من نضال شهيد الأمن الفلسطيني عاطف بسيسو

تابعنا أيضا عبر فيسبوك facebook.com/alwatanvoice

تعتبر التجربة النضالية للشهيد عاطف بسيسو من أغنى التجارب النضالية في الأمن الفلسطيني وكان يعتبر من ابرع قادة الأمن الفلسطيني في المناورات الأمنية وبدا حياته النضالية مبكرا وكان ينتمي لعائلة غزية من الأثرياء وكثيرا ما كانت أسرته ترسل له بعض الأموال لينفق على نفسه رغم انه وصل لمنصب نائب ابو اياد وحتى استشهاده كان شقيقه عاهد بسيسو يرسل له بعض الأموال من غزة .

وحدثني الشهيد عاطف بسيسو عن قصة غريبة ان إشاعة تداولتها اوساط حركة فتح بأنه اشترى يختا بتونس وبحثت اللجنة المركزية للحركة هذه القصة وقام ابو عمار بتكليف أبو مازن للوقوف عند حقيقة اليخت .

هذه القصة استفزت عاطف لأنه كان نزيها لاعلاقة له بأي قصة فساد مالي على الإطلاق فاصطحب ابو مازن بالسيارة الى الشاطئ كي يرى اليخت وأثناء الطريق كان يحدث ابو مازن عن مزايا اليخت الذي لايستطيع شرائه الا كبار رجال الأعمال في العالم .

وعند الشاطىء توقف واشار الى قارب مطاطي صغير بمحرك لايتجاوز ثمنه ثلاثة الاف دولار وقال :" هذا هو اليخت الذي يتحدثون عنه ".

شارك بالتخطيط لعملية ميونيخ وفي محاولة إسقاط طائرة العال الإسرائيلية بروما واعتقل هناك إضافة لعمليات كثيرة أخرى والأكثر عمليات مكافحة لنشاط الموساد في لبنان والدول العربية وفي اوروبا .

في عام 1972 أرسل ابو اياد رسالة إلى لجنة الاعاب الاولمبية يطلب فيها مشاركة منظمة التحرير الفلسطينية بفريق رياضي يمثل فلسطين .

ويقول أبو اياد عن تلك الرسالة :"لم نتلق من لجنة الألعاب الاولمبية سوى الصمت المهين فقررنا المشاركة على طريقتنا الخاصة ".

وكان عاطف بسيسو من أهم المخططين لعملية ميونيخ لرد الاهانة للجنة الألعاب الاولمبية وسالت دماء كثيرة في ميونيخ من اجل رد اهانة تمثلت في تجاهل رسالة منظمة التحرير الفلسطينية .وكانت عملية مدوية هزت العالم ولفتت الأنظار للقضية الفلسطينية .

ولاحقت إسرائيل كل المخططين والمنفذين لعملية ميونيخ حتى كانت اخر عملية اغتيال للشهيد عاطف بسيسو في عام 1992 في باريس . وفي الثمانيانات لاحقت الموساد احد المنفذين الناجين في دولة خليجية وقتلته بالسم .إضافة لمحاولة اغتيال محمد داود عودة " ابو داود" في البرتغال في الثمانيات وتلك قصة عجيبة .

استشهد عاطف واكتشفت زوجته ديما السبع بعد إجراء حصر الإرث انه في حسابه البنكي بتونس مبلغا وقدره " خمسة ألاف دولار " ..كان شقيقه عاهد بسيسو قد أرسلها له قبل استشهاده بأسبوع .

إنا اعلم ان أبناء الشهيد ابو اياد رفضوا تكريمه ومنحه وسام الاستحقاق لأنهم ينتظرون اولا الكشف عن كافة خيوط اغتيال ابو اياد اما الشهيد عاطف بسيسو فلا اعلم شخصيا لماذا لم يتم تكريمه حتى الآن رغم أن معظم قادة الأمن الفلسطيني الأحياء والشهداء تم تكريمهم .