مسئول فلسطيني في مهمة سرية

مسئول فلسطيني في مهمة سرية
بقلم : عبدالله عيسى
رئيس التحرير

حدثني احدهم قال:" اتصلت ذات مرة بمسئول كي استفسر عن أمر ما فسمعت دوشة من حوله ولكنه عاجلني بالقول: انا مسافر .. فقلت له انا آسف سأكلمك بعد عودتك ولكن إلى اين أنت مسافر فانفعل وقال غاضبا : انا في معبر الكرامة الآن ومسافر في مهمة سرية كيف تسألني مثل هذا السؤال؟".

ويضيف الراوي :" شعرت بالخجل من سؤالي وأغلقت الخط الهاتفي ولكن حيرتني إجابته الفظة فسالت احد الأصدقاء برام الله همسا سمعت ان فلان سافر في مهمة سرية للخارج فضحك ذلك الصديق وقال:" ولماذا تهمس .. كل رام الله تعرف انه مسافر إلى البلد العربي الفلاني وهو ابلغ كل من سال او لم يساله انه في مهمة سرية وهي لامهمة سرية ولا ما يحزنون يريد ان يعطي نفسه أهمية لااكثر ولا اقل كان عضوا مهمشا في احد الفصائل الفلسطينية غير حركة فتح فندب حظه العاثر في كل مكان حتى تم تعييه بمنصب ما فأراد صاحبنا أن يوحي للناس انه شخصية هامة لا اكثر ولا اقل ".

قصة ليست نادرة عند بعض المسئولين الذين يكثرون من الكذب والتفاخر حتى بادعاء أنهم في مهمة سرية وذكرتني حكايته بفنان فلسطيني مغمور التقيته ذات مرة في عهد الرئيس الراحل ابو عمار واشتكى من قلة اهتمام الإعلام الفلسطيني بالفنانين فقلت له الا دنيا الوطن فنحن نبحث عن الفنان الفلسطينى لنعطيه حقه في الإعلام ولكن أعطيني رقم هاتفك كي نتواصل معك لنشر موضوع صحفي .. فتردد قليلا ثم همس في أذني قائلا سأعطيك رقمي ولكن أرجوك لاتعطيه لاحد فقلت له ولماذا كل هذه السرية سأعطي رقمك للتحرير في الصحيفة كي يتصلوا بك فقال :" رقمي لا يعرفه الا ايو عمار فقط وأنت الثاني !!!".

ضحكت وأدرت ظهري مغادرا وقلت هذا ليس فنانا مغمورا فقط انه مجنون .

وتذكرني قصة صاحبنا المسئول في مهمة سرية بقصة الفنان المصري احمد ادم في مسلسل " القرموطي في مهمة سرية " عندما جاءه ضابط بوليس مصري الى البلد كي يجنده لصالح مهمة سرية تتعلق بالاقتصاد المصري لكشف شبكة تتجسس على الاقتصاد في مصر فقام القرموطي بإشاعة الخبر في كل البلد وعندما أراد السفر الى القاهرة قام أهل القرية بتوديعه في محطة السيارات بهتاف " القوموطي في مهمة سرية ".

بعض المسئولين يحتاجون الى قليل من الكذب وكثير من الصدق والإخلاص مع شعبنا وعندما يتحقق ذلك يصبح حالنا أفضل بكثير .

 


التعليقات