تحت المجهر يسلط الضوء على إعلام الكراهية
رام الله - دنيا الوطن
حلقة هذا الأسبوع من برنامج تحت المجهر تسلط الضوء على ما حدث في رواندا شرق إفريقيا حين أقصى الجار جاره في الوطن، فقط لأنه اختلف عنه في العرق أو الطائفة أو اللون أو الرأي السياسي.
فقد أقصيت أقلية تشكل 5% من المجتمع (هم التوتسي) وأطلق عليهم الإعلام أنهم "صراصير يجب إبادتهم". كان الإعلام يصدح عبر المذياع: "دعونا نفرح أيها الأصدقاء، فالصراصير ليسوا كثراً"، فقتل الجار جاره موقناً أنه لن يلاحق قضائياً.
تعود حلقة "إعلام الكراهية: رواندا والإبادة الجماعية" من إنتاج شبكة الجزيرة الإعلامية لجذور إبادة جماعية أودت في خلال أشهر ثلاث ربيع عام بحياة 1994 ما يزيد عن 800 ألف إنسان، وتوضح كيف لعب المستعمر البلجيكي بعد الحرب العالمية الأولى دوره في التعامل مع القبيلة التي بيدها الحكم في رواندا، وإقناع الأغلبية أن الأقلية يتحكمون بهم كسادة، وأن المستعمر سيساعدهم في مقاومة هذا الوضع، موهماً الروانديين أنهم مختلفون رغم أنهم يتحدثون نفس اللغة ويعيشون معاً وبيولوجياً لا تستطيع التمييز بينهم.
ثم رسم المستعمر في ذهن الأغلبية أن الأقلية ليسوا من أصول إفريقية، وأن بعضهم عرب جاؤوا من سوريا، والبعض الآخر جاؤوا من إسرائيل(!) ليرسخوا في عقول الأغلبية أن الأقلية أجانب. واستمرت الحكومات المدنية ثم العسكرية بعد الاستقلال في ستينات القرن الماضي تغذي في ذهن الأغلبية أن الأقلية ليسوا بشراً إلى أن وصل الأمر لإبادة جماعية.
في هذه الحلقة، يتحدث القاتل لكاميرا الجزيرة عن قتله لجارته الصغيرة، ثم طلبه السماح والعفو من أختها، فتعفو الأخت وتسامح، وتعمل أخت الضحية مع القاتل مع أجل بناء الوطن من جديد. في هذه الحلقة تشاهد عندما يصحو الضمير ويعترف بالذنب، عندما يحاكم الإعلامي والصحفي والإذاعي لذنب أعظم من القتل وهو التحريض على القتل في محكمة دولية ويحكم عليه بالسجن المؤبد.
تقول روان الضامن، منتج أول برنامجي تحت المجهر وفلسطين تحت المجهر: "هذه الحلقة درس في الحياة لكل إعلامي، قصة حدثت منذ عشرين عاماً في رواندا، ليس بعيداً عن العالم العربي، لكن الإسقاط على دولنا العربية ووضعنا الراهن واضح بشكل غير عادي في ظل إعلام يشجع العنصرية وإقصاء الآخر والتحريض على العنف والدعوة للتقاتل بين أفراد الشعب الواحد".
وتعرض الحلقة أرشيف نادر لمقاطع إعلامية صحفية مكتوبة وإذاعية مسموعة تحرض على استئصال الأقلية (التوتسي) واصفة إياهم بالصراصير، داعية للفرح بإبادتها، وراسمة إياهم ثعابين برؤوس بشر، وموفرة للحكومة منصة للإبلاغ عن الأشخاص المستهدفين من أقلية التوتسي بأسمائهم وعائلاتهم وأماكن تواجدهم لتسهيل وصول مليشيات الأغلبية (الهوتو) إليهم لقتلهم.
حرّض الإعلام ضد أقلية التوتسي أنهم "أعداء الوطن" و"أعداء الدولة" و"أعداء البلد"، فكان القتل نتاج عملية تحريض استئصالية طويلة خلقت فيها وسائل الإعلام صوراً نمطية أدت إلى الكراهية والانقسام والتفرقة العنصرية، جعلت ذهن القاتل لا يرى الضحية "بشراً"، جعل القتل أكثر فتكاً وشراسة، لكن هذا الإعلام جرّم دولياً وحوكم، وأصبحت رواندا اليوم تعيش في ظل إعلام اتفق على مفهوم المسؤولية المنبثق من الوحدة والمصالحة.
