كلمة المناضل إبراهيم شريف في التأبين السنوي للشهيد حسام الحداد

رام الله - دنيا الوطن
"أنا طبعاً كنت في السجن للسنوات الأربع الماضية وكان يحزننا سقوط الشهيد تلو الشهيد... في إحدى ليالي رمضان قبل ثلاث سنوات سمعنا عن سقوط الشهيد حسام في السجن وبدأت اسأل الاخوة في المنطقة عن مكان الشهيد وبيتهم ألخ... والمؤلم أنت
داخل السجن تسمع عن سقوط الشهداء ولا تستطيع أن تحضر جنازتهم ولا تستطيع أن تتحدث مع أهاليهم بعض الأحيان يمكن التحدث وغالباً لا يوجد مجال.

خلال الأيام الماضية بعد خروجي من السجن بدأت أشوف أشرطة الشهداء وفزعت من بعض الأشرطة اللي شفتها، شفت شريط الشهيد حسام شفت كيف الجسم مخرق بالرصاص وقلت
لابد ان يكون الإطلاق من مسافة مترين أو ثلاثة لا يمكن أن يكون أبعد من هذا، تذكرت وأنا أحاول أن أجمع مجموعة من الأفكار حول هذا الكلمة مجموعة من الأمور وأنا كنت في السجن كنت قرأتها عن مجموعة مفكرين ومناضلين وأنا اتذكر تضحية
الأبن الشهيد حسام تذكرت أيضاً بعض أقوال المفكرين والمناضلين فولتير مثلاً يقول "لا يوجد أقوى من فكرة حان أوانها

وفكرة التغيير في البحرين فكرة حان أوانها منذ فترة واعتقد أن الشهيد حسام وغيره من الشهداء والمناضلين يذكروننا دائماً أن الفكرة حان أوانها وبالتالي مستعدين أن يقدموا أكبر التضحيات لأن عندما تحين الفكرة عندما يصبح أوان الفكرة تصبح التضحية واجبة لذلك الشهيد حسام من هؤلاء الشجعان الذين تقدموا الصفوف ليقول هذه الفكرة حان أوانها ونحتاج لتضحيات من أجل ان نحققها.

القائد الفلبيني الوطني أحد أـبطال الاستقلال في الفلبين خوزيه ليزار أيضاً سقط شهيد ضد الاستعمار يقول في موضوع كيف نصنع الاستبداد " تسلط البعض لا يمكن حدوثه إلا عن طريق جبن الأخرين" تسلط البعض حكامنه وغيرهم لا يمكن أن
يحدث إلا إذا جبنا احنه اذاً بالنسبة لنا ما في عودة إلى الخلف في ما يتعلق بقضية إعادة بناء جدار الخوف بالنسبة للمواطنين الحكومة قوية إذا كنا جبناء وضعيفة إذا كنا شجعان وهذا ما حاول أن يقوله الشهيد حسام وحاول ان يقوله كل الشباب الذين سقطوا وكل المناضلين الموجودين في السجون "تسلط البعض لا يمكن
حدوثه إلا عن طريق جبن الأخرين.

الانسان الحر يقول لنا الفيلسوف سبينوزا "الرجل الحر لا يفكر في شيء أقل مما يفكر في الموت"* أيضاً هذا العبرة نتعلمها من شجاعة حسام ومن شجاعة إخوانه الشهداء طوال فترة السنوات الأربع الماضية وشجاعة مئات الشباب الآن الموجودين
في السجون أو ألوف الشباب الموجودين في السجون ومئات أخرين موجودين ومازالوا يخرجون ويتظاهرون ويطالبون بالمطالب لأن الرجل الحر لا يفكر في شيء أقل مما يفكر في الموت.

نقاء الأضحية أرجع الآن إلى الفلبيني ليزار القائد الوطني ليزار "يجب ان يكون الضحية نقياً لكي تقبل التضحية" يجب أن يكون الضحية نقيًا لكي تقبل التضحية"... وأنا ما اعتقد أن هناك أكثر نقاءاً من الطفولة حسام أبن كان على مشارف الخروج من الطفولة والدخول إلى مرحلة الشباب لتختطفه يد الغدر فإذا كان
هناك نقاء فلا يمكن أن يكون هناك نقاء أكثر من نقاء الطفولة الذي فيه حسام.

