" الصحراء الغربية بعيون مصرية" لأسامة إبراهيم... الكتاب القنبلة الذي غير مجرى العلاقات السياسية

" الصحراء الغربية بعيون مصرية" لأسامة إبراهيم... الكتاب القنبلة الذي غير مجرى العلاقات السياسية
الجزائر - دنيا الوطن- من رياض وطار

صدر مؤخرا بمصر عن دار  كنوز للنشر والتوزيع المصرية  كتاب عنوانه " الصحراء الغربية بعيون مصرية "  لكاتبه الإعلامي أسامة إبراهيم وهو عبارة عن مجموعة من المقالات والتحليلات والتحقيقات والحوارات الصحفية  أجراها مجموعة من الإعلاميين المصريين من بينهم المؤلف بعد الزيارة التي قادتهم إلى مخيمات اللاجئين الصحراويين  بتندوف في صائفة 2014  ونشرت بكبريات الصحف والمجلات المصرية كروز يوسف، الأهرام ، المصري اليوم ، الشروق والأخبار، آخر ساعة ،اليوم السابع و روز اليوسف وقام المؤلف بجمعها في كتاب علما أن الكتاب كان وراء توتر العلاقات بين مصر والمغرب كما منعت دار النشر "كنوز" التي أصدرت الكتاب بالمشاركة في الطبعة الأخيرة للصالون الدولي للكتاب بالمغرب.

وعن الدوافع التي جعلته يهتم بالصحراء الغربية أوضح أسامة إبراهيم في مقدمة كتابه كاشفا " منذ سنوات طويلة وأنا مهموم بقضايا عالمنا العربي التي لا تنتهي، وكانت قضية الصحراء الغربية واحدة من بين أهم الملفات التي احترت في تفسيرها أو حتي مجرد حل ألغازها، ندرة المعلومات وشح المصادر ساهما في إضفاء مزيد من الضباب والغيوم على هذه القضية التي لا تقل من وجهة نظري في خطورتها عن القضية الفلسطينية. كنت دائماً، أقول لنفسي إذا كان الصراع في فلسطين يصعب فيه البحث عن حلول، فذلك يرجع إلي طبيعته العقائدية بين يهود ومسلمين، على عكس الأزمة في الصحراء فإن طرفاها عرب ومسلمين وربما أشقاء ينحدرون من أصول عربية واحدة.. مع ذلك كل الجهود العربية والدولية فشلت على مدي أربعة عقود في حلها بطريقة عادلة؟ وظلت قضية الصحراء على مدي عقود طويلة مطروحة على الإعلام المصري والعربي من وجهة نظر واحدة، وظل الطرف الصحراوي غائباً عن الوصول إلي الصحفيين العرب بطريقة مباشرة.. السبب في ذلك، يرجع إلي تبني الأنظمة العربية للموقف المغربي و إقصاء الطرف الصحراوي، إلي جانب احباط الصحراويين من موقف العرب وتوجهاتهم نحو الغرب أملاً في الإنصاف وبحثا عن العدل المفقود" مضيفا "في أمسية على نيل القاهرة قدمني زميل موريتاني إلي شاعرة صحراوية كانت تزور مصر لأول مرة. لفت نظري زيها المميز، وانبهارها بأم الدنيا، وحماسها للتعرف على الصحفيين والمثقفين المصريين، كما أدهشني إخلاصها الشديد لقضيتها وصدقها الواضح في إبراز معاناة شعبها. الذي لا تعرفه الشاعرة الصحراوية النانا رشيد أنني كنت متعطشاً للقاء أي صحراوي ليسد لي النقص الشديد في المعلومات حول قضية الصحراء الغربية، فلم نعتد في مصر على لقاء الصحراويين، لأن حكومتنا لا تعترف بالجمهورية الصحراوية رسميا ولا يوجد لنا أي حضور في المشهد الصحراوي بصورة مباشرة. في تلك الأمسية تبادلنا أطراف الحديث حول الكثير من القضايا والهموم التي عادة ما تكون الطرف الثالث المثقفين العرب" مشيرا " سألتني الشاعرة الصحراوية عن رأي في القضية الصحراوية فسردت لها ما حفظته من الإعلام الرسمي بأنها مجرد ورقة سياسية تلاعب بها الشقيقة الجزائر جارتها المغرب.. إجابتي استفزتها وحولت الجلسة من دردشة ثقافية إلي محاضرة في التاريخ وأخذت تشرح تفاصيل القضية الصحراوية من أبعادها المختلفة.. بطريقة مباغته سألتني النانا هل توافق على زيارة مخيماتنا.. بلا تردد وافقت مباشرة" .

