قصة اغتيال جمال عبدالناصر بين الحقيقة والخيال

قصة اغتيال جمال عبدالناصر بين الحقيقة والخيال
بقلم : عبدالله عيسى
رئيس التحرير

اخر رواية لاغتيال الزعيم جمال عبدالناصر جاءت على لسان عاطف أبو بكر تتحدث بان الرئيس السوداني جعفر النميري قد يكون قد قام بتسميم جمال عبدالناصر بعد ا ن اهداه مسدسا قد يكون مسموما بالمشاركة مع صبري البنا ابو نضال قبل انشقاقه .

أي انه وباختصار فان روايته قائمة على جملة من القدود .. قد وقد وقد ..الخ .

الزميل ممدوح الهادي انتقد رواية عاطف ابو بكر وقال في تعليق على ما بثته قناة العربية أن توجيه اتهام باغتيال شخصية بمكانة جمال عبدالناصر لا يجوز ان يعتمد على قد وقد .وأوافقه الرأي .

وقبل ذلك وجه محمد حسنين هيكل اتهاما للرئيس السادات بعد ثورة 25 يناير بان السادات في قمة القاهرة عندما كان نائبا للرئيس عبدالناصر اعد فنجانا من القهوة بنفسه ووضع به السم للملك الأردني الحسين بن طلال ولكن عبدالناصر تناول القهوة المسومة عن طريق الخطأ فمات !!.

طبعا ردت جيهان السادات على هذه التخاريف وهاجمت هيكل بشدة .

وحتى لا نطيل في سرد وقائع تاريخية فقد نشرت صحيفة إسرائيلية قبل 15 عاما تقريرا مطولا وعجيبا ان الطبيب المصري علي العطيفي وصلت اليه الموساد وجندته والذي كان يقوم بتدليك جمال عبدالناصر وزودته بمرهم مسموم مفعوله بطيء وأدى إلى تدهور صحته ثم هبوط حاد في الدورة الدموية والوفاة .

لا أميل لتصديق رواية عاطف ابو بكر او هيكل لان كلا الروايتين قائمتين على الاستنتاج وليس المعلومات اما التقرير الإسرائيلي والذي سمح بنشره في إسرائيل بعد أكثر من 40 عاما لم يكن نوع من العبث او اللهو وإنما كشف عن أضخم عملية نفذها الموساد باغتيال أهم زعيم عربي مع الأخذ بعين الاعتبار ان توقيت نشر التقرير الإسرائيلي جاء في فترة السلام المصري الإسرائيلي .

كما نشرت في تلك الفترة تقريرا مفصلا عن عملية اغتيال خليل الوزير ابو جهاد بعد سنوات طويلة وعادة يتم نشر مثل هذه التقارير الخطيرة خلال الحملات الانتخابية الإسرائيلية كي يبين كل فريق للجمهور الإسرائيلي أفعاله ضد الفلسطينيين والعرب .

وقبل سنوات أعلن الشاعر احمد فؤاد نجم انه سجن مع العطيفي في زنزانة واحدة وان الطبيب المصري أكد له انه اغتال جمال عبدالناصر بالسم وان رئيس وزراء إسرائيل في حينها مناحيم بيغن سيأتي لمصر وسيبحث مع السادات إطلاق سراح الطبيب المصري الجاسوس وفعلا تم ذلك ويقال انه انتقل الى سويسرا للعيش هناك وان عملية التجنيد تمت في هولندا .

هذه الرواية التي يمكن اعتمادها وأظن ان عاطف ابو بكر لم يطلع على الرواية الإسرائيلية واجتهد في تفسير اغتيال عبداناصر وكان له اجر واحد من اجتهد ولم يصب .

قصة اغتيال جمال عبدالناصر تشبه في غموضها قصة اغتيال ابو عمار وسيأتي يوم ليس ببعيد لتكشف صحيفة اسرائيلية عن تفاصيل اغتيال ابو عمار عندما تهدا العاصفة ويرشح نفسه للانتخابات الجنرال الإسرائيلي الذي أعطى الأوامر وتابع التنفيذ لان شارون قد مات وماتت معه أسرار كثيرة .

التعليقات