انسحاب ...

كتب غازي مرتجى
وللصدفة البحتة أصيبت قدم "والدتي" بكسر بعد يوم من شكواي ضد احدى الطبيبات في مستشفى العيون بالنصر بغزة , توجّهت بها الى مستشفى القدس بعد ظهر الجمعة لرفضها العلاج منذ يومين ولكن بعد اقتناعها اليوم توجهت بها الى المستشفى ليُفاجئني احد الاطباء بعد ان عرف انّي "غازي مرتجى" بوصلة ردح و"تلقيح كلام" وانه اكثر احتراماً مني .
صمتت ولم اتحدث حتى لا يُحسب علي كلمة , وبادلت الطبيب بضحكات ولم يُعجبه ..
ورغم اعتذاري لكافة الاطباء عمّا سقط سهواً مني في شكواي المرفوعة للوزير , الا انّ توقعاتي كانت بمحلها حيث وجدت معاملة "انتقامية" حتى في مستشفى خاص !
اعلن انسحابي من هذه المعركة التي تمس الجميع .. فقط لضمان عند اصابتي انا أو احد اقاربي او أبنائي بمرض ويحتاج لعلاج سريع أن لا أُعامل بالطريقة القاسية التي عوملت بها وربما يصل انتقام البعض الى ما ابعد من ذلك ..!
اعتذر لكافة المواطنين والذين اعتقدت في الوهلة الأولى أنّي قادر على تغيير أحد الأنماط المُسيئة في المستشفيات العامة فلن استطيع اكمال هذه المسيرة فلعائلتي وأبنائي وأقاربي عليّ حق ..
فليستمر من اعتاد على معاملة المواطنين بالسوء بمعاملته وانا وعائلتي وكل الصحفيين منهم ..لن نكتب كلمة واحدة عنهم .. هذا ما أرادوا الوصول له .. ووصلوا !
نص ما كتبت بالامس :
ذيّلت شكواي المرفوعة لمعالي وزير الصحة بجملة لا أوّد اعادة ذكرها كونها اعتُبرت اساءة لمجموع الأطباء والعاملين في الحقل الصحّي , إنني اذ أؤكد أنّ الجملة سقطت سهواً بالتعميم على المجموع الطبي لا على من يُسيء أصلا لمهنة الطب.. فانها لم تكن بقصد التقليل من جهود أي جهة كانت أو من شأن أطبائنا المحترمين وكان مقصدي "بعض" من يُعامل المواطنين بصورة سيئة .. وبعد ان زارني عدد من الاطباء وتلقيت عدة اتصالات من اصدقائي الاطباء معلنين اعتراضهم على تلك الجملة وتأكيدهم بوجود أخطاء في بعض المستشفيات تصدر من عدد قليل من الاطباء .. فإني أعلن اعتذاري للجميع إن كان مقصدي فُهم بشكل عكسي وأؤكد انّ شكواي كانت لإحقاق الحق ولم أكن أقصد الاساءة البتّة لأطبائنا وطبيباتنا المحترمين ..
لقد عانينا برفقة الأطباء وتقاسمنا الرغيف والسرير ابان الحرب الأخيرة فلا يُمكن أن ينسى أحد جهود الأطباء ولا يُمكن لأي جهة أو شخص التقليل من شأنهم ومكانتهم الاجتماعية والاعتبارية .. أتمنى من اخواني الاطباء وزملاء المعاناة قبول اعتذاري عمّا سقط سهواً .
ومن جهة الشكوى المرفوعة لمعالي وزير الصحة ووكيل الوزارة في القطاع أؤكد التزامي بلجنة التحقيق مُتمنياً على "بعض" من يُعامل المواطنين بصورة غير لائقة التغيير من معاملته وهذا مقصد شكواي ..
ان ظاهرة التعامل مع المواطنين بصورة مهينة من بعض الأطباء او العاملين في المؤسسات العامة تُسيء لمهنة الطب أولاً وهي ظاهرة موجودة ولا يُستهان بها ويعلم الجميع بها وبعد ان رفعت شكواي وتحولّت القضية لـ"رأي عام" وصلنا في الصحيفة عدة شكاوى طلب اصحابها نشر قصصهم وفي بعضها كانت نتيجة اساءة المعاملة "الوفاة" لكننا امتنعنا عن نشر هذه القصص في المرحلة الحالية حتى لا يُحسب علينا اننا قمنا بالتصيّد لأخطاء بعض الأطباء او اساءة المعاملة للمواطنين .
لقد عانينا من "شماعة الاحتلال" سابقاً ولا زلنا نُعاني من "شماعة الانقسام" ولا نريد ان تصبح شماعة "الرواتب" هدفاً, واذ اؤكد على رأيي المعروف للجميع بضرورة احقاق الحقوق لأصحابها فإنني عندما تقدمت بشكواي لم أكن اعلم ما ان كان المُشتكى ضده يتلقى راتباً من عدمه لإيماني العميق بالدور الانساني للطبيب فإن تحويل بعض الجهات للقضية الى ورقة سياسية مرفوض جملة وتفصيلاً وهنا أوّد تقديم الشكر للزملاء في نقابة الصحفيين الفلسطينيين والاخوة في كتلة الصحفي الفلسطيني والاخوة في التجمع الذين بادروا برفض الردود التي طالبت بردع كل من يُطالب بتحسين الخدمة العامة للمواطنين في قطاع الطب .