ناشونال ريفيو: ستندم الإنسانية لصمتها أمام إرهاب داعش
رام الله - دنيا الوطن
يمثل الهيجان الذي يمارسه داعش في الشرق الأوسط أكبر برهان على وجوب العمل على وقف التنظيم الإرهابي، وفي حين تنشغل واشنطن بمناقشات وجدال حول إذا كانت المصالح الأمريكية تستدعي مشاركة عسكرية مباشرة، هناك كلفة أخرى لغزوات داعش ممثلة بتدمير بعض من أهم الثروات الثقافية الإنسانية، وعند هذه النقطة، تتساءل صحيفة ناشونال ريفيو، الأمريكية، عما إذا كان من حق العالم أن يتساءل إن كان ذلك الخطر الداهم يتطلب رداً عسكرياً فاعلاً.
سيطر داعش على مدينة تدمر في سوريا، التي تضم بعضاً من أعظم الآثار الرومانية الباقية حتى اليوم، مما منحها مكانة ضمن قائمة اليونيسكو للتراث الإنساني، وتضم تدمر التي تأسست قبل ثلاثة آلاف عام، مركزاً حضارياً رومانياً عمره ٢٠٠٠ عاماً، مكوناً من أعجوبة من الأعمدة والأقواس والساحات الواسعة، ولكن، يعمل داعش اليوم على محو ليس البشر وحسب، بل الحجر وما تبقى من تراث معماري أبدعته يد شعوب راقية متحضرة عاشت في المنطقة.
وتشير الصحيفة إلى تدمير طالبان لتماثيل بوذا في باميان، وهي تماثيل حجرية هائلة فجرها التنظيم الإرهابي بواسطة الديناميت في مارس (آذار) ٢٠٠١، وكانت تلك أول إشارة على أن الموجه الجديدة من المتشددين، يعمدون لمحو الماضي بكل ما يحمله من آثار وتحف فنية جميلة.
مواصلة المهمة
وسار داعش على هدي طالبان، فدمر بعضاً من أول الأوابد التي لا تقدر بثمن، ومنها مدينة نمرود الآشورية المشهورة بتمثال لثور مجنح، والتي يعود تاريخها لما قبل 3300 عاماً، وكذلك تدمير مدينة الحضر القديمة في محافظة نينوى في العراق، والتي بنيت قبل ٢٢٠٠ عام، كما دمروا بواسطة الفؤوس تحف ضمها متحف مدينة الموصل، وفجروا ديراً مسيحياً بني قبل ١٢٠٠ عام في نفس المدينة، وإن واصل داعش أعماله البربرية، فقد نرى عما قريب صوراً لتدمير آثار تدمر العظيمة، كما ترى الصحفة.
وتشير ناشونال ريفيو إلى أن تلك الأعمال تأتي، بالطبع، من مواقف إيديولوجية، وليس بدافع عسكري، وحيث لا يستطيع داعش، بواسطة حربه العشوائية الخيالية، العودة بعقارب الساعة إلى ما قبل التاريخ، فإنه قادر على محو التراث الإنساني إلى الأبد، ولكن داعش الذي يدعي كراهية واحتقار التماثيل والتحف الأثرية، أثبت إرهابيوه كذب ذلك، عندما شوهدوا وهم يبيعون ذات التحف الثمينة، مما يثبت أن الوحشية والجشع صنوان لا يفترقان.
دمار طبيعي
لكن، كما تلفت الصحيفة، لا يتم تدمير ماضي الإنسانية على يد عقول متحجرة وحسب، بل تشارك الطبيعة بفعلها، فدمر زلزال أصاب نيبال، في بداية الشهر الجاري، أكثر من نصف المعالم البوذية التاريخية هناك، ومنها ثلاثة مواقع مصنفة ضمن قائمة التراث العالمي، وعلى خلاف الآثار الموجودة في سوريا والصحراء العراقية، كانت المواقع البوذية في نيبال حافلة بالمتعبدين والنساك والسياح، ومثل عدد من الأبنية التي تدمرها زلازل أو حرائق، سوف يعاد بناء تلك المواقع، ولكن لن تكون بالطبع من نفس نوعية أو قيمة تلك الأبنية الأثرية التي صمدت على مدار آلاف السنين، وعندها لن يكون لها قيمة في وصل الإنسان بماضيه العريق، وبالأعمال النفيسة التي أبدعتها يد الأجداد، وتركتها لنا كتراث حي نستقي منه عظمة الحضارة الإنسانية وشموخ البشرية في وجه البرابرة والغزاة.
واجب حتمي
وتختم ناشونال ريفيو رأيها بالتأكيد على "عجزنا في حماية آثارنا الثمينة في وجه الطبيعة بما تحمله لنا زلازل وبراكين وأعاصير، ولكن قد يدفعنا التدمير الذي يمارسه داعش لإعادة التفكير بكلفة تجاهل أعماله، وقد يأتي يوم نندم فيه أشد الندم لأننا لم نقم بواجبنا الحتمي في حماية تراثنا الإنساني".
