المطران عطا الله حنا مستنكرا الاعتداء على دير الاحباش في القدس : " لا نريد ان نسمع في مجتمعنا الفلسطيني لغة التحريض والتكفير والاساءة للآخر "

رام الله - دنيا الوطن
عبر سيادة المطران عطا الله حنا رئيس اساقفة سبسطية للروم الارثوذكس اليوم عن تنديده واستنكاره ورفضه للاعتداء الغير مقبول والغير مبرر الذي تعرض له دير الاحباش في البلدة القديمة في القدس من قبل مجموعة من الشباب المتهورين الغير واعين والذين لا يمثلون قيم واخلاق واصالة شعبنا الفلسطيني .

وقال سيادته بأن هذه الاعمال لا يقبلها اي انسان عنده اخلاق وقيم وانتماء وطني لأنها تتنافى وقيم التعايش والاخاء الديني والوحدة الوطنية التي من واجبنا جميعا ان نسعى من اجل ترسيخها وتكريسها .

وقال سيادته بأن هذه الاعمال الصبيانية تؤكد ما كنا نردده دائما من ان المؤسسات التعليمية في مدينة القدس يجب ان تلعب دورا رياديا في التربية والاخلاق والتهذيب وترسيخ ثقافة التآخي الديني والوحدة الوطنية بين ابناء الشعب الفلسطيني الواحد ، ناهيك عن دور الاسرة الذي يجب ان يكون رياديا في هذا الموضوع .

ان ما اقدم عليه هؤلاء الصبية الذين بعضهم لم يبلغ سن الرشد بعد ، انما هو مؤشر يشير بوضوح كم نحن بحاجة الى مخاطبة ابناءنا والاهتمام بتربيتهم.

فليس مطلوبا ان يكون الرد على هذه التصرفات الغير مسؤولة من خلال بيانات الشجب والاستنكار فحسب ولا يكفي ان يعبر البعض عن رفضه لهذه الممارسات ، بل ما هو مطلوب منا ان نرسم برامج مستقبلية لكي لا تتكرر هذه الافعال والتصرفات .

علينا ان ننظر الى المستقبل ويمكننا ان نصنع مستقبلا افضل للاجيال الصاعدة اذا ما كان هنالك اهتمام وجهد يبذل من اجل ان نزرع في نفوس ابناءنا محبة الاخر واحترامه حتى وان اختلف عنا في دينه .

لا نريد ان نسمع في مجتمعنا الفلسطيني لغة طائفية فيها تحريض وتكفير واساءة للاخر ، ولا نريد لمظاهر التطرف والتخلف ان تتفشى في مجتمعنا الفلسطيني ، كما ولا نريد ان تدخل الى مجتمعنا الفلسطيني مفاهيم مغلوطة وثقافة اقصائية هي ابعد
ما تكون عن قيمنا واخلاقياتنا ومبادئنا .

نحن شعب فلسطيني واحد ومن يسعى للاساءة لوحدتنا الوطنية علينا ان نوجهه وان نقول له انك مخطىء ، فلا يجوز السكوت على الاخطاء لأن تراكمها قد يؤدي الى نتائج غير متوقعة .

انني ادعو شبابنا الفلسطيني الى الوعي والحكمة والرصانة وعدم الانجرار وراء الشعارات المسمومة التي لا يستفيد منها الا الاعداء .

فلنوحد صفوفنا بالوعي والحكمة والمسؤولية رافضين اي اعمال فيها تطاول على الاديان وعلى المقدسات .

فكفانا ما يصنع الاحتلال بنا ، أما نحن كفلسطينيين فلنكن نموذجا متميزا بالاخوة والمحبة والسلام واحترام بعضنا البعض .