الروائي يبرير: "هناك من ينتمي إلى جيل الشباب ويعيش في أزمنة أخرى أو في جغرافيا أخرى"

الجزائر - دنيا الوطن - رياض وطار
رغم تكوينه العلمي حيث تكون في الطب إلا أن ذلك لم يمنع الشاب ميلود بن علي يبرير أن يشرف الأدب الجزائري وان يصنع له اسما منقوش بأحرف من ذهب في المشهد الأدبي العربي حيث فاز مؤخرا على الجائزة الثالثة في مسابقة الشارقة للإبداع العربي فرع الرواية سنة 2015 بروايته " جنوب الملح" وكيف لا وهو سليل أسرة مثقفة عشقت الأدب والفن بدرجة كبيرة فولد من رحمها الإخوة إسماعيل وميلود بن علي يبرير.
وفي هذا الحوار الذي خص به موقع "دنيا الوطن" يحدثنا الروائي والطبيب ميلود بن علي يبرير بقلب مفتوح عن هواجسه الأدبية والثقافية كما يعطينا رؤيته عن واقع الرواية في الجزائر والعالم العربي.
لنبدأ حوارنا بسؤال كلاسيكي كيف تعرف نفسك للقارئ العربي؟
ان هذا هو أعسر جواب في نظري يمكن ان يجيب عنه أي انسان يتناول الحياة بشيء من العمق، إن كل ما أفعله كقارئ و ككاتب هو محاولة التعرف على عالمي وعلى نفسي لا أعرف حقا كيف أقدم نفسي بوثوقية وبتناه في جمل، ربما لهذا وليس لهذا فقط أكتب وإذا اخترت أن أشارك القارئ بعض ما أفعله فسأقول أني أعالج المرضى كطبيب في الصباح وفي المساء أقرأ وأكتب وأترجم لأعالج نفسي.
فزت مؤخرا بالجائزة الثالثة في مسابقة الشارقة للإبداع العربي فرع الرواية سنة 2015 بروايته " جنوب الملح" حدثنا عن مشاركتك فيها وهل كنت تتوقع هذا التتويج؟
مضت أكثر من عشر سنوات وأنا أكتب ،عندي ثلاث مخطوطات ومشروعين في الترجمة، أجد أنه من الطبيعي جدا وأنا أحاول الانتماء لمشهد ثقافي هزيل ومريض كالمشهد الثقافي الجزائري أن أفكر في متنفس لما أكتب، لا أدعي شيئا لكني شاركت وأنا واثق من الفوز في جائزة الشارقة للإبداع العربي، ليس وثوقا أعمى بعملي ولكن لأني أقرأ كثيرا مما تنتجه المسابقات في العالم العربي، وكنت متأكدا أن لي حظا في الشارقة، لم أجده في بلدي .
هل تؤمن بالمجايلة ومارايك في قتل الاب من قبل جيل اليوم من الروائيين؟
شد انتباهي شيء ما في سؤالك، أريد أن أقول أولا أني أتمنى أن يكون جيل اليوم من الروائيين قد قتل آباءه بتجاوزهم بإنتاج شيء في جمال ما أنتجه مالك حداد وكاتب ياسين وآخرون، أحيانا يبدو لي الأمر قتلا للذات وحربا قذرة فقط، وعطفا على الجزء الأول من سؤالك حول المجايلة قتلا للذات واضعافا لتراكم ثقافي ما زلنا نحلم به .. من سؤالك حول المجايلة، فإني أؤمن بها كمعطى تاريخي يتقاسم فيها ابناء جيل هموما ما ثقافية وسياسية ومعرفية، لكن الجيل هنا لا يحدده السن البيولوجي ولكن السن الثقافي، الوعي باللحظة، رؤانا، هناك من ينتمي الى جيل الشباب ويعيش في أزمنة أخرى أو في جغرافيا أخرى .
ماهي نظرتك لواقع الرواية الشبابية في الجزائر؟
الرواية التي يكتبها الشباب، الذي لا أدري تحديدا أين يبدأ وأين ينتهي، في صحة جيدة جدا لكن مشكلتها في غياب حقل ثقافي حقيقي في الجزائر، انه هزيل ومشتت ولا يعكس تميز الجزائر ولا تميز ما أنتجته على الأقل في الخمسين سنة الأخيرة رغم انه لا يوجد مشكل النشر اليوم إلا أن الرعاية التي تتلقاها الرواية بعد صدورها ضعيف، فنحن لا نمتلك اعلاما محترفا ومنوعا وقويا ومتابعا للشأن الثقافي وليس للأخبار الثقافية فقط ، كما أن الجامعة ميعت وأصبحت تجمعات للتكوين على العموم الرواية الجزائرية او الرواية في الجزائر هي أكثر الفنون صحة فهناك معدل نشر سنوي لا بأس به، وهناك تنويع في المواضيع وفي أساليب السرد ولا يمض عام حتى يتوج روائي جزائري خارج الجزائر ليس لاعبو الكرة فقط والعداؤون هم من يشرفون الجزائر خارجها .
