سنغافورة الفلسطينية حلم سيتحقق

سنغافورة الفلسطينية حلم سيتحقق
بقلم : عبدالله عيسى
رئيس التحرير

تحدثت في مقالات سابقة عن تجارب دول حققت نجاحا اقتصاديا باهرا وارى دائما أن تكرار تجربة سنغافورة في فلسطين ليس حلما لا يتحقق أو قفزة في الهواء وان لم نستطع تحقيق هذه التجربة في سنغافورة على الأقل نحقق لدولة فلسطين مكانة اقتصادية هامة جدا على مستوى الشرق الأوسط والعالم وحتى يتحقق للمواطن الفلسطيني حياة كريمة في وطنه وأينما حل في أي بلد في العالم .

ورغم الظروف القاسية جدا التي يعيشها شعبنا في الضفة الغربية وقطاع غزة نتيجة الاحتلال والصراع المرير الذي تخوضه السلطة الوطنية للوصول إلى إقامة الدولة الفلسطينية فإنني أرى أن نخصص الوقت الذي ننفقه على الصراعات الداخلية والاتهامات المتبادلة في البدء بخطوات مهما كانت محدودة لتحقيق هذا الحلم .

لم أتوقع ردود الفعل من المثقفين والمسئولين والمواطنين الذين اطلعوا على المقال السابق " سنغافورة الفلسطينية " فكتب الزميل كامل الشامي مقالا يتوجس فيه خيفة من من عدم تحقيق هذا الحلم بسبب ظروفنا القاسية وكتب الزميل ممدوح الهادي بنفس الاطار واتصل بي الدكتور رامي الحمدالله رئيس الوزراء هاتفيا وأعرب خلال اتصاله عن تقديره لهذه الفكرة التي اطرحها وقلت لرئيس الوزراء الحمدالله :"هي فكرة رايتها تتناسب مع الوضع الفلسطيني وقارنت الوضع الفلسطيني مع وضع سنغافورة عام 1965 واكتشفت أن الوضع الفلسطيني الآن أفضل بكثير من وضع سنغافورة الفقيرة عام 1965 ولكن سأبقى أطالب الرئيس أبو مازن ورئيس الوزراء د. رامي الحمد الله بتبني هذه الفكرة وأنا سعيد بمباركة رئيس الوزراء لهذه الفكرة والرئيس أبو مازن لا اظنه أبدا يعترض على فكرة وطنية كهذه ".

أثنى رئيس الوزراء مجددا على طرح هذه الفكرة وأكد لي أن الرئيس أبو مازن يسعى دائما إلى كل ما يحقق الحياة الكريمة للشعب الفلسطيني".

وفوجئت باتصال من الملحق الإعلامي في السفارة اليابانية برام الله وتشرفت بزيارته لي في مقر إقامتي وطلب مني توضيح فكرة سنغافورة الفلسطينية وأثنى كثيرا على هذا التوجه في مقالي .

وجرى نقاش طويل حول التجربة اليابانية بعد الحرب العالمية الثانية وكيف نهضت اليابان وقلت له أن كل التجارب الاقتصادية العالمية الناجحة في سنغافورة واليابان وأوروبا وشرق آسيا أرى ان نأخذ منها ما يتناسب مع الوضع الفلسطيني .

واستغربت في الحقيقة من اهتمام المواطن الفلسطيني العادي بان يتحقق هذا الحلم بما وصلني من ردود على مقالي السابق حول سنغافورة الفلسطينية .

ردود الفعل الايجابية أكدت لي أن شعبنا بحاجة إلى بصيص من الأمل وقول ان الأمل موجود وأتمنى على الرئيس أبو مازن أن يتبنى هذا التوجه بخطوات عملية رغم أن الرئيس اتخذ إجراءات عملية بهذا الاتجاه اقتصاديا وأهمها تشكيل هيئة مكافحة الفساد وتشجيع الاستثمار وأطالب الرئيس بخطوات أخرى قدر المستطاع في هذه الظروف الصعبة تمهد لتحقيق نهضة اقتصادية كبيرة في ظل الدولة الفلسطينية.

 


التعليقات