علّموا قياداتكم تغريدة محمد بن راشد

أثارت تغريدة للشيخ محمد بن راشد جدلاً على تويتر , وأبدى الجميع اعجابه بمتابعة "بن راشد" وعوداته حتى لو كانت على تويتر , التغريدة المذكورة تعود لتصريح قبل سنتين للشيخ بن راشد حول الحكومة الذكية واعطاء الجهات الحكومية الاماراتية عامين فقط لتنفيذ المشروع وقبل عامين اكد بن راشد انه اذا لم تنفذ الحكومة هذا المشروع فسيتم تنفيذ "حفل وداع" للمقصرين .. وبعد عامين لم ينس بن راشد "التويتة" رغم انّي على يقين ان الجميع تجاهلها ونسيها وقام باعادة التغريد لتذكير متابعيه انّ مهلة العامين تنتهي نهاية شهر مايو القادم وبدأ متابعيه بتوقع النتائج .

على الرغم من اطلاق بن راشد وعده قبل عامين وخلال العامين المنصرمين لم يتبق "كارثة" الا وحلّت على بلادنا العربية وكل تلك الاحداث كفيلة بأن ينسى المواطن الاماراتي وحتى الشيخ بن راشد نفسه تغريدته قبل عامين .. لكنه لم يفعل ذلك واثبت انه على قدر المسؤولية وليس كباقي الحُكام "المتكلسّين" .

لنعكس ذلك على وضعنا الفلسطيني , أصبحت كلمة "قال فلان أو صرّح علان" لا تفي بالغرض ولا تلقى آذاناً صاغية ولسان حديث العامّة كذب السياسيون ولو صدقوا , لم تأت هذه الصورة السيئة عن ساسة فلسطين صدفةً وانما كانت نتاج تجربة مريرة مع التصريحات المتباينة فما إن يسمعوا شيئاً إيجابياً إلا ويُقابلوا بنفي بواح بعده ..

كم من ناطق اعلامي لتنظيماتنا الفلسطينية كذب وكذب وما زال , وكم من وزير أطلق عليه العامة صفة "الكذّاب" وكم من مسؤول أصبح بعين الناس "الكذوب" ..

في أزمة "موظفي غزة" انبرت ألسنة بعض الوزراء والمسؤولين في غزة والضفة بأنّ حلاً قريباً قادماً حتى أنّ بعض الموظفين بدأ بالتفكير بمرحلة ما بعد الراتب الكامل وقام بتخطيط حياته على هذا الاساس .. وكله كذب !

في إعادة الإعمار كم من مُتضرر بدأ برسم صورة منزله الجديد الذي سيُعاد إعماره بعد وعودات وتصريحات أطلقها مختصين ومسؤولين .. وكله كذب !

كم من تصريح سمعنا عن انضمام فلسطين لمحكمة الجنايات وبعد "تسخين" الرأي العام والاستعداد لمحاكمة قيادات العنصرية .. اتضّح لنا أن .. نصه كذب !

سمعنا عن تسليم المعابر .. وكله كذب!

فتح معبر رفح على مصراعيه .. وكله كذب!

الورقة السويسرية ومبادرات انهاء الانقسام فعلياً .. كله كذب !

كل ما سبق "كذبه" أمنيات تمنى المواطن تحقيقها دون اي تأخير , لكن ما صدق من تصريحات المسؤولين جُلّها تتعارض مع مصالح المواطن او بالأحرى "خوازيق" .

فبعد ان سمعنا "طرطشات" عن ضريبة التكافل ..أصبح تنفيذها واقعاً .. خازوق

ويوم أن صرّحت المالية بـ 60 % راتب .. خازوق

إغلاق المعابر الخبر الوحيد المُصدّق فوراً .. خازوق

ولو أجرينا دراسة لعينّة عشوائية عن الشخصيات التي لا يزال الرأي العام يؤمن بها وبتصريحاتها ستجدهم لن يتجاوزوا اصابع اليد الواحدة ويقبع الغالبية العُظمى في خانة "كاذب حتى يثبت العكس"  ومنهم من حجز مقعداً في خانة "الكذوب" الذي وإن صدق يوماً لن يُصدقه الناس .

تغريدة محمد بن راشد لا توحي فقط بصدق الرجل وإنما تؤكد انه يريد بناء دولة لا "حاكورة" , وانّ نظام الحساب والعقاب يعمل لديه ولن يتوانى عن عقاب اي شخص قصّر بحق وطنه كما سيُكرّم اي جهة أو شخص يتفانى لأجل عمله ..

تعلموا من محمد بن راشد