دار الافتاء الفلسطينية..ما حكم الإسراف في إعداد الموائد الرمضانية؟ما حكم النوم بكثرة في نهار رمضان

دار الافتاء الفلسطينية..ما حكم الإسراف في إعداد الموائد الرمضانية؟ما حكم النوم بكثرة في نهار رمضان
رام الله - دنيا الوطن
1. ما حكم الإسراف في إعداد الموائد الرمضانية؟

الجواب: ينشغل الناس في صنع أنواع الطعام والشراب، ويتفننوا في إعداد الأطباق، وتنويعها، حتى أذهب ذلك وقت ربات البيوت، وانشغلن به عن العبادة، وصار ما ينفق من الأموال ثمناً للأطعمة والأشربة أضعاف ما ينفق في الطاعة والقُربة، وأصبح الشهر شهرَ التخمة والسمنة وأمراض المعدة، يأكل بعض الناس أكل المنهومين، ويشربون شرب الظامئين، فإذا قاموا إلى صلاة التراويح قاموا كسالى، وبعضهم يخرج بعد أول ركعتين، وآخرون يختصمون مع الإمام إذا أطال الصلاة قليلاً حسب تقديرهم، فأرهق جهدهم، الذي أنهكته التخمة، وأوْهنَه الشّبَع، وأشغله الحرص على متابعة المسلسلات الفاسدة، والفوازير المخجلة، والعروض الهابطة.

وفضلاً عن ذلك؛ فإنَّ هذا يُعَدُّ إسرافاً وتبذيراً، نهى عنه الإسلام؛ فقال الله تعالى: {وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ

يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا } (الفرقان: 67)، وقال جل في علاه: {إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا} (الإسراء: 27)، والعاقل من يأكل ليعيش، لا من يعيش ليأكل، فالذين يتمتعون ويأكلون كما تأكل الأنعام، فالنار مثوىً لهم.

2. ما حكم النوم بكثرة في نهار رمضان؟

الجواب: فإن كثرة النوم في نهار رمضان لا تؤثر على صحة الصيام، ولكن من يفعل ذلك يفوت على نفسه كثيراً من الأجر، ففيه غفلة عن الصلاة، والذكر، وقراءة القرآن، ونحوها من أعمال البر والطاعات، والقُرب الكثيرة في رمضان، فشهر رمضان ليس شهراً للخمول والنوم والكسل، وإنما هو شهر القرآن، ومضاعفة الحسنات والأجور، والتنافس والتسابق في طاعة الله تعالى، فقد يسعد فيه المرء سعادة لا يشقى بعدها أبداً، علماً أنه محروم من أدرك رمضان، أو ليلة القدر، ولم يُغفر له، فلنجاهد أنفسنا، ولنري الله تعالى من أنفسنا خيراً، فلا ندري متى تأتينا المنية، ولا ندري أنكمل رمضان أم لا؟ أو ندرك رمضان آخر أم لا؟ وفقنا الله وإياكم لما يُحب ويرضى. 

التعليقات