سعيد السبع .. سيرة مناضل من لبنان الى عملية ميونيخ

سعيد السبع .. سيرة مناضل من لبنان الى عملية ميونيخ
رام الله - دنيا الوطن
سعيد نمر محمد السبع ضابط وسياسي فلسطيني ولد في فلسطين (27-نوفمبر-1926) درس في قلقيلية عُين كأول مدير لمكتب منظمة التحرير الفلسطينية فيالجزائر والسودان شارك بوفد فلسطين في مؤتمر القمة العربي الرابع الذي عقد بعد حرب 1967 و هو اصغر ابناء الحاج نمر السبع رئيس بلدية قلقيلية 
كان سعيد السبع من المؤسسين الاوائل لمنظمة التحرير الفلسطينية وعُين أول ممثل لمنظمة التحرير الفسطينية في الجزائر بعد انتصار الثورة الجزائرية حيث ساهم بحملة تعريب الجزائر من خلال ارسال الفان وخمسمائة مدرس فلسطينى بناء على طلب الحكومة الجزائرية  ومن ثم اول ممثل للمنظمة في السودان وبعد ما ترك سعيدالسبع السودان تم تعيين صبري البنا ((أبو نضال)) خلفاً لهُ كممثل لمنظمة التحرير الفلسطينية في السودان في بداية 1969م .

شارك سعيد السبع في مؤتمر القمة العربي في الخرطوم والذي عقد في 29 اغسطس بعد حرب 1967
 مع المرحوم احمد الشقيري وشفيق الحوت فيما عرفبمؤتمر اللاءات الثلاثة لا صلح لا تفاوض لا اعتراف و في عام 1969 عاد الي لبنان و عين مديرا عام لدائرة التنظيم الشعبي في منظمة التحرير
 اسهم في تلك الفترة بعدد من العمليات التي نسقها مع ابن خاله الشهيد أبو علي اياد والذي استشهد في الأردن باحداث ايلول من ضمنها عملية خطف الجندي الإسرائيلي شومئيل روزن فايزر اغلب تلك العمليات والتي انطلقت من الجنوب اللبناني كانو اعضائها ناشطين في دائرة التنظيم الشعبي مثل عملية الشهيد عمر موح الملقب زيغود من مخيم نهر البارد و الذي استشهد في شهر 8 من عام1970

حياته
في عام 1946 م ذهب الى الصحراء الغربية برفقة الدكتور داود الحسينى لشراء السلاح من مخلفات الحرب العالمية الثانية اسس الفتوة و النجادة في منطقة قلقيلية عين من قبل الشهيد عبد القادر الحسيني مسؤولا عن الجهاد المقدس في منطقة قلقيلية 
 شارك في حرب 1948 وفي عام 1949 التحق في الجيش العربي الأردني كان ضمن مجموعة الاولي لضباط الذين شكّلوا طليعة الجيش في حركته يوم 1/آذار/1956 ، والذين كانوا أعضاء في التنظيم السرّي واشتركوا في تنفيذ قرار تحرير الجيش من الجنرال غلوب باشا وإلغاء المعاهدة الأردنية البريطانية 
 و هم

القائد الركن  : علي أبو نوار ، قائد حركة الضباط .القائد الركن  : محمود الروسان ، ملحق عسكري في واشنطن .القائد  : محمود الموسى .الرئيس  : أحمد زعرور .الرئيس  : قاسم الناصر ، كان معفى من الخدمة ومن مؤسسي الحركة .الرئيس  : سلامة عتيّـق .الملازم الأول : مازن عجلوني .الملازم الأول : عصام الجندي .الملازم الثاني : الشريف زيد بن شاكر .الملازم الثاني : غازي عربيات .الملازم الثاني : عدنان صدقي القاسم .الملازم الثاني : ياسين الساطي .الملازم الثاني : سعيد السبع .الملازم الثاني : محمد عربيات وفي عام 1957و علي اثر احتجاجات شعبية شهدها الأردن بعد استقالة حكومة سليمان النابلسي اتهم بمشاركته بمحاولة الانقلاب على النظام الملكي في الأردن،فيما عرف بحركة علي أبو نوار  ورغم عدم صحة هذا الإتهام، إلا أنه تمت محاكمته، وصدرعليه حكم بالاعدام فلجاء الي سوريا لاجئا سياسيا ومن ثم لاجئا في مصر بعد الانفصال وفي عام 1965 عاد الي الأردن إثر إصدار الملك الحسين بن طلال لعفو عام شمله ورفاقه من أعضاء حركة الضباط الأحرار الأردنيين.
ويشار إلى انه عند تنفيذ عملية ميونخ التي تم فيها احتجاز رهائن إسرائيليين أثناء دورة الأولمبياد الصيفية المقامة في ميونخ في ألمانيا من 5 إلى 6 سبتمبر سنة 1972كان سعيد السبع يشغل حينها منصب رئيس المجلس الاعلي لرعاية الشباب الفلسطيني .

