بالصور والفيديو .. رفح : "تل زعرب" من كنز عريق إلى مكان أشبه بالغابة ..!؟

بالصور والفيديو .. رفح : "تل زعرب" من كنز عريق إلى مكان أشبه بالغابة ..!؟
رفح – خاص دنيا الوطن – محمد جربوع

تصوير – عبد الرؤوف شعت  

يَشعر الزائر إلى "تل زعرب" المكان العريق ذو الأصول القديمة والذي يحتوى على معالم وقيم أثرية وتاريخية مهمة، ويعبر عن مدى عراقة وأصالة الشعب الفلسطيني، كأنه يتواجد داخل مكان أشبه بالغابة بعدما غطت وكست معالمه الحشائش والنباتات الضارة. 

وتقع "تل زعرب" المحاذي للحدود المصرية والمطل على شاطئ البحر، غربي محافظة رفح  جنوب قطاع غزة، على مساحة 150 دونما ، ويعود تأسيسها إلى الكنعانيين القدماء.

وعرف التل بأنه كنز أثري عريق وما زالت الاكتشافات الأثرية فيه تتوالى، و يعد من القيم التاريخية المهمة، وما زال مدفونا بداخله العديد من المعالم التي استخدمت في العصر اليوناني والروماني للبناء. 

ويقول أسعد عاشور مدير موقع تل رفح الأثري والمسؤول عن الحفر والتنقيب في وزارة السياحة والآثار :" بدأ التنقيب بصورة وواضحة وجلية منذ نهاية عام 2009 وكانت بداية التنقيب مبشرة لأننا تمكنا من العثور على جرة يوجد بها عملات فضية من العهد الاسكندر المقدوني وهى بحالة رائعة وتسمى (بالدراخمة)، ويعود تاريخها إلى سنة 330 قبل الميلاد وبلغ عددها حوالى 1200 قطعة، وهى عبارة عن قطع صغيرة وكبيرة رسم على وجهها الأول شعار البومة والآخر رسم الاسكندر المقدوني والآلهة وبعد الاباطرة، وكانت بحالة جيدة كأنما صنعت قبل عدة أسابيع."

وأضاف لـ مراسل "دنيا الوطن" :" استمر الحفر منذ عام 2009 وتوقف العمل في بداية شهر يوليو عام 2014 منذ تشكيل حكومة الوفاق الوطني، بسبب عدم ايراد عمال على بند البطالة بعدما كان يرسل مكتب  العمل في محافظة رفح عدد من العمال بالإضافة إلى عدد من طلبة أقسام الآثار بالجامعات الفلسطينية للقدرة على مواصلة التنقيب في هذا المكان الأثري ذو القيمة التاريخية.

تابع عاشور : توقف التنقيب والعمل في ذلك المكان القيم أدى إلى تدميره وجعل منه مكان لا يشكل أي أهمية، رغم أنه ملئ  بالمعالم التاريخية التي تبحث عنها الكثير من الدول العربية والأجنبية. 

وأردف " نحن لا نبحث كما يظن عامة المواطنين عن الذهب أو الأموال والكنوز، إنما نحن نبحث عن كل ما يدل على الحياة في ذلك المكان، وما نعثر عليه يعد انجاز للحضارة وهو يعلى من قيمة الأماكن الأثرية في فلسطين، وفى ذات الوقت يعطى لنا دافعا في الاستمرار بالبحث عن القيم الأثرية والتاريخية."

الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة منذ أكثر من ثماني سنوات لم يقتصر تأثيره على المناحى الاقتصادية في القطاع، إنما ألقى بظلاله على المعالم التاريخية والأثرية.

وأوضح عاشور أنهم كانوا يستعينون ببعثات أجنبية يمتلكون خبرات ومعدات متطورة في علم التنقيب لم نستطع الحصول عليها، لكن الحصار الاسرائيلي المفروض على قطاع غزة حال دون ذلك وأوقف قدوم هذه البعثات إلى غزة. 

ووجه رسالة إلى وزيرة السياحة والآثار رولا معايعة أن تخرج علم الآثار وتاريخ فلسطين عن المناكفات السياسية التي تحدث بين الضفة وغزة. 

وطالب عاشور حكومة الوفاق الوطني توفير الدعم المالي للاستمرار في التنقيب عن الآثار التي تساعد في رقى علم الآثار في فلسطين، للقدرة على مواجهة الاحتلال الاسرائيلي الذي يحاول أن يدمر ويطمس حضارتنا.