عاجل

  • غارة إسرائيلية جديدة تستهدف المناطق الغربية لشمال غزة

عندما غضب الملك عبدالله الثاني

عندما غضب الملك عبدالله الثاني
بقلم : عبدالله عيسى
رئيس التحرير

اثار قرار الملك عبدالله الثاني بإقالة عدد من كبار المسئولين الأمنيين الأردنيين الثلاثة جملة من التساؤلات في الساحة السياسية والإعلامية وسرعان ما تبين سبب الإقالة انه بسب قيام عدد من المطلوبين الجنائيين بإحراق سيارة شرطة في جنوب الأردن إضافة لتجاوزات في التعامل مع بعض السجناء واستخدام العنف المفرط بحق مطلوبين جنائيين في معان !!!

قصة عجيبة ان تحصل في الوطن العربي فلم يسبق ان سمعنا بمثلها الا في الأردن وتستحق ان نتوقف عندها  بالتحليل .

ولكن إذا عدنا بالتاريخ القريب قليلا نجد إن هذا القرار ليس غريبا عن القيادة الأردنية فالمرحوم الملك الحسين بن طلال أقال رئيس وزراء لأنه اكتشف سوء معاملة في ملجأ للأيتام وسبق للملك عبدالله الثاني ان أقال رئيس المخابرات الأردنية الاسبق  البطيخي وتمت محاكمته بسبب اتهامه بالفساد ثم أقيل واعتقل بقرار من القضاء الجنرال محمد الذهبي رئيس المخابرات العامة الاردنية  الاسبق بسبب تهم بالفساد وما زال في السجن .

والآن يقر الملك عبدالله الثاني تمت إقالة رئيس قوات الدرك ومدير الأمن العام ووزير الداخلية بسبب إحراق سيارة شرطة !!

وربما خانتني الذاكرة لمحاكمات أخرى لكبار الشخصيات بتهم الفساد والمثير في هذه القرارات الملكية انها لم تطبطب على أي مسئول اتهم بالتقصير او الفساد ولم يتم تعيين ايا منهم مستشارا او بوظيفة اخرى أعلى من منصبه كترضية وفي بعض بلاد العرب تتم الترقيات والترضيات للمسئول الفاشل او الفاسد وكأنها مكافاة حتى يتقي النظام شر ذلك المسئول وهذه السياسة تعبر عن ضعف النظام وتهالكه وانهياره أما في الأردن فقد اثبتت دائما القرارات الملكية ان النظام في حالة قوة وثبات ولايخيفه هذا المسئول او ذاك .

وان يقرر الملك عبدالله الثاني اقالة ثلاثة من كبار المسئولين الأمنيين من اجل إحراق سيارة شرطة فان هذه الخطوة الملكية تحمل دلالات كثيرة وفي غاية الأهمية :

*ان النظام قوي جدا ومتماسك لدرجة اتخاذ مثل هذا القرار ثم ينام المواطن الأردني بهدوء وأمان ومثل هذا القرارات لم تتخذها بعض الدول العربية إلا في حالة الانقلاب على النظام وبغير ذلك لاتجروء بعض الأنظمة العربية على إقالة مثل هؤلاء المسئولين ودفعة واحدة بدون جوائز الترضية ولم نسمع عن إقالة ومحاكمة رئيس مخابرات الا في مصر عبدالناصر بعد نكبة عام 1967 وفي الأردن كلما أساء رئيس المخابرات او أي مسئول اخر استخدام النفوذ.

*إقالة ثلاثة من كبار المسئولين بسبب سيارة شرطة يعني ان الأردن في حالة تأهب قصوى ولا يسمح بأي مساس بأمنه ولايقتصر الأمر على اقالة المسئولين بل ثبت ذلك عندما حاولت مجموعات مسلحة التسلل الى الأردن وخلال دقائق كانت الطائرات الحربية الأردنية تقصف وتدمر السيارات المحملة بالأسلحة التي حاولت التسلل الى الأردن من الحدود السورية وثبت أيضا من خلال قضية الشهيد معاذ الكساسبة وكان رد الفعل الأردني مثار إعجاب العالم العربي كله . فقد اثبت الملك عبدالله الثاني ان للمواطن الأردني قيمة وأهمية وهذه سياسة ليست جديدة على الأردن فقد قال المرحوم الملك الحسين بن طلال " الإنسان اغلي ما نملك ".

لدرجة اننا شاهدنا على فضائيات عربية مناشدات ومطالبات من مواطنين وشخصيات سيلسية واعلامية لدولهم بان ينظروا الى رد فعل الاردن تجاه استشهاد معاذ الكساسبة وقالوا  بالحرف الواحد :" الأردن لايفرط بمواطنيه فلماذا دولنا لاتفعل كما يفعل الأردن ".

*لقد اعطى الملك عبدالله الثاني  درسا بليغا للجميع ان الحزم في محله ليس كلمة في خطاب وإنما هو قول وفعل .

وعلى مدار سنوات طويلة ونحن نشاهد إسرائيل كيف تشن حروبا من اجل مواطن إسرائيلي وقد حصل هذا عندما شنت حربا على غزة من اجل الجندي شاليط وكنا نتمنى دائما وقد سمعت هذه الأمنية كثيرا من مواطنين عربا بان تحذو الدول العربية حذو إسرائيل وقد فعلها الأردن دائما وكان آخرها في قضية الشهيد معاذ الكساسبة والآن يتعامل بكل حزم مع إحراق سيارة شرطة ورد الفعل الملكي تأكد للجميع أن هيبة الدولة خط احمر .

لايفصل لدى الملك عبدالله الثاني بين كرامة المواطن وهيبة الدولة ولايعني الحفاظ على هيبة الدولة المساس بكرامة المواطن ولايعني احترام كرامة المواطن المساس بهيبة الدولة .