مارايك في الذين يرون ان النقد هو الغائب الاكبر في المعادلة التي تجمع الأديب بالقارئ؟
لا أعتقد هذا أبدا، إنه نقاش دون جدوى ولا يعبر عن أي واقع، إن النقد بصفة عامة يعيش أزمة في أوطاننا، كيف يكون هناك نقد وكل ما يتكئ عليه غائب، نحن لا نترجم بمعدلات تكفي ولا ننتج فلسفة ولا بحوثا فلسفية أو فكرية كافية، النقاش العام أيضا يولد ضعيفا او مشوها كما أن القارئ لا يحتاج لقراءة رواية أن يطالع أضعاف حجمها من المقالات الملغزة والمليئة بالمصطلحات والإحالات أن الأدب هو المتعة، أما النقد فقد أصبح أدبا ثانيا قراؤه المتخصصون في الجامعة وخارجها.
هل ترى اننا استطعنا أن نسوق لأدبنا في العالم العربي؟
هل استطعنا أن نسوق لأنفسنا ؟ الأدب جزء من كل .. لقد فشلنا طبعا ﻷننا نمتلك كل أسباب النجاح ولم نفعل، البعض يتساءل عن عدم فوز الروائيين الجزائريين قي البوكر مثلا أعتقد أنه من الأجدر التساؤل عن عدد المجلات التي تصدر من الجزائر الى العالم العربي عن عدد الأساتذة الجامعيين الذين يزورون الجامعات العربية للتدريس عن دور النشر الجزائرية التي تسافر الى معارض الكتاب في العالم العربي للتسويق والبحث عن مشاريع مشتركة عن الفضائيات الجزائرية التي تقدم المثقفين والكتاب عبر برامج حوارية محترفة للمشاهد العربي عن الجوائز العربية التي تمنحها الجزائر إننا غائبون تماما، ليس عن العالم العربي بل واقع العالم اليوم الذي انتقلت فيه الثقافة الى قطاع استراتيجي يسبق كل القطاعات ولنا فيما تفعله دول الخليج وفرنسا مثال حي
كونك شقيق للروائي والإعلامي اسماعيل يبرير الحائز على جائزة الطيب صالح للرواية سنة 2013 هل كان له اثرا على نجاحك وهل تستشيره او يستشيرك بالنسبة للنصوص التي تكتبونها؟
لا أحد يولد من العدم، أعتقد أننا محصلة بشكل ما لكل الذين عرفناهم أو التقيناهم أو عشنا معهم حتى أولائك الغرباء عنا الذين نتقاسم معهم صدفة طاولة في مطعم او حديثا عابرا في حافلة، أو عشنا معهم أستطيع أن أقول أني تعلمت الحياة والأدب من كل هؤلاء، خاصة أبي علي المهندس الرسام وأمي حورية الشغوفة بالتفاصيل وجدتي الشاعرة والراوية وخالي مصطفى الخطاط و خالي جمال رحمه الله أستاذ اللغة الانجليزية الذي كان يتوضئ قبل أن يقرأ من مكتبته الغنية.
كطبيب هل ساعدتك مهنتك في تشريح واقع المجتمع الجزائري وكيف؟
الطب في الجزائر مهنة صعبة وشاقة جدا،عندما تكون طبيبا فأنت تسمع أعمق الآلام وأعقد القصص والانشغالات أن هذا يدفعني دائما إلى التفكير في الإنسان الجزائري البسيط الذي لا يبدو في الكثير من الأحيان أن السياسي أو الكاتب أو حتى الصحفي وعالم الاجتماع يعرفونه.
إن المسافة التي أقطعها يوميا من هذا الواقع الى الكتب والمقالات وعالم الأفكار يجعلني أغذي دائما أسئلتي حول المجتمع وأقرب وجهات نظري للحقيقي، لليومي، للمعاش ...
