دارالإفتاء الفلسطينية..ما حكم من يصوم، ويُغضِبُ والِدَيه، ويقطعُهما؟ما حكم صيام المتخاصمين في رمضان؟

دارالإفتاء الفلسطينية..ما حكم من يصوم، ويُغضِبُ والِدَيه، ويقطعُهما؟ما حكم صيام المتخاصمين في رمضان؟
رام الله - دنيا الوطن
1. ما حكم من يصوم، ويُغضِبُ والِدَيه، ويقطعُهما؟

الجواب: إنَّ الصائم الذي يعق والديه أو أحدهما يأثم إثماً كبيراً؛ فعن سَالِمِ بن عبد اللَّهِ، عن أبيه، قال: قال رسول اللَّهِ، صلى الله عليه وسلم: «ثَلَاثَةٌ لَا يَنْظُرُ الله عز وجل إِلَيْهِمْ يوم الْقِيَامَةِ؛ الْعَاقُّ لِوَالِدَيْهِ، وَالْمَرْأَةُ الْمُتَرَجِّلَةُ، وَالدَّيُّوثُ، وَثَلَاثَةٌ لَا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ؛ الْعَاقُّ لِوَالِدَيْهِ، وَالْمُدْمِنُ على الْخَمْرِ، وَالْمَنَّانُ بِمَا أَعْطَى » (سنن النسائي، كتاب الزكاة، باب المنان بما أعطى، وقال الألباني: حسن صحيح)، أما بالنسبة لصيام العاق، فالواجب يسقط عنه، لكن إثم العقوق يبقى يلاحقه، فعلى كل مسلم أن يتقيَ الله، عز وجل، في والِدَيه، وأن يبادر إلى إرضائهما، والصلح معهما، خاصة وقد أظلنا شهر رمضان المبارك، مع أهمية التذكير بمباغتة الأجل، فَلْيًحرِصْ كلٌّ منا على بِرِّ أبويه، قبل أن يأتيه ملك الموت، وَلاتَ حينَ مَنَاصٍ أو مندم.

2. ما حكم صيام المتخاصمين في رمضان؟

الجواب: صيامهما صحيح؛ ولكن مع الإثم على الخصومة، والقطيعة؛ فعَنْ أَبِي أَيُّوبَ الأَنْصَارِيِّ، رضي الله عنه، قال: إنَّ رسول اللهِ، صلى الله عليه وسلم، قال: «لاََ يَحِلُّ لِرَجُلٍ أَنْ يَهْجُرَ أَخَاهُ فَوْقَ ثَلاَثِ لَيَالٍ، يَلْتَقِيَانِ فَيُعْرِضُ هَذَا، وَيُعْرِضُ هَذَا، وَخَيْرُهُمَا الَّذِي يَبْدَأُ بِالسَّلاَمِ» (صحيح البخاري، كتاب الأدب، باب الهجرة)، وهذا يدل على حرمة استمرار الخصومة بين المسلمين أكثر من ثلاثة أيام، ورغم أن الصيام عبادة مستقلة، وكذلك الصلاة، لكن ثوابهما ينقص بالخصومة والمعصية؛ ومن مقاصد العبادات أنها تنهى عن الفحشاء والمنكر.

التعليقات