الجهاد الإسلامي .. والحوثي

الجهاد الإسلامي .. والحوثي
كتب غازي مرتجى

طالعتنا وكالات الانباء والمصادر المجهولة عن أزمة مالية خانقة تتعرض لها حركة الجهاد الإسلامي , وقالت بعض تلك المصادر ان خلافات بين إيران وقيادة الجهاد أسفرت عن وقف الدعم المادي على الحركة .

مما لا شكّ فيه ان حركة الجهاد الإسلامي تُعتبر من ارقى الحركات الإسلامية في المنطقة وهي التي مزجت الوطنية بالإسلامية وتطغو الوطنية أحيانا في حال كان الوطن يحتاج ذلك ولا يضيرها شيئاً من كونها إسلامية ..

 القاريء لمؤلفات فتحي الشقاقي مؤسس حركة الجهاد الإسلامي يعلم يقيناً أنها حركة وطنية تتخذ من الإسلام فكراً وأيدلوجيا لكنها تهدف لمصلحة الوطن .. فحسب .

أخطاء كثيرة لدى قيادة حركة الجهاد الإسلامي ويرجع غالبها الى اهتمام الحركة بالجانب العسكري على الجوانب الأخرى واهمها السياسي والاجتماعي , إلا ان ظروف الانقسام أفرزت لـ"الجهاد" مكانة واسعة في قلوب أهل غزة لما بذلته من جهود مضنية خلال سنوات الانقسام المستمر لرفع الظلم عن البعض ومساعدة آخرين .. ما جعلها بعيون الشارع تنظيم إطفاء الحرائق .

الحكومة الفلسطينية أصدرت بياناً قبل شهر من الآن شكرت فيه حركة الجهاد الإسلامي وقيادتها على جهودهم التي بذلوها للتخفيف من "وطأة" احتجاز وزراء الحكومة في الفندق ابان زيارة الوزراء الأخيرة , هذا الشكر الحُكومي له دلالات عظيمة حيث لم يسبق ان شكرت حكومة تنظيماً ولولا انّ رئيس الوزراء الفلسطيني شعر بحجم "الجهود" التي بذلتها الجهاد الاسلامي لما أصدر بيان الشكر المذكور .

ومن الأخطاء التي من الواجب على قيادة الجهاد الاسلامي النظر إليها هو الاعتماد على مصادر تمويل ثابتة بدلاً من مصدر وحيد الآن , فحركة الجهاد الإسلامي بامكانها الاستثمار في قطاع غزة وغيرها لتدخل أموالها في عملية التدوير المطلوبة وتكون بذلك اعتمدت مصدراً ثابتاً ويلزمها في الأزمات .

وعملية الابتزاز الذي تتعرض له الجهاد من بعض التنظيمات الداخلية وعدد من دول الاقليم من حيث موقفها من أحداث اقليمية ليس في محله , ففي سوريا لم تقف الجهاد على الاقل موقف المعارضة من النظام السوري واعتمدت على أنها لا تنسى "فضل" من وقف معها في مِحنها , أما ان يُطلب منها مناصرة "الحوثيين" ان صدقت التسريبات فهذا لا يُمكن قبوله وكان من الواجب على "الجهاد" التزام الصمت رفضاً لأي تدخل في قضايا الإقليم .

تطوير القيادة السياسية والعمل على استقطاب "جيل شبابي" يُمكن الحركة من مقارعة التنظيمات السياسية في الساحة الفلسطينية , فحركة بوزن "الجهاد" يُمكن أن تصبح "لاعباً سياسياً" مميزاً في الوطن والاقليم , وزيارة قيادة الحركة لجمهورية مصر مؤخراً اثبتت ان الحركة تلقى قبولاً لدى الحاكم العربي ويُمكّنها ذلك من لعب الدور المطلوب .

 أصبح من الواجب على حركة الجهاد الاسلامي الارتقاء الى حيث وصلت لدى المواطنين كملجأ أيتامٍ لمن لا "أب" له .. ومن الضروري ان تبدأ الحركة بعملية "غربلة" لبعض قياداتها الحالية و "إنتاج" شخصيات سياسية جديدة .