وأين تشعر براحة مطلقة هل في الطب أم في الأدب؟
حاولت أن أتوقف عن ممارسة الطب ولم استطع وحاولت أن أتوقف عن الكتابة ولم أستطع مجهد الجمع بينهما لكنه يبعث على الرضا والتفكير الوفي أكثر لواقعي
ماهي مشاريعك الأدبية المستقبلية؟
أستعد لنشر روايتي "جنوب الملح" في الإمارات وفي الجزائر في الصالون الدولي للكتاب أنهي روايتي الثانية "مدينة القطط والسلالم" عن قريب كما أراجع ترجمة فاطمة الزهراء قشي لكتاب المؤرخة مليكة رحال عن علي بومنجل التي ستصدر قريبا وأعمل باستمتاع على إكمال ترجمة رواية الكاتب الجزائري المميز حميد سكيف "جغرافيا الخطر" ومجموعتي القصصية أيضا "الشامخ بن الهاوية" تنتظر أن تكتمل.
ونحن نحتفي بتظاهرة قسنطينة عاصمة الثقافة العربية هل من امنية تنتنطر ان تتحقق فيها وماذا تنتظر من هذه التظاهرة؟
أنا شخصيا لا أنتظر شيء من قسنطينة عاصمة الثقافة العربية، أريد أن تنجح في ان تكون حقا مركزا للثقافة والإبداع وان نكسب منها في النهاية اصدقاء جدد للجزائر ومحبين لها و تكريسا للفعل الثقافي الذي يحتفي بالإنسان ويمتعه الإنسان الجزائري البسيط وأتمنى أن لا تكون مجرد وعدة فقط وان يحظى الجميع بفرصة لإلقاء الشعر أو سماعه وتقديم كتبه وأفكاره أو أعماله المسرحية وان ينظر الجميع الى مصلحة الثقافة والفن لا مصالحه الخاصة.
وكمسك للختام ما تقوله لنا؟
لكم كل المحبة ودعواتي لكم بالرضا والطمأنينة والتميز.
الروائي ميلود يبرير في أسطر
الروائي ميلود يبرير من مواليد سنة 1984 بمدينة الجلفة متحصل على دكتوراه في الطب العام عمل صحفيا ببعض الأقسام الثقافية كالفجر والجزائر نيوز يين 2011 و 2012 ثم مترجما لمجلة نقد للدراسات والنقد الاجتماعي فمسؤولا للإعلام في بعض الملتقيات والمؤسسات ويشتغل الان طبيبا عاما وفي رصيده العديد من الجوائز حيث نال جائزة رئيس الجمهورية علي معاشي سنة 2011 كما نال جائزة القصة للمهرجان الدولي للأدب وكتاب الشباب سنة 2014 كما لديه اهتمام بنشأة النخب في الجزائر وعلاقتها بالسلطة ونشر في ذلك بعض المقالات في الصحف والملاحق الثقافية
وفي هذا الحوار الذي خص به موقع "دنيا الوطن" يحدثنا الروائي والطبيب ميلود بن علي يبرير بقلب مفتوح عن هواجسه الأدبية والثقافية كما يعطينا رؤيته عن واقع الرواية في الجزائر والعالم العربي.
لنبدأ حوارنا بسؤال كلاسيكي كيف تعرف نفسك للقارئ العربي؟
ان هذا هو أعسر جواب في نظري يمكن ان يجيب عنه أي انسان يتناول الحياة بشيء من العمق، إن كل ما أفعله كقارئ و ككاتب هو محاولة التعرف على عالمي وعلى نفسي لا أعرف حقا كيف أقدم نفسي بوثوقية وبتناه في جمل، ربما لهذا وليس لهذا فقط أكتب وإذا اخترت أن أشارك القارئ بعض ما أفعله فسأقول أني أعالج المرضى كطبيب في الصباح وفي المساء أقرأ وأكتب وأترجم لأعالج نفسي.
فزت مؤخرا بالجائزة الثالثة في مسابقة الشارقة للإبداع العربي فرع الرواية سنة 2015 بروايته " جنوب الملح" حدثنا عن مشاركتك فيها وهل كنت تتوقع هذا التتويج؟
مضت أكثر من عشر سنوات وأنا أكتب ،عندي ثلاث مخطوطات ومشروعين في الترجمة، أجد أنه من الطبيعي جدا وأنا أحاول الانتماء لمشهد ثقافي هزيل ومريض كالمشهد الثقافي الجزائري أن أفكر في متنفس لما أكتب، لا أدعي شيئا لكني شاركت وأنا واثق من الفوز في جائزة الشارقة للإبداع العربي، ليس وثوقا أعمى بعملي ولكن لأني أقرأ كثيرا مما تنتجه المسابقات في العالم العربي، وكنت متأكدا أن لي حظا في الشارقة، لم أجده في بلدي .
