مشكلة الإعلامي المصري سيد علي

مشكلة الإعلامي المصري سيد علي
بقلم : عبدالله عيسى
رئيس التحرير

عندما شاهدت حديث الإعلامي المصري سيد علي حاولت واجتهدت أن افهم شيئا مما يريد قوله فلم استوعب من حفلة الشتائم والردح للقيادة الفلسطينية سوى انه لديه رغبة جامحة وأكيدة بشتم كل قادة فلسطين ولم ينتقدهم بل شتمهم بألفاظ لا تليق بهم ولا بإعلامي في مكانته .. المهم انه افرغ شحنة هائلة لديه وهذه ليست مشكلة فليشتم كما يشاء فقد اعتدنا من بعض الإعلاميين العرب على هذا الأسلوب الهابط ..واعتدنا من غالبية الإعلاميين العرب مواقفهم المشرفة في قضية فلسطين وكل قضايا العرب .

ولكن استوقفتني عبارة قالها من جملة ما قاله وهي في غاية الأهمية وهي كلمة حق أراد بها باطل في سياق شتم الفلسطينيين وقادتهم :" لماذا تقوم الدنيا في أمريكا وأوروبا من اجل طفل فلسطيني رضيع بينما يقتل العشرات منهم في سوريا والعراق واحد يحرك ساكنا ؟!".

هذه هي النقطة الوحيدة التي استوقفتني وأردت الاجتهاد في التعليق عليها لانه يحزنني ما يحصل في سوريا والعراق وليبيا وفي أي بلد عربي .

وسابدا من عند الطفل الفلسطيني علي الدوابشة واعتقد أن من شتم مثل سيد علي او من تضامن مع الشعب الفلسطيني في العالم كله وهم غالبية عظمى لاحظ او لم يلاحظ ان اغلب الفلسطيني عندما يواجه أي عدوان إسرائيلي يتوحد فورا وبدون سابق انذار فالخلافات تتلاشى والفصائل كلها دون استثناء تتقدم الصفوف فتح وحماس وجبهة شعبية وديموقراطية وقوى وفصائل أخرى وعلى أعلى المستويات من مركزية فتح وممثلي الرئيس ابو مازن وقادة حماس والشعبية وامناء عامين كل فصائل منظمة التحرير الفلسطينية .. الجميع يشارك بفعالية في المسيرات وفي بيوت العزاء والكل يبادر ويعمل على الأرض ينتقدون بعضهم في الإعلام وهذا صحيح ولكن لا احد يتخلف عن المشاركة .

وللأسف فان إخواننا في سوريا والعراق وليبيا يحملون الشيعة مسؤولية القتلى ويحملون السنة المسؤولية ويحملون النظام المسؤولية وحتى طائرات التحالف الدولي عندما ترتكب أخطاء وتقتل مدنيين لاتخرج أصوات من تلك الدول العربية لتحمل التحالف الدولي المسؤولية والكل يتسابق لتبرئة قوات التحالف الدولي فمن اين سيأتيهم التضامن العربي والدولي اذا كانت الصورة ترسم يوميا على انها صراع عربي داخلي بين قوى مسلحة ومتناحرة ؟؟!.

خلال انتفاضة الأقصى التي اندلعت عام 2000 أقدمت قوات الاحتلال الإسرائيلي على قتل الطفل الفلسطيني محمد الدرة بين أحضان والده وصلت الصورة التي صورها مراسل التلفزيون الفرنسي بغزة للرئيس الفرنسي جاك شيراك فأعطى أوامره للتلفزيون الفرنسي بتوزيع الصور والفيديو على كافة وكالات الأنباء والمحطات التلفزيونية العالمية مجانا لفضح الممارسات الإسرائيلية فقامت الدنيا ولم تقعد وأصبحت إسرائيل في وضع إعلامي ومعنوي وسياسي لاتحسد عليه فأعلنت وزيرة خارجية أمريكا في حينها اولبرايت عن حزنها على الطفل محمد الدرة وتضمنها مع والد الطفل وضج العالم كله بحكاية الطفل الدرة .

واهم ما قالته الصحافة الإسرائيلية جاء على لسان الصحفي الإسرائيلي المعروف روني شاكيد :" لااعرف من قتل الطفل محمد الدرة ولكن الذي اعرفه أن الطفل محمد الدرة قتل اسرائيل في العالم إعلاميا وسياسيا ".

وقبل هذا كله لماذا بادر نتنياهو فو استشهاد الطفل على الدوابشة على يد المستوطنين باستنكار الحادث بأشد عبارات الاستنكار واتصل بالرئيس ابو مازن وبادرت كل الحكومة الإسرائيلية باستنكار الحادث لانها تعرف ان رد الفعل الفلسطيني لن يكون كلاميا إعلاميا بل سيتجه الى رد فعل عسكري ضد المستوطنين وفعلا بدأت المواجهات ولكن الاستنكار الإسرائيلي والعالمي حال دون توسيع رقعة المواجهات .

النقطة الأهم ان الشعب الفلسطيني استوعب الدرس تماما فلم يعد يعول على احد كما كان يحصل في الخمسينات والستينات من القرن الماضي وكما تفعل بعض الدول العربية مثل العراق وسوريا وليبيا الان فالشعب الفلسطيني اتخذ زمام المبادرة منذ عهد الرئيس الراحل ابو عمار فأصبح الشعب الفلسطيني يخوض معركته ويطلب التضامن من العرب والعالم ولايطلب من احد أن يخوض معركته نيابة عنه .

خاضت المقاومة الفلسطينية بغزة ثلاثة حروب ضارية خلال 8 سنوات ولم تطلب من احد ان يخوض الحرب معها او نيابة عنها ولكنها طلبت التضامن فقط .

وأقولها لو أن الشعب الفلسطيني تجاهل أي اعتداء من مستوطن على مواطن فلسطيني لتحولت مناطق السلطة في الضفة وغزة الى حالة شبيهة بسوريا والعراق وليبيا ولكن الفلسطينيون رغم كل سلبيات أدائهم السياسي اوجدوا حالة من الردع في غزة عن طريق المقومة الفلسطينية التي منعت العربدة الإسرائيلية في قطاع غزة.. وفي الضفة وضعوا حدا لاعتداءات المستوطنين بفضل تضامن كافة الفصائل وقوى المقومة وذوبانهم جميعا في بوتقة حماية الشعب الفلسطيني في الضفة من اعتداءات المستوطنين .

 


 


التعليقات