طبيعة الحراك السياسي في هذا البلد منذ اليوم الأول كان طبيعة الحراك سلمي أخلاقي. العنف المعارضة تدركه هو ملعب السلطة، العنف هو الملعب الذي تتفوق فيه الحكومة على المعارضة، الأخلاق هي الملعب الذي نتفوق فيه كمعارضة على النظام أما العنف فهو ملعب الحكومة وليس ملعبنا وكان أدراك هذا من قبل المعارضة ومن قبل شباب المعارضة ومن قبل كل المواطنين أن العنف هو ساحة الحكومة وليست ساحتنا لذلك رفع شعار "سلمية سلمية" منذ اليوم الأول للحراك في 14 فبراير.

أهداف المعارضة وطنية بامتياز من أتهم المعارضة بأن لها أهداف طائفية أو أجندات طائفية لا يستطيع أن يثبت من كلمة واحدة قالها قائد معارض، من وثيقة واحدة خرجت من قيادة المعارضة أو من الشباب الذين رفعوا الشعارات لا يستطيع أن
يثبت وجود أي اهداف غير وطنية، أهدافنا وطنية مواطنة متساوية نحن نرفض تهميش فئات من المجتمع نحن نرفض التمييز ضد الشيعة نحن نرفض نظام الامتيازات للأسرة
الحاكمة أو الطبقة الحاكمة نحن مع ديمقراطية نحن مع دستور قوي يعطي صلاحيات
واسعة لمجلس النواب، نحن مع حكومة منتخبة من خلال مجلس النواب نحن مع ملكية دستورية لا يملك فيها الملك سلطات الملك يملك ولا يحكم هذه هي القواعد التي مشت عليها المعارضة من اليوم الأول ونحن نتحدى من يقول ان المعارضة طرحت مطالب
غير وطنية.

بعد أربع سنوات وربع من الثورة 3000 معتقل وعشرات الشهداء ومئات الجرحى والمنفيين والمسحوبة جوازاتهم كل هذه التضحيات الكبيرة ما زال شعبنا مستعد ومقدام ويقدم تضحية تلو الأخرى لذلك ما استطاعت الحكومة – ما احنا قلنا ان النظام قوي عندما يجبن الأخرين واحنا نقول الناس لم يجبنوا الناس ما زالوا
شجعان ويقدمون التضحية وأنا بالنسبة لي خرجت من السجن وقيل لي الحراك اهدأ مما كان قبل. صحيح ما في شك أربع سنوات وربع الناس تحتاج أيضاُ إلى استراحة مقاتل.

ما في واحد يستطيع أربع سنوات يخرج تظاهرات وينضرب كل يوم على رأسه، إذا أطلقوا سراح واحد يجمعون لهم حوالي 100 شخص. بعد أربع سنوات وربع من التضحيات الناس ربما بحاجة لفترة من الاستراحة لكن لا أحد ينخدع ويقول النار انطفأت،
الثورة ماتت، همة الناس خارت - ليس صحيح هذا الكلام.

هذا جمر تحت الرماد هذا جمر موجود يحتاج له هبة هبتين هواء قوية. في 14 فبراير من كان يتوقع ان يصير عندنا أعظم انتفاضة في تاريخ البحرين محد كان يتوقع ولكن الهبة جاءتنا من تونس وانتقلت إلى مصر شالت كل الرماد اللي كان متجمع في
السنوات الماضية واندلعت نار قوية كانت وأنا أقول هذا النار مازالت متقدة في صدور شبابنا ينتظرون اللحظة أيضاً المناسبة ليقوموا ويمارسوا بحراك أكبر بكثير لربما مثل حراك 14 فبراير 2011 أو أكثر من ذلك، فلا احد يغره هذا الهدوء - هذا الهدوء الذي يسبق العاصفة، هذا الرماد الذي تحته جمر ينتظر اللحظة المناسبة.

الآن هم يحاولون بعد ان سرقوا رغيفنا سرقوا حقوقنا سرقوا رغيف الخبز، أنا أحاول مجازاً أقول الحقوق هي الرغيف يحاولون إرجاع كسرة من هذا الرغيف... كسرة صغيرة من هذا الرغيف ويطالبون منا ان نشكرهم على إرجاع هذه الكسرة الصغيرة ... يا للوقاحة وقاحة ما فيها أكبر.

المطلوب منا الآن أن نقبل بالشيء القليل كل المطلوب منا أن يقولون لك أحنا بنفرج عن السجناء شوي شوي أنت الآن كمعارضة رفعوا العلم الأبيض قولوا خلاص كل الأمور تمام.

