دول الخليج وإيران والمواجهة القادمة عهد دامٍ جديد

دول الخليج وإيران والمواجهة القادمة عهد دامٍ جديد
بقلم : عبدالله عيسى
رئيس التحرير

منذ سنوات طويلة ودول الخليج العربي تستعد عسكريا لمواجهة مع إيران في حال قامت أمريكا بتوجيه ضربة عسكرية للمفاعل النووي الإيراني باعتبار ان رد الفعل الإيراني العسكري سيوجه جزء منه إلى دول الخليج .

ومع تصاعد التهديدات الأمريكية لإيران كانت دول الخليج تضاعف صفقات شراء الأسلحة من أمريكا واسبانيا وألمانيا وبريطانيا وروسيا ولكن التوقعات تغيرت وبدل توجيه ضربة لإيران توصلت أمريكا لاتفاق معها أصبح مصدر قلق اكبر لدول الخليج .

وإيران لم تكن تخفي توجهاتها ورد فعلها العسكري في حال تعرضت لضربة عسكرية أمريكية وحددت أهدافها بوضوح في السعودية والإمارات والبحرين وبالمقابل أعلن الفريق ضاحي خلفان العام الماضي أن دول الخليج قادرة بمفردها وبدون مساعدة أمريكية على ضرب إيران لو قررت ذلك .

وخاضت دول الخليج تجربتها في عاصفة الحزم في اليمن واثبت أن لديها قدرات عسكرية جوية وصاروخية ومدفعية تشكل ترسانة قوية في المنطقة وطويت صفحة احتلال الكويت إلى الأبد .

وبعد التوصل لاتفاق نووي أمريكي إيراني يبدو ان المخاوف الخليجية تضاعفت من تفرغ إيران لخوض حروب في دول الخليج مما جعل دول الخليج ترفع درجة التأهب العسكري تحسبا لأي مواجهة قادمة تلوح في الأفق .

وقال وزير الخارجية السعودية، عادل بن أحمد الجبير: "إن على إيران أن تستخدم الاتفاق النووي الذي تم التوصل إليه هذا الأسبوع مع القوى العالمية الست لتحسين اقتصادها وليس لمواصلة المغامرات في المنطقة ".

وأضاف للصحافيين عقب لقائه نظيره الأميركي، جون كيري، أنه "إذا حاولت إيران أن تسبب مشاكل في المنطقة، فنحن سوف نواجهها بحزم".

ويقول الكاتب السعودي عبدالرحمن الراشد :" كما صورت المعضلة أمس، إيران الوحش المربوط إلى شجرة، والآن يطلق حرًا في منطقتنا. هذا سيعني أننا على عتبة عهد دامٍ جديد، ولن ترضينا فيه الوعود الشفهية من واشنطن، ولا تطمئننا التأكيدات الإيرانية، وليس على دول المنطقة سوى خيار واحد، أن تضع في حسبانها أسوأ الاحتمالات للأيام المقبلة".

الرئيس الأمريكي اوباما " تفهم القلق الإسرائيلي من البرنامج النووي الإيراني، ومن القدرات العسكرية الإيرانية، وتعهد بتعويض إسرائيل بأسلحة حديثة متطورة، والتصدي لأي “عدوان” إيراني عليها، ولكن دعمه لحلفائه العرب جاء مشروطا، وتحليله لقلقهم كان استخفافا، فقد أكد مجددا ان هؤلاء الحلفاء، على عكس إسرائيل، يواجهون خطرين أساسيين، الأول خارجي وهو ايران، اما الثاني فهو داخلي، ويتمثل في المواطنين المعزولين عن دائرة الحكم، والشباب العاطلين عن العمل الذين يعانون من الإحباط، وانسداد كل الأفق في وجوههم.

وعندما تطرق الى التعويض التسليحي، كان الرئيس الأمريكي اكثر صراحة وجرأة، حيث قال بالحرف الواحد، “كيف يريدوننا ان نبني قدراتهم الدفاعية في مواجهة تهديد خارجي، وكيف يريدوننا أن نقوي الجسم السياسي في هذه البلدان العربية، قبل ان نقنع “الشباب السني” بأن هناك بدائل أخرى أمامه غير “الدولة الإسلامية”؟

وذهب الى ما هو ابعد من ذلك في نقده عندما قال “نحن مستعدون لتحسين القدرات العسكرية لهذه الدول (العربية) لكن عليهم في المقابل ان يزيدوا من استعدادهم لإرسال قواتهم البرية لحل المشاكل الإقليمية”، في اشارة الى سورية.

و قال “استطيع حمايتهم من الإيرانيين لكن لا استطيع حمايتهم من الخطر الداخلي، ولذلك عليهم إجراء التغييرات التي تتجاوب مع مطالب شعوبهم”، وعرض ان يتوسط بين “العرب السنة” والإيرانيين لحل المشاكل الأمنية والسياسية والطائفية، وفتح حوار بين الجانبين".انتهى الاقتباس .

الموقف الأمريكي الذي يتحدث بهذه اللغة غير مطمئن على الإطلاق وهذا يعني انه يريد ابتزاز دول الخليج ودول عربية أخرى تتحالف مع الخليج فيما يتعلق بالملف السوري وإصلاحات داخلية قبل ان يكف يد إيران وقبل ذلك ربما تعطي أمريكا ضوءا اخضر لإيران لعمل عسكري محدود في الخليج وتدخلات اكبر في المنطقة .

الموقف السعودي الخليجي أعلنه وزير الخارجية السعودي عادل الجبير :" سنواجه إيران بكل حزم إن حاولت إثارة قلاقل في المنطقة".

الحزم الخليجي يعني مسالة واحدة هي المواجهة العسكرية مع إيران والتي من المتوقع أن تضاعف من تدخلها في سوريا ولبنان واليمن وقد تحاول هذه المرة قلب الطاولة لتفتح أبواب مواجهة شاملة تضم دول الخليج العربي ومصر والأردن أهم ركائز القوة العربية المشتركة .

 

التعليقات