التحديات الإيرانية القادمة بعد عاصفة الحزم

التحديات الإيرانية القادمة بعد عاصفة الحزم
بقلم : عبدالله عيسى
رئيس التحرير

اختارت إيران أن تضع عاصفة الحزم أوزارها في اليمن ليس اعترافا بالهزيمة العسكرية لحلفائها لان إيران لم تعترف يوما بهزيمة وخاضت حربا لثمانية أعوام ضد صدام ولم تعترف بالهزيمة وخاضت حربا بكافة أشكالها ضد العالم كله منذ انتصار الثورة الإسلامية عام 1979 ولم ترضخ للحصار والمقاطعة الدولية حتى وصلت لليوم المنشود في 30 حزيران القادم .

وبالتالي لا يمكن لإيران التي واجهت العالم كله لمدة 35 عاما أن تكتشف الآن أن الحوار هو سبيل اليمنيين لإنقاذ بلدهم ولكن إيران قررت فجأة وقف التصعيد العسكري من اجل اليوم الموعود في 30 حزيران القادم وهو موعد التوقيع على الاتفاق النووي ورفع الحصار عن إيران .

وإيران لن تضيع هذه الفرصة التاريخية من اجل معركة في اليمن ولكن اعتبارا من الاول من تموز القادم سيكون لدينا في المنطقة إيران جديدة قوية اقتصاديا وعسكريا بمواجهة دول عربية وحدتها عاصفة الحزم سياسيا وعسكريا واقتصاديا ومن هنا نتوقع جولة جديدة من الصراع في المنطقة بين القوتين وليس بالضرورة في اليمن وقد تكون اليمن إحدى ساحاتها مجددا .

في الفاتح من تموز القادم سيكون لدى إيران مستحقات مالية تقدر ب 80 مليار دولار يرفع عنها الحظر الدولي وبدأت شركات استثمارية أوروبية بتوقيع اتفاقيات مع طهران تحت الطاولة بعقود بدأت الآن بشركة واحدة قيمتها خمسة مليارات دولار والشركات الأخرى تتفاوض .. عقود جدية وليست وعود على طريقة المؤتمر الاقتصادي بشرم الشيخ .

في تموز القادم مقبلون على صراعات جديدة في ساحات تقليدية بسوريا والعراق ولبنان واليمن بين دولة إيران الجديدة والدول العربية التي وحدتها عاصفة الحزم .

واعتقد أن قوة إيران كدولة إسلامية لانزعجنا على الإطلاق وتوحد الدول العربية بإطار عاصفة الحزم أو القوة العربية المشتركة التي دعا إليها الرئيس السيسي لاتزعج أحدا ولكن المطلوب ان نوقف الخطاب التحريضي المتبادل بين إيران والدول العربية وتحديدا دول الخليج وان تفكر كافة الإطراف العربية والإيرانية في التعايش السلمي وان تتوحد كلا القوتين العربية والإيرانية لمواجهة عدو واحد وهو الفقر والبطالة والمرض وتعزيز التعاون الاقتصادي لان الفقر هو سبب مآسي العرب والمسلمين وهو اخطر عدو يواجهه العالم العربي والإسلامي .

واذا كانت الدول العربية أسقطت الخيار العسكري ضد إسرائيل فان دعم القضية الفلسطينية ماليا وسياسيا يجب ان يحظى بأولى الأولويات فلا يعقل أن يتكرر المشهد المؤلم بما تعانيه السلطة الفلسطينية من أزمة مالية ومن تسول لرواتب الموظفين وإفساد المصالحة الوطنية الفلسطينية بين فتح وحماس بسبب قلة الموارد وعدم القدرة على دفع رواتب موظفي حماس فالأمل ان تساهم الدول العربية الموحدة الآن بنزع الفتيل الفلسطيني ماليا .

إن التصعيد الكلامي التبادل بين إيران والعرب لن يكون في مصلحة احد وان كانت السعودية قد اضطرت للدفاع عن سلامة أراضيها بسبب ما حدث في اليمن فان نزع الفتيل من جذوره يتم بالحوار مع طهران على أسس سليمة والمنطقة ليست بحاجة إلى شرطي منطقة فعاصفة الحزم قضت نهائيا على نظرية شرطي المنطقة وان الأوان ان تلتفت كافة دول المنطقة إلى المشاكل الأساسية التي يعاني منها المواطن العربي والإيراني وأهمها الفقر والبطالة أما قرع طبول الحرب فلن يؤدي إلا إلى مزيد من الدمار وسفك الدماء .

أمامنا فرصة حقيقية لحوار جدي مع طهران ومها كانت أخطاء النظام الإيراني فانه يمكن إرساء حوار عربي إيراني يؤسس لعلاقة جوار وتعاون اقتصادي وتعاون في مكافحة الفقر والبطالة والالتفات للقضية الفلسطينية التي تخوض الآن مفاوضات عسيرة لإقامة دولة فلسطينية وتحتاج إلى دعم عربي قوي توفر الآن بعد توحيد الصف العربي .

 


التعليقات