المؤسسة السياسية الموجودة الآن، الدستور، على مجلس النواب، على الدوائر الانتخابية كلها أمور انتوا قابلين بها اقبلوا بها وبالقطارة أحنا نطلع

عيالكم واحد واحد من السجن، هذا اللي أقول سرقوا رغيف الخبز وأعطونا كسرة منه وطلبوا منا ان نشكرهم على هذه الكسرة يا لوقاحتهم، هذا طبعاً يحاول تسويقه الآن مجموعة من الشخصيات في هذا البلد افتحوا عيونكم آذانكم وسمعوا مشاريع قاعدة تدور هذه الأيام تفتر من محل لمحل كي نقبل هذا القليل وكأن التضحيات هذه لا شيء.

القيادات في السجن صامدة. انا خرجت مع اخوة كانو معاي كنّا ١٣ وجانا الشيخ علي سلمان وصرنا ١٤ ونقصنا مرة ثانية وصرنا ١٣ قلت حق الشيخ علي وانا طالع يبدو ان في تبادل اسرى صاير بينا فالواضح ان بيظلون ١٣ وإذا شالوا واحد بيدخل واحد.

القيادات أبشركم معنوياتها عالية ... جبال من الصمود ما في خوف عليهم السلطة لا تستطيع ان تخضع هذه القيادات ... هؤلاء الناس أمناء على طموحاتكم، أمناء على دم الشهيد ، أمناء على دم ابنك ( الشهيد حسام الحداد )، أمناء على دم أبناء كل الشهداء ، أمناء على مصالح هذا الوطن هؤلاء لن يقدموا على صفقة مع النظام وبالتالي هذا الصمود في الخارج وهذا الصمود في الداخل يعادل الواحد منهم التالي لذلك هذا الشعب لن يهزم لان هذا الصمود قوي.

فكروا على مدى متوسط كشباب ماذا سيحدث على المدى المتوسط ؟ هذه الحكومة شاطرة في شيء واحد شاطرة في ان تولد معارضة أوتوماتيكياً ما كل يوم ينولد المواطن المهمش ولد العائلة الشيعية ومع الأسف نضطر نقول شيعة وسنة لأن طبيعة الحال في هذا البلد الآن في اضطهاد طائفي، كل يوم هذا الولد من ينولد صغير يقولون له انت مواطن غير كفء لمواطن آخر انت أبقى تحت مضروب على رأسك لن يكون لك حصة في ان تدخل في الأمن او الدفاع وإذا دخلت في الحكومة انتبه ما بتروح فوق الا اذا صرت كلش موالي.

كل يوم الحكومة تولد هذا النوع من التفكير وهذا النوع من التفكير هو الذي يولد المعارضة المستمرة ضد الحكومة فالحكومة عدوة نفسها، يقولون لنا انتوا تحرضون الناس ضد الحكومة احنا نقول احنا ما نحرض الناس اللي يحرض الناس ضد الحكومة، هي الحكومة! هو الاضطهاد هو التهميش الذي تمارسه الحكومة على الطفل من هو صغير إلى حد ما يكبر هو يجد عوائق أمامه، خلص من المدرسة جاف عائق البعثات توزع هني وما توزع هناك وبالوساطات وتنخش في طرف وتنحط حق الدواوين، خلص يبي يتوظف يمكن يدخل في الحكومة او ما يدخل الحكومة وإذا دخل في الحكومة ما يدخل في القوات الأمنية ولا العسكرية وإذا دخل في القطاع المدني يا لله يحصل له ترقية او شيء
فالحكومة تُمارس التمييز باستمرار فالحكومة هي التي تولد السخط عند الناس وتولد المعارضة عند الناس، لذلك هذا الشعب سيظل عدد كبير منه بحكم طريقة تعامل الحكومة معاه شعب معارض.

القضية الثانية اللي مهم نجوفها ان الحكومة اليوم مفلسة. اللي يتابع اليوم اليونان بجوف ان اليونان اليوم نتيجة سوء حكومات مع ان اليونان عندهم نظام ديمقراطي وتداول للسلطة لكن الحكومتين حكومة الاشتراكيين وحكومة الديمقراطية الجديدة كانوا نخبة فاسدة نخبة حاكمة فاسدة شغلها ان تبوق او انها تزور
الأرقام علشان تدخل الاتحاد الأوربي والعملة الأوربية وانفضحت لما حصلت الأزمة المالية. في ٢٠٠٨ انكشف البئر وغطاه فانفضح النظام الاقتصادي واكتشفوا انهم مفلسين. وضع البحرين اليوم هو وضع اليونان في ٢٠٠٨ بمعنى ان احنا الآن قد
ننكشف شوي شوي في خلال اربع وخمس سنوات اذا ما تحسنت أسعار النفط والحكومة ما قامت باي إصلاحات حقيقية سيكون عندنا وضع مشابه لوضع اليونان الا اذا راحوا يا لله من مال الله من دول الخليج بدل مليار دولار يأخذون ٤ مليار دولار فالوضع الاقتصادي سيئ ويصير اسوء واعتقد ان هاذي يخلي شرائح أوسع من المجتمع تقف ضد الحكومة. فأنا ارى بأن المعارضة المستقبل أمامها وليس المستقبل خلفها.

