حرب العرب والفرس المجوس

حرب العرب والفرس المجوس
بقلم : عبدالله عيسى
رئيس التحرير

خلال الحرب العراقية الإيرانية " بدعم وتأييد للعراق من كافة الدول العربية باستثناء سوريا وليبيا "والتي استمرت ثماني سنوات استخدم العراق مصطلحات غريبة في إطار الحرب الإعلامية التي رافقت الحرب وهي وصف إيران بالفرس المجوس عبدة النار أي ان الإعلام العراقي رد إيران إلى سيرتها الأولى وقفز عن 1400 عام من إسلام الفرس ثم قام صدام بتمويل الفيلم المصري " القادسية " بإسقاط واضح على الحرب العراقية الإيرانية والتي أطلق عليها الإعلام العراقي " قادسية صدام " وكانت فكرة الفيلم تدور على معركة القادسية وأنها الحرب بين العرب والفرس المجوس عبدة النار .

والحقيقة التاريخية المعروفة أن الفتوحات الإسلامية لم تتحدث يوما عن حرب بين العرب والفرس أو العرب والرومان وإنما حرب بين المسلمين والفرس وإلا كيف نفسر غزوات الرسول صلى الله عليه وسلم هل كانت حروبا بين العرب والعرب؟!!.

كانت خطيئة كبرى بوصف بلد مسلم بأكمله بالكفر والمجوسية لا تقل عن خطيئة الحرب الدامية والتي سقط خلالها 1980-1988 أكثر من مليون قتيل من الجانبين لينتهي المطاف بالمتحاربين العراق وإيران بالاحتكام للأمم المتحدة بعد مآسي وأهوال تعرض لها الشعبين العراقي والإيراني.

والآن نعود للأسف إلى نفس القصة السابقة وقد لاحظت أن الإعلامي توفيق عكاشة وكتاب عرب يصفون إيران بالمجوسية وبالفرس عبدة الشيطان بل أن احد الكتاب العرب قارن بين حرب التحالف العربي في اليمن بمعركة "ذي قار" بين العرب في الجاهلية والفرس.

وأخشى ان يرى بعض الإعلاميين العرب أن اتهام الشعب الإيراني المسلم بالكفر والمجوسية وعبادة النار أمر مباح في إطار الحرب الإعلامية باعتبار أن مقولة أن في الحرب كل الوسائل مباحة المشروعة وغير المشروعة وكأنها قاعدة صحيحة .

هنالك خلاف مذهبي عميق بين السنة والشيعة ولكن هذا الخلاف لا يعطينا الحق بان نكفر الشيعة مهما حصل ونحن نستنكر ليل نهار بوسائل إعلامنا مسالة التكفير التي تتبعها التنظيمات الإسلامية المتطرفة ونستهجن فكرهم فكيف نأتي بمثله عندما تشتعل الحرب مع إيران .

ان الحرب الدائرة في اليمن أمر مؤسف ومؤلم وخاضت دول التحالف العربي هذه الحرب مضطرة بعد محاولات حثيثة بذلها مجلس التعاون الخليجي وعلى رأسه السعودية وفتحت السعودية أبوابها لحوار اخوي يمني ينهي الأزمة في الرياض ولكن الحوثي رفض كل الوساطات لرأب الصدع وحصل ما حصل وهذا كله لايسمح لأي إعلامي ان يتجاوز ويكفر شعبا مسلما وكان الأجدر بعلماء المسلمين منذ سنوات طويلة أن يبادروا بحوار ديني بين السنة والشيعة على الأقل أسوة بحوار الحضارات .

لقد ارتضى الإيرانيون مذهبهم الشيعي وارتضينا نحن مذهبنا السني وكان الأجدر أن نبحث عن نقاط التقاء للتقريب بين المذاهب بدل المهاترات والشتائم ولاسيما بعض الشيعة الذين يعيشون الدور وكان حرب علي رضي الله عنه ومعاوية يدور رحاها الآن فنراهم يشتمون صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان يجب على إيران أن تتخذ إجراءات ضدهم ولكن قادة إيران تجاهلوا شتم الصحابة مما أثار حفيظة المسلمين السنة .

لقد زرعت إيران الشوك دينيا وسياسيا مع الدول العربية ومع كل أخطاء إيران وخطاياهم في علاقتهم مع الدول العربية مثل دول الخليج والإمارات تحديدا وكان يجب عليها نزع بؤر التوتر ويجب علينا ان لا ننجر إلى نفس المربع من خلال التكفير لبلد مسلم .

 


التعليقات