يمثل الهيجان الذي يمارسه داعش في الشرق الأوسط أكبر برهان على وجوب العمل على وقف التنظيم الإرهابي، وفي حين تنشغل واشنطن بمناقشات وجدال حول إذا كانت المصالح الأمريكية تستدعي مشاركة عسكرية مباشرة، هناك كلفة أخرى لغزوات داعش ممثلة بتدمير بعض من أهم الثروات الثقافية الإنسانية، وعند هذه النقطة، تتساءل صحيفة ناشونال ريفيو، الأمريكية، عما إذا كان من حق العالم أن يتساءل إن كان ذلك الخطر الداهم يتطلب رداً عسكرياً فاعلاً.
سيطر داعش على مدينة تدمر في سوريا، التي تضم بعضاً من أعظم الآثار الرومانية الباقية حتى اليوم، مما منحها مكانة ضمن قائمة اليونيسكو للتراث الإنساني، وتضم تدمر التي تأسست قبل ثلاثة آلاف عام، مركزاً حضارياً رومانياً عمره ٢٠٠٠ عاماً، مكوناً من أعجوبة من الأعمدة والأقواس والساحات الواسعة، ولكن، يعمل داعش اليوم على محو ليس البشر وحسب، بل الحجر وما تبقى من تراث معماري أبدعته يد شعوب راقية متحضرة عاشت في المنطقة.
وتشير الصحيفة إلى تدمير طالبان لتماثيل بوذا في باميان، وهي تماثيل حجرية هائلة فجرها التنظيم الإرهابي بواسطة الديناميت في مارس (آذار) ٢٠٠١، وكانت تلك أول إشارة على أن الموجه الجديدة من المتشددين، يعمدون لمحو الماضي بكل ما يحمله من آثار وتحف فنية جميلة.
مواصلة المهمة
وسار داعش على هدي طالبان، فدمر بعضاً من أول الأوابد التي لا تقدر بثمن، ومنها مدينة نمرود الآشورية المشهورة بتمثال لثور مجنح، والتي يعود تاريخها لما قبل 3300 عاماً، وكذلك تدمير مدينة الحضر القديمة في محافظة نينوى في العراق، والتي بنيت قبل ٢٢٠٠ عام، كما دمروا بواسطة الفؤوس تحف ضمها متحف مدينة الموصل، وفجروا ديراً مسيحياً بني قبل ١٢٠٠ عام في نفس المدينة، وإن واصل داعش أعماله البربرية، فقد نرى عما قريب صوراً لتدمير آثار تدمر العظيمة، كما ترى الصحفة.
وتشير ناشونال ريفيو إلى أن تلك الأعمال تأتي، بالطبع، من مواقف إيديولوجية، وليس بدافع عسكري، وحيث لا يستطيع داعش، بواسطة حربه العشوائية الخيالية، العودة بعقارب الساعة إلى ما قبل التاريخ، فإنه قادر على محو التراث الإنساني إلى الأبد، ولكن داعش الذي يدعي كراهية واحتقار التماثيل والتحف الأثرية، أثبت إرهابيوه كذب ذلك، عندما شوهدوا وهم يبيعون ذات التحف الثمينة، مما يثبت أن الوحشية والجشع صنوان لا يفترقان.
دمار طبيعي
لكن، كما تلفت الصحيفة، لا يتم تدمير ماضي الإنسانية على يد عقول متحجرة وحسب، بل تشارك الطبيعة بفعلها، فدمر زلزال أصاب نيبال، في بداية الشهر الجاري، أكثر من نصف المعالم البوذية التاريخية هناك، ومنها ثلاثة مواقع مصنفة ضمن قائمة التراث العالمي، وعلى خلاف الآثار الموجودة في سوريا والصحراء العراقية، كانت المواقع البوذية في نيبال حافلة بالمتعبدين والنساك والسياح، ومثل عدد من الأبنية التي تدمرها زلازل أو حرائق، سوف يعاد بناء تلك المواقع، ولكن لن تكون بالطبع من نفس نوعية أو قيمة تلك الأبنية الأثرية التي صمدت على مدار آلاف السنين، وعندها لن يكون لها قيمة في وصل الإنسان بماضيه العريق، وبالأعمال النفيسة التي أبدعتها يد الأجداد، وتركتها لنا كتراث حي نستقي منه عظمة الحضارة الإنسانية وشموخ البشرية في وجه البرابرة والغزاة.
واجب حتمي
وتختم ناشونال ريفيو رأيها بالتأكيد على "عجزنا في حماية آثارنا الثمينة في وجه الطبيعة بما تحمله لنا زلازل وبراكين وأعاصير، ولكن قد يدفعنا التدمير الذي يمارسه داعش لإعادة التفكير بكلفة تجاهل أعماله، وقد يأتي يوم نندم فيه أشد الندم لأننا لم نقم بواجبنا الحتمي في حماية تراثنا الإنساني".
التعليقات