خلافة أبو مازن هي المشكلة

خلافة أبو مازن هي المشكلة
بقلم : عبدالله عيسى
رئيس التحرير

في عهد الرئيس الراحل ابو عمار كانت الصحافة الإسرائيلية تردد عبارة :" من يتحدث عن اليوم التالي بعد عرفات لم يولد بعد " وهي عبارة تدل على سطحية الصحافة الإسرائيلية في تناول الشأن الداخلي الفلسطيني في بعض الأحيان .

فخلافة الرئيس الراحل أبو عمار كان متفق عليها بين أعضاء اللجنة المركزية لحركة فتح وقد عرفت ذلك قبل استشهاد أبو عمار بسنوات حيث كانت الشخصية المتفق عليها بين أعضاء مركزية فتح وأبو عمار نفسه هو أبو مازن وذلك وفق الاقدمية ومكانته التاريخية والدولية وكانت الشخصية الوحيدة التي يمكن أن يتم تقديمها على " أبو مازن " هو فاروق القدومي " ابو اللطف " حسب الاقدمية ولكن القدومي لم يكن يرغب برئاسة السلطة مطلقا .

وفي حينها وكما ذكرت وقبل سنوات من استشهاد ابو عمار سالت اللواء نصر يوسف عضو اللجنة المركزية لحركة فتح عن هذه المسالة فقال:" المرشح الوحيد لرئاسة السلطة هو أبو مازن وكل ما في الأمر تجتمع مركزية فتح وتطرح الموضوع للنقاش ولو قال ابو اللطف انني ارشح نفسي اؤكد لك ان ابومازن لن يرشح نفسه لانه هنالك احترام للاقدمية والمكانة التاريخية لأي شخصية ولن يكون هنالك أي اعتراض من احد ".

بعد سنوات استشهد ابو عمار وجرى اجتماع مركزية فتح وتم ترشيح أبو مازن ولم يعترض احد.

في ذلك الوقت كان في مركزية فتح احترام للاقدمية والمكانة التاريخية لأي عضو مثل الجيش تماما ولكن المشكلة الآن :" هل المركزية الحالية تحترم الاقدمية والمكانة التاريخية ؟!!!".

لا ازعم انه لا يوجد مشكلة الان فهنالك تيار شعبي يرى ان خليفة أبو مازن يجب أن يكون شخصية مستقلة وعادة ما يطرح البعض سلام فياض أو من يضاهيه في مكانته وهذا التيار الشعبي يرى انه لم يعد يطيق الفصائل بسبب الوضع الداخلي والانقسام .

والتيار الثاني يرى ان خليفة أبو مازن يجب ان يكون فتحاويا وبالضرورة عضوا بمركزية فتح .

ولكن المشكلة أيضا أن مركزية فتح لا تتفق الآن على شخصية واحدة فلدينا 22 عضوا بمركزية فتح كل منهم يرشح نفسه لخلافة ابو مازن ..في اجتماع لمركزية فتح قبل مدة من الزمن طرح الرئيس ابو مازن أن يرشح نفسه من يرغب لتولي منصب نائب الرئيس فرفع ستة أعضاء أيديهم مرشحين أنفسهم .. نتيجة التصويت كانت التالي :" حصل كل مرشح على صوته فقط لاغير !!".

الرئيس أبو مازن لم يتدخل في ذلك الاجتماع سلبا او ايجابا ومن هنا أرى أن المسؤولية التاريخية يتحملها الرئيس ابو مازن شخصيا وفق التالي:

اولا : هو الأقدر على تحقيق حلم الدولة الفلسطينية استكمالا لنهج ابو عمار وبدون ذلك سيصبح حلم الدولة في مهب الريح ومن هنا من غير المقبول شعبيا استقالته قبل تحقيق هذا الحلم الوطني التاريخي .

ثانيا : رغم ما تشهده مركزية فتح من بعض الانفلات التنظيمي فان المسؤولية التاريخية تقع على الرئيس ابو مازن شخصيا في توحيد صفوف حركة فتح وضبط مركزية فتح لاحترام الاقدمية والمكانة التاريخية لان هذا النهج كما كان سابقا صمام أمان هو الآن كذلك وابو مازن هو الأقدر على إعادة مركزية فتح الى روح وقوانين الزمن الجميل .

بقي كلمة أن دنيا الوطن وبجهد كبير من الزملاء فتحوا ملف خلافة ابو مازن بدون حرج مما يؤكد اننا نستطيع الحديث عن اليوم التالي لابومازن فهو موضوع يظهر على السطح بين فترة وأخرى وان كنت أؤيد تماما ان يقوم الرئيس ابو مازن بتعيين نائب له يكون عون له ومن يراه الرئيس الأصلح لهذه المهمة ولا ارى في ذلك أي ضرر بل يحمل فوائد كبيرة في ظل الوضع الفلسطيني الداخلي المتشابك بجملة من القضايا الشائكة .

التعليقات