هل تؤمن بالمجايلة ومارايك في قتل الاب من قبل جيل اليوم من الروائيين؟
شد انتباهي شيء ما في سؤالك، أريد أن أقول أولا أني أتمنى أن يكون جيل اليوم من الروائيين قد قتل آباءه بتجاوزهم بإنتاج شيء في جمال ما أنتجه مالك حداد وكاتب ياسين وآخرون، أحيانا يبدو لي الأمر قتلا للذات وحربا قذرة فقط، وعطفا على الجزء الأول من سؤالك حول المجايلة قتلا للذات واضعافا لتراكم ثقافي ما زلنا نحلم به .. من سؤالك حول المجايلة، فإني أؤمن بها كمعطى تاريخي يتقاسم فيها ابناء جيل هموما ما ثقافية وسياسية ومعرفية، لكن الجيل هنا لا يحدده السن البيولوجي ولكن السن الثقافي، الوعي باللحظة، رؤانا، هناك من ينتمي الى جيل الشباب ويعيش في أزمنة أخرى أو في جغرافيا أخرى .
ماهي نظرتك لواقع الرواية الشبابية في الجزائر؟
الرواية التي يكتبها الشباب، الذي لا أدري تحديدا أين يبدأ وأين ينتهي، في صحة جيدة جدا لكن مشكلتها في غياب حقل ثقافي حقيقي في الجزائر، انه هزيل ومشتت ولا يعكس تميز الجزائر ولا تميز ما أنتجته على الأقل في الخمسين سنة الأخيرة رغم انه لا يوجد مشكل النشر اليوم إلا أن الرعاية التي تتلقاها الرواية بعد صدورها ضعيف، فنحن لا نمتلك اعلاما محترفا ومنوعا وقويا ومتابعا للشأن الثقافي وليس للأخبار الثقافية فقط ، كما أن الجامعة ميعت وأصبحت تجمعات للتكوين على العموم الرواية الجزائرية او الرواية في الجزائر هي أكثر الفنون صحة فهناك معدل نشر سنوي لا بأس به، وهناك تنويع في المواضيع وفي أساليب السرد ولا يمض عام حتى يتوج روائي جزائري خارج الجزائر ليس لاعبو الكرة فقط والعداؤون هم من يشرفون الجزائر خارجها .
مارايك في الذين يرون ان النقد هو الغائب الاكبر في المعادلة التي تجمع الأديب بالقارئ؟
لا أعتقد هذا أبدا، إنه نقاش دون جدوى ولا يعبر عن أي واقع، إن النقد بصفة عامة يعيش أزمة في أوطاننا، كيف يكون هناك نقد وكل ما يتكئ عليه غائب، نحن لا نترجم بمعدلات تكفي ولا ننتج فلسفة ولا بحوثا فلسفية أو فكرية كافية، النقاش العام أيضا يولد ضعيفا او مشوها كما أن القارئ لا يحتاج لقراءة رواية أن يطالع أضعاف حجمها من المقالات الملغزة والمليئة بالمصطلحات والإحالات أن الأدب هو المتعة، أما النقد فقد أصبح أدبا ثانيا قراؤه المتخصصون في الجامعة وخارجها.
هل ترى اننا استطعنا أن نسوق لأدبنا في العالم العربي؟
هل استطعنا أن نسوق لأنفسنا ؟ الأدب جزء من كل .. لقد فشلنا طبعا ﻷننا نمتلك كل أسباب النجاح ولم نفعل، البعض يتساءل عن عدم فوز الروائيين الجزائريين قي البوكر مثلا أعتقد أنه من الأجدر التساؤل عن عدد المجلات التي تصدر من الجزائر الى العالم العربي عن عدد الأساتذة الجامعيين الذين يزورون الجامعات العربية للتدريس عن دور النشر الجزائرية التي تسافر الى معارض الكتاب في العالم العربي للتسويق والبحث عن مشاريع مشتركة عن الفضائيات الجزائرية التي تقدم المثقفين والكتاب عبر برامج حوارية محترفة للمشاهد العربي عن الجوائز العربية التي تمنحها الجزائر إننا غائبون تماما، ليس عن العالم العربي بل واقع العالم اليوم الذي انتقلت فيه الثقافة الى قطاع استراتيجي يسبق كل القطاعات ولنا فيما تفعله دول الخليج وفرنسا مثال حي
كونك شقيق للروائي والإعلامي اسماعيل يبرير الحائز على جائزة الطيب صالح للرواية سنة 2013 هل كان له اثرا على نجاحك وهل تستشيره او يستشيرك بالنسبة للنصوص التي تكتبونها؟
لا أحد يولد من العدم، أعتقد أننا محصلة بشكل ما لكل الذين عرفناهم أو التقيناهم أو عشنا معهم حتى أولائك الغرباء عنا الذين نتقاسم معهم صدفة طاولة في مطعم او حديثا عابرا في حافلة، أو عشنا معهم أستطيع أن أقول أني تعلمت الحياة والأدب من كل هؤلاء، خاصة أبي علي المهندس الرسام وأمي حورية الشغوفة بالتفاصيل وجدتي الشاعرة والراوية وخالي مصطفى الخطاط و خالي جمال رحمه الله أستاذ اللغة الانجليزية الذي كان يتوضئ قبل أن يقرأ من مكتبته الغنية.