امس صدر قرار مهم في البرلمان الأوربي اللي قرأ ال١٤ توصية ، توصيات قوية بما فيها منع بيع البحرين معدات أمنية تستخدم في قمع التظاهرات ، منع بيع مسيلات الدموع مطالبة بالأفراج عن الشيخ علي سلمان ، الأخ نبيل رجب ، الزعماء الإخوة ال١٣ مجموعة من المطالَب القوية ادانة ان البحرين ما طبقت توصيات بسيوني ، انا احثكم جميعاً ان تقرؤونها ولحد يقول ان ماله فايدة لا في فايدة الحكومة بسرعة تطلع بيان رد فعل يعني واضح النرفزة الموجودة عند الحكومة وانا أقول هذا
إثبات ما دام عندنا حراك في هذا البلد وعندنا نشاط من الإخوة الحقوقيين بما
فيهم الإخوة اللي الحكومة نفتهم او سحبت جوازاتهم موجودين بالخارج هذا الحراك في هذا البلد يؤدي إلى تفاعل عالمي نستمر في الحراك يستمرون بالتفاعل العالمي.

اذا احنه خمدنا العالم ما يهتم لنا، العالم فقط يهتم بالجماعة اللي تهتم بمصالحها وانا اعتقد انه مفيد جداً ومازال الضغط موجود يمكن الآن ما نقدر نصرفه بما معناه ان هذا البيان ما فيه شيك نصرفه ليس هناك بنك يصرفه لنا لكن اذا راكمنا وراكمنا هذه الحكومة كل يوم تحصل لها سطار كل يوم تحصل لها خبطة
فوق رأسها مع الوقت انشاء الله اللحام ممكن يفج.

المشاكل اللي تواجهها الحكومة كلها ذي مالها مخرج، الحكومة تولد معارضة اوتوماتيكياً من جانب والحكومة بسبب تضخمها في السنوات الماضية وبالذات تضخم الأجهزة الأمنية والاجهزة الخاصة بالديوان الملكي وغيره ...مصاريف الأجهزة والمؤسسات اللي سوتها الحكومة من غير فايدة الحكومة سوت مؤسسات مثل المؤسسة الوطنية، مفوضية السجون ... الخ تصرف والشورى صرف صرف صرف لكن ما منه فايدة ما
استطاعت ان تنقذ الحكومة.

هذا يذكرني اصلاً بكلام قاله واحد من الفلاسفة الهولنديين ان " الثوب الجميل لا يزيد من قدر الرجل ومن غير المعقول لف الأشياء الزهيدة بغلاف ثمين " من غير المعقول لف الأشياء الزهيدة بغلاف ثمين الحكومة زهيدة مفلسة حكومة فاشلة مهما
غلفتها مهما حطيتها في أجمل علبة في أجمل غلاف فهذا حرام - فأنت قاعد تضيع فلوس على غلاف لأنة هاي الحكومة ما تتزيف.

انا أقول هذه الحكومة إذا ارادت ان تخرج من كل المشاكل الموجودة ما عندها خيار خيار الإصلاح الخيار اللي طرحته المعارضة، خيار موجود طرحته المعارضة في وثيقة المنامة وطرحته المعارضة بشكل عام في قضايا تحقيق الإصلاحات الديمقراطية فما في مخرج لكل التعقيدات هاذي الوضع الاقتصادي الاجتماعي سياسي بدون مصالحة وطنية حقيقية وبدون إصلاح حقيقي في هذا البلد.

لوالد الشهيد وأخوته وأخواته ووالدته وأهله وكل أحبائه في هذا الفريج الطيب وانا اعرف هذا الفريج الطيب شكثر لأني نزلت انتخابات في 2010 في هذا الفريج واعرف طيبة الناس وفزعتهم واقولك يا والد الشهيد ان "يوم العدل على الظلم اشد من يوم الجور على المظلوم" كما قال الامام علي . اعزيكم في الشهيد واهنئكم في الشهيد، أعزيكم في فقدكم ابناً واهنئكم لأنكم كسبتم فيه شهيداً وأهني أهل هذا الحي الطيبين واهني أهل البحرين جميعاً واقول النصر قريب نستمر نثابر نعمل نناضل نقدم التضحيات في نهاية المطاف الطرف الآخر يجب ان يستمع وما في حل في
هذا البلد غير الإصلاح.