الحكومة القادمة تحتاج مباركة مصرية .. وتسريبات المجلس الثوري

الحكومة القادمة تحتاج مباركة مصرية .. وتسريبات المجلس الثوري
كتب غازي مرتجى

**
أثبتت الأيام السابقة انّ الخلافات داخل "البلاط" ظهرت وبانت وأصبحت أكثر وضوحاً ولو كانت حتى اللحظة دون إعلان رسمي .

تضارب الاعلان حول استقالة الحكومة من عدمه بدا فيه نوع من "تحدي" الأطراف بعضها البعض .. وفي النهاية صدق بسيسو حيث قال "لم تستقل الحكومة" ..

يوم الاثنين ستعقد اعلى هيئة قيادية للشعب الفلسطينية اجتماعاً بحضور رئيس الوزراء لاتخاذ قرار بشأن الحكومة ومستقبلها , والحديث يدور عن تقديم الحكومة لاستقالتها مقابل الاتفاق على رؤية جديدة لحكومة قادمة ستكون مختلطة بين التكنوقراط والأحزاب .

لقد اثبت بما لا يدع مجالا للشك ان حكومة تكنوقراط دون "خلفيات" سياسية ستفشل عاجلاً أم آجلاً نظراً لتحكّم التنظيمات السياسية بتفاصيل الحياة اليومية .. وأن تكون الحكومة خارجة عن "الثقل" السياسي فهذا يعني فشلها وتزايد حملات المعارضة ضدها .

"الزوبعة" .. لماذا ؟

ما حدث كان مُسبّباً بعد خلافات حادة بين بعض الوزراء ورئيس الحكومة وطلب دولة الرئيس المستمر بإجراء تعديل وزاري نظراً لعدم أهلية بعض الوزراء الحاليين وعدم تمكّن الحكومة من اداء مهامها بالشكل المطلوب ..

كان من المفترض ان يتم التعديل الوزاري دون "الشوشرة" التي تمّت وشاهدها العيان صغيراً وكبيراً .. لكن ما حدث كان بسبب خطوات حماس الأحادية بما يخص التهدئة مع اسرائيل المتوقع ابرامها في أي وقت .

تهديد حماس بالتفاوض مع اسرائيل ولو بشكل غير مباشر كان يُقابل دوماً بتقديم الرئيس والسلطة لتنازلات في اتجاه معين وتشكيل حكومة التوافق جاء بعد حديث موسى ابو مرزوق بعدم "حُرمة" التفاوض مع الاحتلال .. وزيارات وفود المنظمة المتقطعة لقطاع غزة كانت تتم بعد تصريحات في اتجاه التفاوض الأحادي مع اسرائيل ..

الرئيس هذه المرة لم يشأ تقديم تنازلات لحركة حماس , وبدأ بالضغط عليها في محاولة لـ"قلب الطاولة" وتزامن ذلك مع انفراجة مصرية مع قطاع غزة لم تكن بسبب اتفاق مع حماس وانما ترغيباً للحركة ومحاولة لوأد التحركات القطرية التركية الواضحة .

ان تشكيل حكومة وحدة وطنية دون مشاركة حماس يعني انّ القيادة الفلسطينية تريد وضع حماس في الزاوية من جديد , اما موافقة حماس على حكومة وحدة وطنية بمشاركة شخصيات منها يعني ولوج مرحلة جديدة قد تُفضي هذه المرة الى اتفاق وانجاز ضمن مهام يتم تحديدها للحكومة فور تشكيلها .

اصبح من الضرورة تشكيل حكومة وحدة وطنية ومن الواجب مشاركة حماس فيها ومن الضروري مشاركة الجهاد الاسلامي وحتى التنظيمات الصغيرة ايضاً من الواجب مشاركتها أو على الاقل استشارتها .

ان تشكيل حكومة وحدة وطنية تضم الكل الوطني برئاسة شخصية مقبولة لدى كل الاطراف كـ"الدكتور رامي الحمدلله" تعطي دفعة جيدة لمشوار انهاء الانقسام .

من الضرورة بمكان ان يكون الاتفاق على تشكيل الحكومة في القاهرة وبمباركة مصرية , فقد جرّبنا تشكيل حكومة دون سند "اقليمي" وفشلت أو بالأحرى أُفشلت ..

من الواجب إجبار مصر للعودة لملف انهاء الانقسام فكافة خيوط "المصالحة" بيد مصر ولا يُمكن البدء فعلياً بانهاء الانقسام دون موافقة مصرية واستعداد مصري لذلك .

مصر بثقلها قادرة على جمع العالمين العربي والاسلامي وكذا الدولي لدعم اي حكومة قادمة , وبجلستين تستطيع الجمهورية حل مُجمل القضايا العالقة في طريق انهاء الانقسام .. وليقبل الطرفين ذلك .

**
تسريب ما تحدث به الرئيس أبو مازن في اجتماع "داخلي" للمجلس الثوري لحركة فتح عبر وسيلة اعلام يمتلكها  احد اعضاء المجلس المعروفين لم تكن المرة الأولى , فقد سبقها تسريب لأحاديث "متقطعة" كادت تسبب قطيعة في العلاقات المصرية الفلسطينية من جهة والاماراتية الفلسطينية من جهة أخرى .. لولا تم عرض الاجتماع مصوراً كاملاً .. 
على هيئة المجلس الثوري القيادية معاقبة كل من يقوم بتلك "التسريبات" الموجهة واتخاذ اجراءات تمنع تسريب هذه الاخبار في الاجتماعات المغلقة  .. عدا ذلك اعرضوا الاجتماعات الداخلية على الهواء مباشرةً بدلاً من التأويل والنقل غير الحميد .