دار الافتاء الفلسطينية: ما حكم من استيقظ ليلا فأكل وشرب بعد الفجر.. ما حكم من أكل وشرب ناسيا؟!

دار الافتاء الفلسطينية: ما حكم من استيقظ ليلا فأكل وشرب بعد الفجر.. ما حكم من أكل وشرب ناسيا؟!
رام الله - دنيا الوطن
1. إذا استيقظ المسلم في الليل، فأكل أو شرب، ثم تبين له أنه أكل وشرب بعد الفجر، فما حكم صيامه، وماذا يفعل؟

الجواب: إن تبين أنه أكل بعد دخول وقت الفجر الصادق، كأن سمع الإقامة للصلاة، أو تأكد من خلال الساعة ونحوها، فإنه قد أفسد صيامه، ويجب عليه أن يمسك بقية اليوم، وأن يقضي يوماً آخر مكانه بعد رمضان، وعليه أن يحتاط جيداً فيما يتعلق بمواعيد الإمساك والإفطار، كي لا يقع في مثل هذا الخطأ مرة ثانية، الذي يرفع إثمه عنه، أما إن بقي شاكاً في طلوع الفجر، ولم يتبين له، وتعذر عليه الوقوف على حقيقة الأمر، فصيامه صحيح؛ لأن الأصل بقاء الليل،  والله تعالى أعلم. فمن أكل أو شرب وهو يظن أن الفجر لم يطلع (لم يؤذن له) وقد كان طَلَع (أي أذن للفجر)، أو أفطر وهو يظن أن الشمس قد غابت، ولم تَغِبْ (أي لم يؤذن للمغرب حقيقة)، أو سمع أذان المغرب من التلفاز، لدولة تسبقنا في غروب الشمس، فظن أن هذا الأذان لبلادنا فأفطر، ثم تبين له عكس ذلك؛ فعليه إمساك بقية اليوم، وقضاء يوم مكانه كما ذكرنا.

2. مـا حكم مَنْ أَكَلَ أو شَرِبَ ناسـياً وهَوَ صَـائِمٌ؟ وهل هناك فرق بين صيام رمضان وغيره بالخصوص؟

الجواب: فمَنْ أكلَ أو شَرِبَ ناسياً وهو صائم، فإنَّ صيامَه صحيحٌ، ولا إثـْمَ عليه؛ إذ لا قـَصْدَ له في ذلك، ولا إرادة، بل هو رزقٌ ساقـَهُ الله إليه؛ فعن أبي هريرة، رضي الله عنه، أن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، قال: «مَنْ نَسِيَ وَهُوَ صَائِمٌ فَأَكَلَ أَوْ شَرِبَ فَلْيُتِمَّ صَوْمَهُ، فَإِنَّمَا أَطْعَمَهُ اللَّهُ وَسَقَاهُ» [صحيح مسلم، كتاب الصيام، باب أكل الناسي وشربه وجماعه لا يفطر]، ولكن متى ذَكَرَ أنـَّه صائمٌ، وَجَبَ عليه أنْ يلفظَ كُلَّ ما في فـَمِهِ، ولا يَبْتـَلِعَه، مع الـمضمضة ومَجِّ الماء، وعليه أن يُتِمَّ صومَه، ولا قضاء عليه، ولا فرق في هذا الحكم بين أن يكون الصيام فرضاً، أو قضاءً، أو نذراً، أو كفارة، أو نفلاً، والله تعالى أعلم.

التعليقات