عُري هيفاء وهبي وكوفية راقص !

عُري هيفاء وهبي وكوفية راقص !
كتب غازي مرتجى

منذ يومين نشرت "الغانية" هيفاء وهبي فيديو كليب مُثير للجدل خلعت به حياءها واستفزّت مشاعر معجبيها قبل منتقديها , ولم تتوقف "السفالة" هنا بل وصفت العرب بـ"الجرب" عندما شنّ مُعجبيها على الفيسبوك هجوماً عليها بسبب عُريها غير المنطقي .

في رام الله أقام مغني مغربي حفلاً فنياً صاخباً في أحد أكبر فنادق رام الله , ولأننا شعب لم يعتد إلا على "الآه والدم" واجه الحفل انتقادات من بعض المتابعين .. باعتقادي هي حرية شخصية ويحق للفندق اقامة هكذا حفلات .. كما أنّ من حضر الحفل يحق له التمتّع بعيداً عن ضجيج الحياة اليومية ..

لن نتذكّر مخيم اليرموك او جراحات غزّة ولا حتى معاناة الأسرى في يومهم .. فكل يوم لدينا "مصيبة" وكل ساعة نواجه "مشكلة" .. ويروي أحدهم انّه وبعد وصول ياسر عرفات الى فلسطين بداية تأسيس السلطة كانت تأتيه يومياً طلبات "تأبين" و "إحياء ذكرى شهيد" فوافق في البداية على عدة طلبات وبعد ازديادها بحيث اصبح كل يوم تأبين لذكرى شهيد طلب ابو عمار تخصيص يوم واحد لإحياء يوم الشهيد وقال :"لا أريد ان تصبح غزة ميتم" .

المغني المغربي حاول "مجاملة" الفلسطينيين بتصميم ثوب مطرز بالكوفية الفلسطينية المرقطة بالأسود وبالأحمر كدلالة مغربية .. وهنا "الطامة" ..

كان لا بُد من منظمي الاحتفال لفت انتباه المغني المغربي لذلك , بل من واجبهم منعه من ارتداء بدلته الغريبة وشرح الموقف له لأنّ هذا سيؤدي به الى انتقادات لـ"تقزيمه" للكوفية المرسومة بدماء الشهداء وآهات الجرحى ومعاناة الأسرى .

ان تقزيم "الكوفية" لدرجة اعتبارها "زي رقص" يندرج ضمن الحالة العامة لوصول القضية الفلسطينية لأرذلها , وصمت الحضور من جهة والمنظمون للحفل من جهة أخرى جريمة تاريخية كان لا بُدّ من وقفها وعدم الوقوع في فخها .

أحد اصدقائي قال :"وماذا تركنا لإسرائيل" .. لا استغراب لو وجدنا الكوفية تُباع كملابس داخلية غداً ..!

تقزيم "الكوفية" لدرجة ارتدائها كزي راقص يُعادل في السوءَة عُري هيفاء وهبي .. وما بين عُري هيفا وكوفية رام الله .. يا قلب لا تحزن !