقى من ذاك البناء العثماني الأصل،وبالإستعانة بمدير أوقاف مدينة دورا د.ناصر دودين أخذ يُحدثنا عن قصة هذا المقام بعدما أحاط بنا عبق الماضي وذكرياته ويقول "أنه وحسب الروايات الملتصقة بأذهان أهالي المكان منذ القدم، ماقبل 150 عاماً قدم وفد تركي وكان من بينهم أحمد عبد القادر الأفغاني والذي يعود لأصول أفغانية كما يُقال  ".

يتابع د. ناصر لدنيا الوطن: " بعدما أخذت أقدامنا تنقلنا من غرفة إلى أخرىى ، وعندما أخبر الناس الوفد  بوجود قبر نوح عليه السلام ، هموا لإقامة هذا المقام على القبر الموجود حسبما يقول سكان المكان ،وأن عائلة الأفغاني لازالت موجودة في المكان وترعى المقام والمعروفة عند سكان المدينة  باسم عائلة "الهندي".

وأضاف "أن هذا  المقام الأثري الديني التاريخي منذ الزمن العثماني،كانت بدايته عبارة عن غرف للتدريس"كتاتيب" لتلقي العلوم منذ عام 1922م ،والذي يعتبر من أوائل المدارس في المحافظة".

يُكمل د.ناصر حديثه لدنيا الوطن ويقول: "قديماً كانت النساء المسنات يلجأن لهذا المكان لإضاءة الشموع حول القبر بما يسمى بـ"ولي" اعتقاداً منهن بالتقرب إلى الله نظراً لنقص المعرفة والوعي قديماً " مشيرا الى أن الزائر لهذا المقام  يمكنه ملاحظة  آثار الشموع والتي لا زالت شاهدة وحاضرة حتى هذا اليوم.

يُرفع الآذان حتى هذه اللحظة خمس مرات يوماً،وتقام فيه الصلوات الخمس،ويقصده البعض كـ مكان للراحة وتذكر ماضي تاريخ طويل مضى على هذا المقام.

بعدما جلسنا متأملين التقينا برجل آخر ممن رصدت ذاكرتهم أحداث خصت هذا المقام، يقول أحمد شديد: "حتى اندلاع الإنتفاضة الأولى أي ماقبل عام 1987م، كانت الوفود المسلمة تأتي للمقام من كل أنحاء العالم خاصة من الدول الإفريقية".

 يُتابع أحمد والكلمات تتقافز من ذاكرته : "شبه اسبوعي كانت النساء يحضرن لهذا المكان ويحضرن الشموع ويشعلنها عند القبر،وكل يوم خميس كانت الساحة أمام هذا المقام تعج بالحافلات حيث تقل مئات من المسلمين إلى هنا".

كثيرون لم يسمعوا به،فالمقام منذ مئات السنين والتي تعاقب على حجارته أحداث كثيرة ، المؤرخ لحضارات كثيرة تعاقبت على هذه البلاد،فـ إندلاع الإنتفاضة الأولى وما شهدته من أحداث ساخنة حرم هذا المقام من أن يكون مزاراً كباقي الأماكن الأثرية والدينية والتريخية العثمانية في فلسطين بشكل عام .

يحق لهذا المكان أن يكون مُدرجاً من  وزارة السياحة ضمن الأماكن السياحية والأثرية  الفلسطينية ليبقى تاريخه كما كان قديماً،مالذي فعل الزمان بالمكان؟

فـ المقام ليس المكان الأثري الوحيد في مدينة دورا ،فـ جذورها ممتدة منذ حوالي(5000)عام ، هذه المدينة الواقعة جنوب الضفة الغربية و إحدى بلدات محافظة الخليل، تقع إلى الغرب من مدينة الخليل، يحدها من الشرق بلدة يطا ‫ومدينة الخليل، من الشمال بلدة إذنا وبلدة تفوح، من الغرب الخط الأخضر أراضي عام  "1948"م  ومن الجنوب بلدة السموع ‫وبلدة الظاهرية.