حذاء القنصل الفلسطيني بمائة دولار

حذاء القنصل الفلسطيني بمائة دولار
بقلم : عبدالله عيسى
رئيس التحرير

عندما يضع قنصل فلسطيني سابق تسعيرة للمنح الطلابية بخمسة آلاف دولار يستطيع شراء حذاءا ايطاليا بمائة دولار ويتفاخر بذلك أمام زميله القنصل في سفارة فلسطينية في بلد عربي فقير يصل راتب الموظف في ذلك البلد اقل من مائة دولار .

حدثني قنصل فلسطيني عمل في تلك الدولة العربية الفقيرة عن مشهد غريب فقال:" دخلت مكتب قنصل زميل في السفارة الفلسطينية  حيث كنت اعمل وكان القنصل يبيع المنح الطلابية الجامعية لمن يشتري رغم أن تلك الدولة أعطتها للسلطة مجانا مساعدة للشعب الفلسطيني وحدد الأخ تسعيرة للمنحة الجامعية بخمسة ألاف دولار وعلى طريقة عادل إمام الساعة بخمسة جنيه والحسابة بتحسب .. كان يجلس على كرسي متحرك خلف مكتبه كالإمبراطور يدور بكرسيه يمينا ويسارا ثم وضع ساقا على ساق وحذائه في وجهي ونظر إلي قائلا هذا الحذاء اشتريته من ايطاليا بمائة دولار ".

ويقول القنصل الغلبان :" شعرت بمرارة ونظرت إلى حذائي الذي اشتريته ب 20 دولارا وفهمت انه يريد أن يفهمني ان طريق بيع المنح الطلابية يوصل إلى ايطاليا والى الفيلا التي بناها في مناطق السلطة وهذا الثراء الفاحش والفتاة الشابة التي تزوجها كزوجة ثانية .. لم يكتف بكل هذا بل كان يدخن سيجارا فاخرا وأمامه طفاية السجائر ولا ينفض سيجاره بها بل ينفض سيجاره خلف ظهره على الموكيت الفاخر .. لم أجد ما أقوله وخرجت من مكتبه وانا احدث نفسي متى تحاسب السلطة هذا الفاسد ".

بعد فترة وصلت أخبار فساد هذا القنصل إلى الرئيس الراحل ابو عمار فطلبه على عجل إلى غزة وكان يريد ابو عمار أن ينكل به وبعد أسابيع فوجئ ابو عمار برئيس تلك الدولة العربية يتصل به طالبا عودة القنصل لان علاقات البلدين تقتضي وجوده على رأس عمله !!.

فقد شعر القنصل أن ابو عمار يريد إحالته للقضاء فاجري اتصالاته مع مسئولين في تلك الدولة العربية وأوصلوا الأمر لرئيس الدولة .

هنا تكن المشكلة التي واجهتها السلطة باعتبارها الحلقة الأضعف فبقي الفاسد على فساده ودار لقمان على حالها .

 

التعليقات