"أصوات من طوباس" لـ"الإعلام"نساء ينسجن إبداعًا

رام الله - دنيا الوطن
واكبت الحلقة السادسة والعشرون من سلسلة "أصوات من طوباس" لوزارة الإعلام في محافظة طوباس والأغوار الشمالية معرض الإبداعات النسوية بنسخته الثانية، الذي أنطلق اليوم.
وسردت رئيس جمعية طوباس الخيرية مها دراغمة قصة المعرض، الذي تنظمه الجمعية برعاية المحافظ اللواء ربيح الخندقجي والسفير التشيكي في فلسطين ريديك روبس .
وقالت، وهي تشرح للزوار: بدأنا منذ سنوات بتشجيع النساء على الانضمام للجمعية، وتوفير فرص تشغيل ذاتي، في ظل تفشي البطالة، ودربنا لهذا الهدف فتيات على ابتكار تصاميم فنية جديدة، والابتعاد عن اختزال قدرات النساء بالمطرزات لتقليدية والمأكولات الشعبية.
تزيد: استطعنا في وقت قياسي إنجاز نحو 2000 قطعة لإكسسوارات وأحذية وملابس وأثاث وأدوات منزلية، وأدخلنا اللمسات الفنية والنقوش التراثية للكثير من الأدوات العصرية، وعرضنا أشغالنا في طوباس وخارجها، ونطمح أن تفتح نوافذ التصدير لم نعمل.مصنع أفكاروتقف دراغمة وزميلاتها نهى أبو العيلة، وميساء ابو دواس، ونادية صوافطة، وصباح أبو دواس، ورويدة ابو سعيد، ومها زيد، ومي مبسلط، وهبة صوافطة في هيئة إدارية للجمعية الخيرية، التي شقت طريقها عام 1966، وصار في رصيدها اليوم 16 برنامجًا، أبرزها المركز المهني للتدريب، الذي يعد "مصنع أفكار" كما تقول دراغمة للجمعية، ومن خلاله يتعرف المواطنون لإبداعات للنساء والفتيات.ت
والي: الجديد في مشغولاتنا اليدوية ترك بصمة لدى الزائر، فحين يشاهد مقاعد الجلوس الأنيقة بقالب تراثي، أو يرى الأحذية والإكسسوارات والأدوات المنزلية والتحف والملابس والحقائب والسيراميك وغيرها من مصنوعات بخطوط وألوان جديدة، فإنه يشعر بالفخر بماضيه، فالمسألة ليست مجرد قماش أو خيوط، لكنها إعادة المجد لتراثنا الذي سرقته منا الموضة.
ووفق دراغمة، فإن الجيل الشاب بمعظمه لا يعرف شيئا عن مقتنياته التراثية، ولا يستطيع تمييز الزي التراثي الذي  حرص عليه الأجداد، ويعجز عن إدراك استخدامات الأدوات القديمة في المطبخ والزراعة، لكنه في المقابل يعرف الكثير من الماركات العالمية!ابتكاراتتقول: لم نكتف بإنتاج ألوان جديدة من الأثاث المُطعّم بالتراث، بل دربنا الفتيات على كيفية ابتكاره، وتواجهنا العديد من المشاكل، أبرزها عدم إدراك البعض لقيمة ما نفعله، وللجهد الحقيقي الذي نبذله، فتصميم ثمانية مقاعد للجلوس بقالب تراثي يحتاج  نصف عام من تجهيز الخشب وتنجيده، وتطريز نقوشه باليد، وحين يسمع زائرون لثمنه يقولون إنه مرتفع الثمن.
 وتأسس المركز المهني المنبثق عن "طوباس الخيرية" مطلع سبعينيات القرن الماضي، لكنه شهد فترات مد وجزر عديدة، فيما افتتحت الجمعية  متجرًا خاصًا لعرض المشغولات اليدوية وبيعها، وتنتظر أن تنتهي أعمال الترميم في "عقد  عائلة صوافطة"، وهو المكان التراثي الذي سيتسع لكل المشغولات، وسيروج للأنشطة التراثية والثقافية.وتكمل دراغمة: لدينا نحو 50 مشاركًا في إنتاج هذه الأشغال من طوباس، وطمون، وتياسير، وعقابا، ومخيم الفارعة، وتجمعات أخرى يساهمن في تشغيل ذاتهن، وإعالة أسرهن، وبالرغم من الدعم الجزئي التشيكي لنا، إلا أننا نعتمد على ذاتنا، فقد بدأنا من الصفر."سلاح" الصبرتسرد هبة صوافطة، عضو الهيئة الإدارية التي تعمل بيدها في تطويع الإكسسوارات، وتربطها بالنقوش الفلسطينية التراثية: نحتاج لوقت طويل كي ننجز عملنا، وعلينا أن نتسلح بالصبر، فالنقوش، واستبدال الأجزاء التجارية التي تتلف بسرعة من الأثاث يتطلب تركيزاً، ويرهق البصر، لكنه جميل.تمضي صوافطة  قرابة 5 ساعات يوميًا في عملها، وصارت صغيراتها: أماني وآية وسجى ومها (أكبرهن في السابعة) يتأثرن بها، ويشاركنها في لمسات النهائية على المشغولات، ويستعجلن أمهن في إضافة الأجزاء غير المكتملة، ويقترحن الألوان الأنسب.
فيما تروي مسعدة بشارات حكاية مختلفة، فهي التي تدرب النساء والفتيات على التطريز، وتعيد تشكيل الأثاث والأحذية وديكورات المنزل الخشبية بقالب تراثي. وتقول: أعمل 8 ساعات تقريبًا كل يوم، لأن التطريز يحتاج لوقت طويل، ويتعب النظر، وحين ننتهي من العمل نشعر بالسعادة، ونتمنى أن يفهم الناس حجم التعب والوقت الذي نمضيه حتى يصلهم العمل بشكله الأخير.رجال يجيدون التطريز!واللافت في تجربة بشارات أنها نقلت فنون يدها إلى ولديها كامل (33 سنة) وأحمد (22 عاماً) وبناتها وعد وبديعة وبراءة، مثلما تشجع أبناء أخواتها على ذلك؛ لأن هذه المهنة ليست للنساء فقط.تضيف: لا يخفي أولادي أنهم يجيدون مهنة التطريز، فهو عمل عادي، ولا فرق فيه بين رجل وامرأة، ونحن في مجتمع نستمع لتعليقات سلبية وإيجابية، وإرضاء الناس كلهم غاية لا تدرك كما يقول المثل.
بدوره، أشار منسق وزارة الإعلام في طوباس والأغوار الشمالية عبد الباسط خلف إلى أن "أصوات من طوباس" ترصد ملامح الحياة في المحافظة، وتنقل الإبداعات النسوية أيضًا، مثلما سبق وأن سلطت الضوء في حلقات سابقة على مبدعين وتربويين وعصاميين وأصحاب مهن قضوا  أكثر من ستة عقود في أعمالهم، كما تناولت المعاناة بفعل الاحتلال وتهويد ونهب أراضي المحافظة التي تمتد على نحو 402 كيلو مترًا مربعًا.

التعليقات