كطبيب هل ساعدتك مهنتك في تشريح واقع المجتمع الجزائري وكيف؟
الطب في الجزائر مهنة صعبة وشاقة جدا،عندما تكون طبيبا فأنت تسمع أعمق الآلام وأعقد القصص والانشغالات أن هذا يدفعني دائما إلى التفكير في الإنسان الجزائري البسيط الذي لا يبدو في الكثير من الأحيان أن السياسي أو الكاتب أو حتى الصحفي وعالم الاجتماع يعرفونه.
إن المسافة التي أقطعها يوميا من هذا الواقع الى الكتب والمقالات وعالم الأفكار يجعلني أغذي دائما أسئلتي حول المجتمع وأقرب وجهات نظري للحقيقي، لليومي، للمعاش ...
وأين تشعر براحة مطلقة هل في الطب أم في الأدب؟
حاولت أن أتوقف عن ممارسة الطب ولم استطع وحاولت أن أتوقف عن الكتابة ولم أستطع مجهد الجمع بينهما لكنه يبعث على الرضا والتفكير الوفي أكثر لواقعي
ماهي مشاريعك الأدبية المستقبلية؟
أستعد لنشر روايتي "جنوب الملح" في الإمارات وفي الجزائر في الصالون الدولي للكتاب أنهي روايتي الثانية "مدينة القطط والسلالم" عن قريب كما أراجع ترجمة فاطمة الزهراء قشي لكتاب المؤرخة مليكة رحال عن علي بومنجل التي ستصدر قريبا وأعمل باستمتاع على إكمال ترجمة رواية الكاتب الجزائري المميز حميد سكيف "جغرافيا الخطر" ومجموعتي القصصية أيضا "الشامخ بن الهاوية" تنتظر أن تكتمل.
ونحن نحتفي بتظاهرة قسنطينة عاصمة الثقافة العربية هل من امنية تنتنطر ان تتحقق فيها وماذا تنتظر من هذه التظاهرة؟
أنا شخصيا لا أنتظر شيء من قسنطينة عاصمة الثقافة العربية، أريد أن تنجح في ان تكون حقا مركزا للثقافة والإبداع وان نكسب منها في النهاية اصدقاء جدد للجزائر ومحبين لها و تكريسا للفعل الثقافي الذي يحتفي بالإنسان ويمتعه الإنسان الجزائري البسيط وأتمنى أن لا تكون مجرد وعدة فقط وان يحظى الجميع بفرصة لإلقاء الشعر أو سماعه وتقديم كتبه وأفكاره أو أعماله المسرحية وان ينظر الجميع الى مصلحة الثقافة والفن لا مصالحه الخاصة.
وكمسك للختام ما تقوله لنا؟
لكم كل المحبة ودعواتي لكم بالرضا والطمأنينة والتميز.
الروائي ميلود يبرير في أسطر
الروائي ميلود يبرير من مواليد سنة 1984 بمدينة الجلفة متحصل على دكتوراه في الطب العام عمل صحفيا ببعض الأقسام الثقافية كالفجر والجزائر نيوز يين 2011 و 2012 ثم مترجما لمجلة نقد للدراسات والنقد الاجتماعي فمسؤولا للإعلام في بعض الملتقيات والمؤسسات ويشتغل الان طبيبا عاما وفي رصيده العديد من الجوائز حيث نال جائزة رئيس الجمهورية علي معاشي سنة 2011 كما نال جائزة القصة للمهرجان الدولي للأدب وكتاب الشباب سنة 2014 كما لديه اهتمام بنشأة النخب في الجزائر وعلاقتها بالسلطة ونشر في ذلك بعض المقالات في الصحف والملاحق الثقافية