عملية اسر الجندى Shmuel Rosenwasser

وقعت هذه العملية بتاريخ 1-1-1970 فى منطقة المطلة على الحدود بين لبنان و فلسطين المحتلة عندما ارسل سعيد السبع خمسة عشر رجلا بتاريخ 12-12-1969 من قاعدة الشيخ زناد التى اسسها فى عكار بشمال لبنان و جزء منهم من مكتب دائرة التنظيم الشعبى الفلسطينى بحارة حريك الى قاعدة فى منطقة العرقوبكانت تحت امرة الشهيد حسين الهيبى, كان جميع افراد المجموعة المنفذة اعضاء ناشطين فى دائرة التنظيم الشعبى التى كان يراسها , و هذه العملية هى بناء على اتفاق مسبق بين سعيد السبع وابن خاله وليد احمد نمر النصر الملقب أبو علي إياد الذى وصل الى منطقة العرقوب يوم راس السنة واجتمع مع افراد المجموعة التى كان على راسها ابراهيم الشناوى الذى اخذ من أبو علي إياد الضوء الاخضر لتنفيذ عملية خطف جندى اسرائيلى , و من هناك تم اقتحام الحدود, كانت العملية بهدفين الاول زرع متفجرات على الطرق التى يسلكها جيش الاحتلال , اضافة الى خطف جندى اسرائيلى كان صمؤيل روزن فايزر فى فترة خدمته فى منطقة المطلةكحارس ليلى عندما وقع فى كمين المجموعة الفدائية , وهو من سكان منطقة كريات متزكين قرب حيفا تم نقله على عجل الى منطقة العرقوب حيث بقى أبو علي إيادبانتظارهم طوال اليل وما ان وصل ابراهيم الشناوى حاملا الجندى الاسرائيلى على كتفه حتى اندفع أبو علي إياد فرحا بهذا الانجاز الكبير الذى لم يتوقعه فبادر من دون وعى الى حضن الجندى الاسير قائلا له (انت جيت انا ناطرك من زمان) فوضعه بسرعة فى سيارته وانطلق به مسرعا نحو الاراضى السورية متخوفا من عملية اسرائيلية مباغتة لتخليص الاسير الذى وقع فى ايدى المقاومة و من دمشق كلف أبو علي إياد من كان معه التوجه بالجندى الاسرائيلى نحو مدينة حلب السورية ليتم ايهام الجندى انه اصبح فى العراق حيث كانت السيارة التى بها الجندى تدور به فى مناطق حلب مدة ثمانية واربعون ساعة جن جنون غولدا مائير و وزير دفاعهاموشى ديان الذى اصدر فى اليوم التالى للعملية امرا للواء جولاني و هى وحدة النخبة فى الجيش الاسرائيلى للدخول الى قرية كفركلا اللبنانية الجنوبية , حيث تم خطف تسعة جنود لبنانيين اضافة الى اثنا عشر مدنيا و مصادرة عدد من الاسلحة العائدة للجيش كما تم قصف الرادارالموجود فى المكان كان الهدف الاساسى من هذه الخطوة تحميل الحكومة اللبنانية المسوؤلية عن هذا العمل من اجل ان تضغط بدورها على الفدائيين الفلسطينيين لاعادة الجندى الاسير بعد عملية الخطف باربعة ايام اعلنت حركة فتح ان صمؤيل روزن فايزر بحوزتها , و هى جاهزة لعملية تفاوض مباشرة مطالبة بالافراج عن مئة اسير فلسطينى معتقلين فى سجون الاحتلال لكن الحكومة الإسرائيلية لم تكن لتوافق على بدء مفاوضات حول الاسرى حتى لا يعتبر هذا الامر بمثابة اعتراف بمنظمة التحرير الفلسطينية اضافة الى اعترافها بالاسرى الفلسطينيين كاسرى حرب تقول الرواية الإسرائيلية عن الحادث ان صمؤيل روزن فايزر تم نقله خارج لبنان الى سوريا و من هناك الى العراق و الاردن و الحقيقة ان هذه الرواية غير صحيحة حيث تم نقله من العرقوب الى دمشق و من هناك الى حلب وبقى الاسير الاسرائيلى فى سيارة أبو علي إياد مع مجموعة من مرافقيه فى منطقة حلب لمدة يومين بعدها تم نقله الى مدينة دمشق , وهناك اجرى مقابلة مع صحفى اجنبى اعتقد فيها الاسير الاسرائيلي انه فى الاردن بينما كان فى سجن الغوطة القريب من دمشق التابع لحركة فتح تحت اشرف محمد النصر شقيق أبو علي إياد والذى علمه اللغة العربية فى تلك الفترةاطلق تصريحات يتمنى فيها العودة الى هنغاريا مسقط راسه فى الاخير و بعد ضغط كبير من الاوساط الدولية اضافة الى الحكومة اللبنانية تم التوصل الى تسوية يتم فيها الافراج فيها عن اول اسير فلسطينى و هو محمود بكر حجازى الذى توكيل عنه المحامي الفرنسي الشهير، جاك فرجاس ، مقابل صمؤيل روزن فايزر فى منطقة الناقورة بتاريخ 28-2-1971