حلقة هذا الأسبوع من برنامج تحت المجهر تسلط الضوء على ما حدث في رواندا شرق إفريقيا حين أقصى الجار جاره في الوطن، فقط لأنه اختلف عنه في العرق أو الطائفة أو اللون أو الرأي السياسي.
فقد أقصيت أقلية تشكل 5% من المجتمع (هم التوتسي) وأطلق عليهم الإعلام أنهم "صراصير يجب إبادتهم". كان الإعلام يصدح عبر المذياع: "دعونا نفرح أيها الأصدقاء، فالصراصير ليسوا كثراً"، فقتل الجار جاره موقناً أنه لن يلاحق قضائياً.
تعود حلقة "إعلام الكراهية: رواندا والإبادة الجماعية" من إنتاج شبكة الجزيرة الإعلامية لجذور إبادة جماعية أودت في خلال أشهر ثلاث ربيع عام بحياة 1994 ما يزيد عن 800 ألف إنسان، وتوضح كيف لعب المستعمر البلجيكي بعد الحرب العالمية الأولى دوره في التعامل مع القبيلة التي بيدها الحكم في رواندا، وإقناع الأغلبية أن الأقلية يتحكمون بهم كسادة، وأن المستعمر سيساعدهم في مقاومة هذا الوضع، موهماً الروانديين أنهم مختلفون رغم أنهم يتحدثون نفس اللغة ويعيشون معاً وبيولوجياً لا تستطيع التمييز بينهم.
ثم رسم المستعمر في ذهن الأغلبية أن الأقلية ليسوا من أصول إفريقية، وأن بعضهم عرب جاؤوا من سوريا، والبعض الآخر جاؤوا من إسرائيل(!) ليرسخوا في عقول الأغلبية أن الأقلية أجانب. واستمرت الحكومات المدنية ثم العسكرية بعد الاستقلال في ستينات القرن الماضي تغذي في ذهن الأغلبية أن الأقلية ليسوا بشراً إلى أن وصل الأمر لإبادة جماعية.
في هذه الحلقة، يتحدث القاتل لكاميرا الجزيرة عن قتله لجارته الصغيرة، ثم طلبه السماح والعفو من أختها، فتعفو الأخت وتسامح، وتعمل أخت الضحية مع القاتل مع أجل بناء الوطن من جديد. في هذه الحلقة تشاهد عندما يصحو الضمير ويعترف بالذنب، عندما يحاكم الإعلامي والصحفي والإذاعي لذنب أعظم من القتل وهو التحريض على القتل في محكمة دولية ويحكم عليه بالسجن المؤبد.
تقول روان الضامن، منتج أول برنامجي تحت المجهر وفلسطين تحت المجهر: "هذه الحلقة درس في الحياة لكل إعلامي، قصة حدثت منذ عشرين عاماً في رواندا، ليس بعيداً عن العالم العربي، لكن الإسقاط على دولنا العربية ووضعنا الراهن واضح بشكل غير عادي في ظل إعلام يشجع العنصرية وإقصاء الآخر والتحريض على العنف والدعوة للتقاتل بين أفراد الشعب الواحد".
وتعرض الحلقة أرشيف نادر لمقاطع إعلامية صحفية مكتوبة وإذاعية مسموعة تحرض على استئصال الأقلية (التوتسي) واصفة إياهم بالصراصير، داعية للفرح بإبادتها، وراسمة إياهم ثعابين برؤوس بشر، وموفرة للحكومة منصة للإبلاغ عن الأشخاص المستهدفين من أقلية التوتسي بأسمائهم وعائلاتهم وأماكن تواجدهم لتسهيل وصول مليشيات الأغلبية (الهوتو) إليهم لقتلهم.
حرّض الإعلام ضد أقلية التوتسي أنهم "أعداء الوطن" و"أعداء الدولة" و"أعداء البلد"، فكان القتل نتاج عملية تحريض استئصالية طويلة خلقت فيها وسائل الإعلام صوراً نمطية أدت إلى الكراهية والانقسام والتفرقة العنصرية، جعلت ذهن القاتل لا يرى الضحية "بشراً"، جعل القتل أكثر فتكاً وشراسة، لكن هذا الإعلام جرّم دولياً وحوكم، وأصبحت رواندا اليوم تعيش في ظل إعلام اتفق على مفهوم المسؤولية المنبثق من الوحدة والمصالحة.