وعن ظروف  زيارته إلى  الصحراء الغربية ودوافع انجازه للكتاب كشف أسامة إبراهيم " بالطبع لن أزور مثل هذه الأماكن البعيدة بمفردي بل يجب أن يكون هذا ضمن وفد صحفي، وببساطة شديدة بحثت في أجندتي عن الزملاء المهتمين بهذا النوع من القضايا الشائكة، وفي أقل من يومين كانت لدي قائمة تضم عشرة من الزملاء المتحمسين للتعرف على الجوانب الغامضة لهذه القضية الإنسانية. كنت أتوقع أن تتحول زيارتنا إلي مخيمات اللاجئين الصحراويين إلي صدمة للأشقاء في المغرب، لكن الأمر الذي لم يخطر ببالي أنهم يمكن أن يحولوا زيارتنا من مغامرة صحفية إلي مؤامرة سياسية، لأن الأمر ببساطة عندما قبلت الدعوة كانت دوافعي مهنية لا سياسية، ومن ثم فإن كل ما يترتب عليها أمر تلقائي لم يتم الاتفاق عليه مسبقاً. لن أتحدث عما رأيته في مخيمات تندوف من معاناة إنسانية، ولن أروي تفاصيل أطول نزهة في صحراء تندوف بعد أن تجاوز عمرها أربعين عاماً، وسأترك لرفاق الرحلة يرسمون بأقلامهم المستقلة ما شاهدوه وما لمسوه وما سمعوه ودونوه في أوراقهم ونشروه في صحفهم. الطريف أنني اتفقت مع الزملاء قبل سفرنا على أن تكون زيارتنا للمخيمات إنسانية، بهدف الإلمام بالجوانب الخفية لهذه القضية، وليس بالضرورة للكتابة الصحفية. لكن بعد انتهاء الرحلة وعودتنا إلي القاهرة، فوجئت بكم المقالات والتحليلات والتحقيقات والحوارات الصحفية التي وجدت طريقها للنشر في كبريات الصحف والمجلات المصرية منها الأهرام، المصري اليوم ، الشروق والأخبار، آخر ساعة ،اليوم السابع و روز اليوسف . فكان من الواجب بل ومن الضروري جمع هذه الشهادات الحية وتوثيقها في كتاب، لتبقي شاهداً وبرهاناً عملياً لتفنيد كل المزاعم التي سعت لتحويل زيارتها من مغامرة صحفية إلي مؤامرة سياسية".

وبخصوص تعامل الإعلام العربي مع القضية الصحراوية أفاد أسامة إبراهيم" قبل أربعين عاماً بالتمام والكمال، تفجرت قضية الصحراء الغربية، وإلي الآن لم يتم حسمها بسبب التعقيدات الإقليمية وتواطؤ المجتمع الدولي.. خلال تلك العقود نجحت السلطات المغربية في تحييد الإعلام العربي، بل لا أبالغ إذا قلت أنها طوعت هذا الإعلام عبر أساليب عدة بعضها سياسي وأغلبها مصالح. البعض في عالمنا العربي، سعي ونجح في جعل الصحافة مجرد شاهد زور لتزييف الواقع وقلب الحقائق، والتلاعب بمشاعر وعواطف المواطنين، خاصة أن أغلب صحافتنا العربية ظلت تعيش في جلباب الحكومات الفاسدة، وخضعت بإرادتها أو رغما عنها أسيرة مستسلمة لمصيرها في كنف السلطة المستبدة، تسمع كلامها وتؤيد مواقفها سواء كانت على حق أم على الباطل". منذ سنوات طويلة وأنا مهموم بقضايا عالمنا العربي التي لا تنتهي، وكانت قضية الصحراء الغربية واحدة من بين أهم الملفات التي احترت في تفسيرها أو حتي مجر حل ألغازها. ندرة المعلومات وشح المصادر ساهما في إضفاء مزيد من الضباب والغيوم على هذه القضية التي لا تقل من وجهة نظري في خطورتها عن القضية الفلسطينية. كنت دائماً، أقول لنفسي إذا كان الصراع في فلسطين يصعب فيه البحث عن حلول، فذلك يرجع إلي طبيعته العقائدية بين يهود ومسلمين، على عكس الأزمة في الصحراء فإن طرفاها عرب ومسلمين وربما أشقاء ينحدرون من أصول عربية واحدة.. مع ذلك كل الجهود العربية والدولية فشلت على مدي أربعة عقود في حلها بطريقة عادلة؟ وظلت قضية الصحراء على مدي عقود طويلة مطروحة على الإعلام المصري والعربي من وجهة نظر واحدة، وظل الطرف الصحراوي غائباً عن الوصول إلي الصحفيين العرب بطريقة مباشرة.. السبب في ذلك، يرجع إلي تبني الأنظمة العربية للموقف المغربي و إقصاء الطرف الصحراوي، إلي جانب احباط الصحراويين من موقف العرب وتوجهاتهم نحو الغرب أملاً في الانصاف وبحثا عن العدل المفقود"

تعريف موجز لكتاب: الصحراء الغربية بعيون مصرية.. مغامرة صحفية - المحرر: أسامة إبراهيم، كاتب صحفي مصري

. - الناشر: كنوز للنشر والتوزيع. –

 التوزيع في مصر ومختلف أنحاء العالم: كنوز - الطبعة الأولى، ديسمبر 2014م –

 رقم الإيداع بدار الكتب المصرية: 2014/ 6319 –

 الترقيم الدولي: 9-3-860-785-97897

محتويات الكتاب: - مقدمة المحرر: مغامرة لا مؤامرة. - جولة في جمهورية وادي الذهب المنسية - أيام في الصحراء - دولة اللاجئين في عمق الجزائر - هنا مأساة عمرها أربعون عاما - أبناء الصحراء يستبشرون بالسيسي - وزير الدفاع الصحراوي: لا نتمنى إراقة الدماء مع المغرب - الشهيد الولي.. الطريق إلى تحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب - زعيم البوليساريو: مستعدون لاستئناف الحرب في أي وقت. - بداية المقاومة الصحراوية وتأسيس البوليساريو - قراءة في فكر الشهيد الولي - المحطات الرئيسية في قضية الصحراء الغربية - ملحق الصور الوثائقية.

 

التعليقات