(الحلقة 22) : رمضان في حياة منيب المصري ... "ما في وقت" سر نجاحه

(الحلقة 22) : رمضان في حياة منيب المصري ... "ما في وقت" سر نجاحه
رام الله - خاص دنيا الوطن-من تسنيم الزيّان
كثيراً ما ارتبط اسمه بالاقتصاد والاعمال لكن ذلك لم يمنع أن يحمل لقب "رجل الخير"، عرف عنه ضحكته وبساطته وحبه للشعب لشعبه الفلسطيني وقربه من  وانغماسه في القضايا الوطنية، هو الرجل المكافح الكادح الذي حف بالصخر حتى يحصد ثروته المالية هو الملياردير  منيب رشيد المصري أحد الرفاق المقربين جدا من الرئيس الراحل ياسر عرفات فقد تعرف عليه في الجزائر عام 1963، وبقيت علاقتهما المميزة حتى استشهاده عام 2004.

منيب رشيد منيب المصري (أبو ربيح) يتحدث عن قضائه ليومه الرمضاني بحب ظاهر فيقول: "أحب رمضان كثيرا  وأبدأ يومي كأي يوم عادي فأنا لا أتسحر فلا وقت لدي لأضيعه في الطعام، ثم أصلي الفجر وأخلد الى النوم قليلا وبعد ذلك يأتي موعد العمل فإنتاجي برمضان لا يقل عن إنتاجي بالأيام العادية، عند وصولي الى المكتب أتفقد ما بداخل بريدي وأرى جدول أعمالي وقبل موعد الإفطا أذهب إلى منزلي في مدينة نابلس سواء كنت في القدس أو في أي مكان آخر، موضحا أنه رغم انشغاله الدائم بالقضية الوطنية التي تأخذ من يومه قرابة (14) ساعة، فهو يرأس مجلس إدارة شركة فلسطين للتنمية والاستثمار (باديكو)، وهو رئيس مجلس إدارة صندوق ووقفية القدس. وأسس عام 1970، مؤسسة منيب رشيد المصري للتنمية وهي مؤسسة تعمل في قطاعات تعزز صمود الشعب الفلسطيني وتساهم في التنمية مثل الصحة والتعليم والثقافة ودعم الريف الفلسطيني، ويأخذ ذويي الاحتياجات الخاصة، والقدس والمناطق الفقيرة والمهمشة قساطا كبيرا من التركيز في المشاريع التي تعمل عليها المؤسسة. ويؤكد المصري بأنه يجيب على جميع الاتصالات الهاتفية التي ترده. 

 يقول المصري بأن شهر رمضان الفضيل لا يؤثر على انتاجيته في العمل لا بل يزيد من قوته وعطاءه. ويقول: "يأتي موعد الإفطار اشرب كأس ماء وأذهب للصلاة بعدها أتناول وجبة الإفطار مع عائلتي، وغالبا ما أقوم بزيارة بعض أقاربي والأصدقاء والأهل وأخلد للنوم الساعة الواحدة إذا لم يكن هناك أمرا ملحا لأنني في طبعي لا أحب أن أؤخر عمل اليوم إلى الغد.

وعن طعامه وطقوسه الرمضانية يضيف: "قبل أيام أجريت عملية جراحية لإزالة حصوة في كليتي، ولذلك اضطررت أن أفطر خلال فترة العملية واليومين التاليين لها. ولكن في رمضان عادة ما تكون الشوربة هي طعامي المفضل، أما الطبق الرئيس فالذي افضله في رمضان وغير رمضان هو المقلوبة أو المنسف. وعن الحلويات يقول المصري أنه يفضل الكنافة، والكولاج، والقطايف، ومشروبي المفضل هو الماء، وأحيانا أشرب الخروب

وعندد سؤالي له عن متابعته لكرة القدم تبسم وقال: "أحب جميع أنواع الرياضة، لأنني رياضي في طبعي منذ الطفولة، وكنت رئيس مجلس الشباب والرياضة، أما في كرة القدم فإنا أحبها واشجع الفدائي (المنتخب الفلسطيني). 

وعن المواقف المفرحة والمحزنة التي نواجهها جميعا في حياتنا يقول العم أبو ربيح: "وفاة أخي وكان عمره ثلاث وعشرون عاما توفي غريقا في البحر في المملكة العربية السعودية، كم آلمتني وفاته، حينها كان عمري ستة عشر عاما، وعند زواجي أسميت ابني البكر على أسمه (ربيح). أما الموقف المفرح في حياته فيقول "عودة أبو عمار إلى غزة عام 1994، حيث اعتبرت هذا اليوم فجرا جديدا في تاريخ الشعب الفلسطيني" يصمت المصري قليلا ويترحم على صديق عمره أبو عمار الذي بنى له المصري مسجدا على قمة جبل جرزيم في مدينة نابلس وأطلق عليه "مسجد الشهيد ياسر عرفات – أبو عمار".

ولد منيب المصري في نابلس عام 1934 لعائلة مرموقة اجتماعيًا واقتصاديًا، وهو الابن الاصغر في لعائلة المكونة مكونة من ثماني إخوة وأختين. يقول: "توفي والدي قبل أن أكمل السنتين، فاعتنت  بي أمي وأشقائي الكبار. 

يضيف المصري عائلتي الصغيرة تتكون من زوجتي (أنجلا) الأمريكية التي ارتبطت بها وأنا عمري تسعة عشر عاما وهي تصغرني بعام وحدث ذلك أثناء دراستي الجامعية بأمريكا وأنجبت منها أربعة أولاد وابنتان، ابني الأكبر ربيح وهو مهندس معماري ومن ثم بنتي مي وهي مخرجة سينيمائية حيث أخذت جائزة أفضل فيلم وثائقي يتحدث عن انتفاضة عام 1987، وأطفال الحجارة. بعدها يأتي ابني مازن وهو مهندس مدني ومن ثم ابنتي دينا التي ولدت بالجزائر ويرتبط ميلادها بتاريخ معرفتي بالقائد الرمز أبو عمار عام 1963، وبعد ذلك عمر وهو اقتصادي، وابني الأصغر ليث الذي يحمل درجة الدكتوراه في بالقانون وإدارة الأعمال، ولدي ثمانية عشر حفيد وحفيدة وجميعهم أحبهم بذات المكانة.

وعن كونه رجل أعمال وسياسي وكثير الإنشغال ومدى تأثير ذلك على حياته الاجتماعية يقول المصري : "نعم لقد ندمت على كثرة عملي فأولادي تررعروا بعيدا عن نظري ولم أعي لهم إلا وهم بالجامعة، عملي الكثير والمتواصل حرمني الجلوس والتقرب منهم بشكل يومي، لكن استدرك بالقول بأن فلسطين والقدس تستحق أكثر

وختم المصري حديثه بتمنيه أن يكون جيع الناس سعداء وأن تنحل قضايانا كشعب فلسطيني وأن تتحرر القدس وأراها العاصمة الأبدية لفلسطين وللفلسطينيين متابعا: " في قلبي ثمان شبكات أربعة على اليمين وأربعة على الشمال ومع ذلك أملي بالله كبير لكي يريني القدس محررة ومستقله".