محاولة الأغتيال

في بدايةعام 1972 م تقدم سعيد السبع (أبو باسل) برسالتين إلى اللجنة الأولمبية الدولية يطلب فيها المشاركة بوفد فلسطيني في بطولة الالعاب الاولبية و ذلك عندما كان يراس المجلس الاعلي لرعاية الشباب الفلسطيني الا ان الحكومة الألمانية رفضت الطلب الفلسطيني وعلي اثر هذا الرفض اخذ الشهيد صلاح خلف قرارا بارسال مجموعة من منظمة أيلول الأسود إلى ميونخ لخطف اعضاء الفريق الإسرائيلي و مبادلته ب260 اسير فلسطيني داخل السجون الاسرائلية بعد عملية ميونخ وضعتغولدا مائير قائمة اغتيالات لعدد من قادة المقاومة الفلسطينية فوصله مايك هراري رئيس وحدة كيدون الإسرائيلية بعد عملية فردان مباشرة والتى وقعت بتاريخ 10/4/1973 واقام مع مجموعته حول منزله في طرابلس (لبنان) الا ان تحركات حجاي هداس المريبة و الذي كان تحت اسم (اورلخ لوسبرغ) حامل جواز سفر ألماني مزور والذي سكن في شقة خطيبته جميلة معتوق المواجهة لشقة سعيد السبع دفعت أبو باسل لتكليف عدد من الفدائيين لمراقبته فتبين انه يتردد علي محل رينوار للتصوير في شارع عزمي في طرابلس و عند مراجعة صاحب المحل تبين ان لديه مغلف صور يحتوي علي كل اقسام منزل سعيد السبع بالعدسة المكبرةو تعود ملكيته للسائح الاسكتلندي (جيمس بول)اسمه الحقيقي دافيد قمحي ادى هذا الكشف الي افشال عملية الاغتيال و هروب كل المجموعة المكونة من ثلاثة بريطانيين رجلان و امراة يعتقد انها سلفيا روفئيل والذين كانوا مقيمين فوق منزله والقس الاميركي (روبرت مالوي)اسمه الحقيقي مايك هراري والذي كان يسكن فوق الشقة التي يقيم فيها اورلخ لوسبرخ و جيمس بول الذي تبعد شقته خمسين متر عن شقة اورلخ لوسبرخ وشقة أبو باسل و التي منها تم اخذ اغلب الصور ادي هذا الحادث إلى هروب فريق الاغتيالات ومغادرتهم لبنان بتاريخ 20-6- 1973 ما عدا اورلخ لوسبرخ. و بتاريخ 10-7-1973 كلف اورلخ لوسبرخ ثلاثة لبنانيين بخطفه وحضر بيان يحمل اسم (ميونخ 72) يتبني عملية الخطف و الهدف منها اتهام سعيد السبع بخطف السائح الألماني ردا علي موقف الحكومة الألمانية السلبي من الخاطفيين الفلسطينين في ميونخكان الهدف من هذه العملية الايقاع بين الدولة اللبنانية و الفدائيين في شمال لبنان وتجديد المعارك التى اندلعت بين الدولة و الفدائيين في شهر ايار بعد عملية فردان و التي راح ضحيتها ثلاثة من قادة المقاومة كمال عدوان - كمال ناصر - محمد يوسف النجار الا ان الضابط اللبناني العميد عصام ابو زكى قائد شرطة مدينة طرابلس في ذلك الوقت كان له بالمرصاد بعد ان جمع عدد من المعلومات و توصل الي ان اورلخ لوسبرخ هو من قام بخطف نفسه فتوجه إلى حقل العزيمة في منطقة سير الضنية و القي القبض عليه سوقه للتحقيق مع عشرين شخص اخرين وتحويل ملفه الي المحكمة العسكرية و التى اعترف فيها انه كان يراقب منزل سعيد السبع اضافة إلى انه حام حول القصر الجمهوري في بعبدا كما انه التقط صور لقصر الرئيس سليمان فرنجية في اهدن شمال لبنان اضافة إلى تردده إلى المختارة و التقاط صور لقصر كمال جنبلاط الا ان تدخلات كثيرة من من السفارة الألمانية و الأمريكية و الشعبة الثانية اللبنانية ادت الي اقفال ملفه و مغادرته لبنان ليتبين لاحقا ان اورلخ لوسبرغ ما هو الا الضابط الاسرئيلي حجاى هداسوالذي شغل عدت مناصب في جهاز الموساد اخرها نائب رئيس جهاز الموساد الإسرائيلي حتي عام 2010

توفي سعيد السبع بتاريخ 30-6-1995 في الأردن اثر اصابته بمرض السرطان





التعليقات