لتستمتع بربيع بلادي: يلاّ على روابي ..

لتستمتع بربيع بلادي:  يلاّ على روابي ..
رام الله -خاص دنيا الوطن
في مدينة روابي يتجلى ربيع فلسطين بجمال تلالها، حيث زهر الحنون الباسم، وأشجار الزيتون، والبلوط، والزعرور المتناثرة تفرش الأرض بخضرة ساحرة، كما تملأ الفضاء برائحة فلسطينية معبقة بالميرمية والزغتر، وعندما تتطاير أزهار اللوز البيضاء، فهي تناديكم للجلسات العائلية، والرحلات في ربوع الوادي الجميل للإستمتاع بالطبيعة الخلابة والنسيم العليل مع أجواء الربيع الدافئة.

أن تقوم برحلة حول الجبال والوديان المحيطة بروابي فإنها تُدخلك في سحر المكان المتنوع بالطبيعة. فهناك نباتات تبدو وكأنها بساط أخضر قد اكتست به المنطقة، والتي يعيش فيها أيضاً بعض أنواع الحيوانات، وهو ما يجعلها عنواناً لعشاق الطبيعة من الباحثين عن المناظر الحيّة، وحياة الطبيعة البرية، والإطلالة الساحرة على الساحل التي تخلب الألباب.

في زيارتك للمدينة للبحث عن جمال طبيعة وربيع فلسطين، تستطيع أن تستنتج لماذا روابي؟ فهي تقع في واحدة من مناطق فلسطين الجبليّة، التي تتميّز بمناخ البحر الأبيض المتوسط، حيث يكون الصيف حاراً وجافاً ويكون الشتاء لطيفاً، وهو ما يؤثر تأثيراً مباشراً على الغطاء النباتي وتنوع الحياة البريّة فيها. وحولها تتدفّق عيون مياه كثيرة في الوديان، مثل عين دارة وعين عجّول، واللتان تُعتبَران مناطق جذب سياحي، خصوصاً لسكان القرى والبلدات المحيطة، وتتميّز وديان المنطقة بالنباتات التي تنمو في مجاريها كالصفصاف والبوص.

وباستكشاف المشهد الطبيعي لروابي، تجد أنواعاً كثيرة من النباتات التي عرفناها وعشقناها منذ طفولتنا، وكبرنا وأهلنا مازالوا يصفوها لنا مشروباً ودواءً، كبرنا ونحن نباهي العالم بزيتوننا وزعترنا وميرميتنا، وكأن هذه النباتات تصبغ بلونها ورائحتها تراثنا الثقافي وهويتنا الفلسطينية. من هذه النباتات على سبيل المثال لا الحصر:

*    الزعتر الافرنجي (ويُعرَف أيضا بالزعتر الرفيع أو الفارسي) ذو الرائحة الخلابة، والذي يستخدم كنوع من أنواع العطارة في فلسطين.

*    اللّبيد: من النباتات العشبية العطرية التي تنمو بين الصخور، وله أزهار وردية أو بيضاء، ويستخدم لأغراض كثيرة، من ضمنها استخدامه كدواء.

*    الزعتر: العشبة الطبية الأكثر شهرة في فلسطين، فهو أحد العناصر الأساسية في وجبة الفطور، حيث تُمزَج عشبة الزعتر الجافة مع بعض أنواع الزعتر الأخرى ليتشكّل "الزعتر" الذي يُغمَّس بزيت الزيتون. وللزعتر أهمية طبية، إذ أنه يُستخدَم لعلاج السّعال والعداوي الأخرى.

*   المرمية: أحد الأعشاب التي يستخدمها الفلسطينيون بشكل أساسي في منازلهم. إذ يُستخدَم شاي المرمية كمهدّئ لآلام المعدة، ويُستخدَم أيضاً كغسول للفم يعالج الالتهابات. وتُجفَّف أوراق المرمية ليضاف إلى الشاي الأحمر. 

*   قرن الغزال: (ويُعرَف أيضاً بالزعمطوط) ينبت في فصل الربيع، ويُعتبَر إحدى النباتات السنوية التي يعشقها السكان، لجمال زهرتها التي تنمو بين الصخور، وأوراقها التي يُمكن أن تطهى.

*    الأشجار والشجيرات البارزة للعيان التي تُعتبَر نبانات محلية ويستخدم السكان ثمارها، الزعرور، والخروب،  والبطم.

*     شجرة البلوط: وهي شجرة مذهلة، إذ أنّ جذورها تمتد بين الصخور وتلتحم معها، وثمرها صالح للأكل.

في زيارتك لروابي سيبهرك كيف تمكن مهندسوها من إستثمار المناظر الطبيعية في المدينة، وهذا التنوع في النباتات التي تنمو في فلسطين عموماً، وما بين الساحات الخضراء داخل المدينة بهدف الحفاظ على حياة برية غنية من حيث الكثافة والتنوع وحماية البيئة المواتية لعيش الطيور المهاجرة، وخلق إطار حضاري وجمالي عام في كافة أرجاء المدينة. وعند تجولك بين التلال وانتقالك إلى العمران تستطيع أن تستنتج أنه وَمنذ وضع حجر الأساس في المدينة تم الإنتباه إلى أهمية خلق التوازن البيئي الطبيعي، مع الأبنية الحجرية، فأكثر ما يريح الزائر للمدينة، أنه لا يشعر أن البناء العمراني كان على حساب الطبيعة، بل تقدر ما هو مندمجاً فيها  بأسلوب هندسي وفني فريد، جعل روابي تُصنف وبامتياز كمدينة صديقة للطبيعة والإنسان.