قمة كامب ديفيد هل هي قبلة وداع أمريكية للخليج ولعبة جر العرب لحرب مع إيران

تابعنا أيضا عبر فيسبوك facebook.com/alwatanvoice

لكامب ديفيد سجل اسود في العلاقات العربية الأمريكية وقد نتج عن قمتين في كامب ديفيد الأولى عام 1979 اغتيال الرئيس المصري السادات عام 1980 أي بعد عام واحد من القمة المصرية الأمريكية الإسرائيلية والثانية كانت عام 2000 بانعقاد القمة الأمريكية الإسرائيلية الفلسطينية وتم على إثرها اغتيال الزعيم ياسر عرفات بعد رفضه التنازل عن الحقوق الفلسطينية وأهمها القدس .

وأما القمة الخليجية الأمريكية الحالية في عام 2015 فهي واضحة المعالم فهل يمكن أن يكون عنوانها الحقيقي هو تخلي أمريكا عن دول الخليج عمليا لصالح إيران رغم الوعود الأمريكية بفتح خزائنها لتسليح الجيوش الخليجية وخاصة بالصواريخ البالستية للرد على الصواريخ الإيرانية وربما تكون قبلة الوداع في العلاقات الخليجية الأمريكية على الأقل في ظل حكم اوباما.

هنالك غموض كبير يتعلق بالموقف الأمريكي من دول الخليج وإيران فدول الخليج تتهم أمريكا بأنها تخلت عن الخليج لصالح إيران وأمريكا تنفي هذه الاتهامات .

فأمريكا لاعب بارع بالشطرنج نظرا لامتلكها كل عوامل القوة العسكرية والاقتصادية فقد رسمت خطة باعتقادي تمهد لاندلاع حرب خليجية عربية ضد إيران تكون بمعزل عن إسرائيل وأمريكا وبما يضمن عدم تعرض إسرائيل لطوفان من صورايخ إيران وحزب الله .

فالأمور تتصاعد بشكل خطير بين العرب بشكل عام ودول الخليج بشكل خاص ضد إيران والتصعيد متبادل ووتيرته تتصاعد تدريجيا لتصل في نهاية المطاف إلى حرب مدمرة .

أي ان الحرب القادمة قد تكون بين العرب وإيران وأمريكا سترقب المشهد فان أحست بخطر يتهدد الخليج ستتدخل وان كانت الغلبة للعرب فإنها ستبقى على الحياد تراقب المشهد .

التلميحات الأمريكية واضحة في قمة كامب ديفيد من خلال جملة من التصريحات أهمها أن دول الخليج لديها ترسانة من السلاح تكفيها للدفاع عن أمنها " في مواجهة إيران طبعا " وان أمريكا تفتح خزائن سلاحها لدول الخليج وستزود دول الخليج بصواريخ باليستية بأسرع وقت " ولماذا العجلة في تجهيز دول الخليج بالصواريخ البالستية ؟!!

ثانيا : تدعم أمريكا فكرة تشكيل القوة العربية العسكرية المشتركة " غريب الآن تدعهما وقبل فترة كانت مترددة في دعم هذه الخطوة ".!!

ظاهريا تتخلى أمريكا عن دول الخليج وعمليا تدفع الأمور باتجاه مواجهة عسكرية عربية إيرانية خلال الفترة القادمة وهذا يفسر العجلة في تجهيز دول الخليج بصواريخ بالستية وأسلحة أخرى باستثناء طائرات ف 35 ولكن دول الخليج قادرة على اقتناء طائرات بديلة ومماثلة مثل رافال الفرنسية وسوخوي الروسية .

باختصار أمريكا لا تريد ان تتدخل عسكريا مباشرة في الحرب العربية الإيرانية القادمة حتى لايكون التدخل الأمريكي سببا لجر إسرائيل لحرب مدمرة من قبل حزب الله وإيران .

واعتقد ان الخطة الأمريكية بالتخلي عن الخليج بدأت بخطوات غامضة وستتصاعد تدريجيا لخلط الأوراق في المنطقة وان حصل هذا التوقع فان التخلي عن اسرائيل قادم رنحالة ولو بعد حين ولاسيما أن دراسة أمريكية خطيرة صدرت مؤخرا تتحدث عن الشرق الأوسط بدون إسرائيل .

قادة الخليج كانوا في واد في قمة كامب ديفيد وكانت أمريكا في واد اخر ..فدول الخليج من حقهم الدفاع عن امنهم واستقرار دولهم وهذا هو العنوان الوحيد لمشاركتهم في قمة كامب ديفيد بينما حددت أمريكا موقفها بتزويد دول الخليج بأسلحة غير مسبوقة وعندما يكتمل تسليح الجيوش الخليجية ستدخل اللعبة الأمريكية في المرحلة الثانية وهي تأجيج الصراع بين العرب وإيران وما اسهل ذلك لان الأرضية موجودة وتحتاج إلى شرارة وللأسف .

معظم الكتاب السعوديين تناولوا الخطر الإيراني القادم أثناء انعقاد قمة كامب ديفيد مثل عبدالرحمن الراشد ومشاري الذايدي وأعربوا عن رفضهم للسياسة الأمريكية الحالية تجاه الخليج  العربي.

اتمنى حل المشكل العربية القائمة سلميا وبالحوار وبالوسائل الدبلوماسية حتى تتجنب الدول العربية وإيران صراعا قد يطول لسنوات ويخلف مئات الآلاف من الضحايا العرب والإيرانيين وكثير من الأحقاد بين الشعوب العربية والشعب الإيراني .