هل هناك فضيحة وما مصير غاز غزة؟؟… "دنيا الوطن" تطرق جدار السرية حول اتفاقية الغاز مع إسرائيل !!

هل هناك فضيحة وما مصير غاز غزة؟؟… "دنيا الوطن" تطرق جدار السرية حول اتفاقية الغاز مع إسرائيل !!
رام الله - خاص دنيا الوطن
أثار توقيع السلطة الفلسطينية مطلع كانون الماضي اتفاقية مع إسرائيل لمدة عشرون عاما لاستيراد الغاز الطبيعي بقيمة تتجاوز المليار دولار استهجانا ورفضا من كافة الفصائل الفلسطينية التي لا تعلم الكثير عن الاتفاقية ووصفتها بالغامضة والمشبوهة في وقت وصفها خبير اقتصادي بأنها فضيحة وصفقة احتكارية".

دنيا الوطن أجرت عشرات الاتصالات مع مسؤولين ووزراء لتوضيح الاتفاقية ومحاولة فك جزء من المغوض الذي يكتنفها ولكن بعد جولة طويلة ومحاولات حثيثة ازداد الغموض ولوحظنا اننا نبحث عن قضية سرية يخشى الكثيرون الحديث فيها بشكل علني او التصريح لوسائل الاعلام".

مصادر خاصة ومطلعة كشفت لـدنيا الوطن أن الاتفاقية تمتد لعشرون عاما من الارتباط بالجانب الإسرائيلي وبعد انشاء شركة لتوليد الطاقة بشراكة من أطراف مختلفة بين القطاع الخاص والحكومي بتوزيع الحصص المالية".

وأوضح المصدر ان الجهة التي وقعت الاتفاقية والتي ما تزال مجهولة لم تكتفي باستيراد غاز وسولار وبنزين بمبلغ سبعة مليون دولار يوميا بل أضافت شراكة جديدة مع دولة الاحتلال مؤكدة  ان رأس مال الشركة التي تم تأسيسها لتوليد الطاقة يقدر بحوالي 450 مليون دولار.

خريشة: ندعو لالغاء الاتفاقية
النائب الثاني لرئيس المجلس التشريعي د. حسن خريشة أكد لنا :" أنه لن يكون لحملات المقاطعة أي معنى في حال استمرت اتفاقية الغاز مع الجانب الإسرائيلي قائلا:" نريد أن نعرف من وقع هذا الاتفاق وهل سيعيدنا لصياغة هيئة البترول والادوار المشبوهه " مشددا على أهمية المقاطعة ولكن بشكلها واجراءاتها الصحيحة".

وأردف خريشة في حديث خاص لـدنيا الوطن:" اذا كنا جادين بالمقاطعة الاقتصادية والانفكاك من اتفاق باريس والتبعية للاقتصادي الاسرائيلي كان الاولى عدم توقيع اتفاقية احتكارية لعشرين عام مؤكدا أن الاتفاقية تفتح الباب امام تجربة فاشلة عبر شركة سيئة الصيت والسمعة".

وانتقد خريشة غياب دور المجلس التشريعي والنواب المنتخبين لمساءلة من وقع الاتفاق مضيفا:" في الوقت الذي يتم فيه الحديث عن الغاء اتفاق باريس المجحف ودعوات الانفكاك عن الاقتصاد الاسرائيلي يتم التوقيع على اتفاقية غاز تربطنا 20 عام باقتصاد الاحتلال وهذا يعني ديمومة الاحتلال " مردفا:" كل تحركاتنا الدبلوماسية كذبة كبيرة في ظل استمرار هذا الاتفاق ولا احد من السلطة يجرؤ أن يخرج ويقول أن من وقع هذا الاتفاق".

منيب المصري: يمكن ايجاد بديل عن اسرائيل
من جهته دعا رئيس التجمع الوطني للشخصيات المستقلة منيب رشيد المصري لإستراتيجية وطنية يشارك فيها الكل الفلسطيني لإنجاح حملة مقاطعة منتجات الاحتلال قائلا:" لا نريد فقط حكي وشعارات، وما دام نحن محتلون فيجب عدم شراء أي منتج إسرائيلي، وأن تبنى هذه الثقافة عند المواطن الفلسطيني"، مشددا على أهمية أن يكون الجميع متضامنا لدفع ثمن هذه الإستراتيجية، وأن نوجد البديل المناسب للبضائع الإسرائيلية من حيث الجودة والسعر، وأن يتعاون الجميع لإيجاد البدائل المناسبة، وبخاصة التجار الذين هم جزء أساسي من حملات المقاطعة، وهم دائما أثبتوا استعدادهم للتضحية كباقي فئات الشعب الفلسطيني".

وشدد المصري في حديث خاص لدنيا الوطن على أنه يعمل، وبالتعاون مع كل الفعاليات الرسمية والمؤسساتية والشعبية، لتعزيز وتنمية مقاطعة البضائع الإسرائيلية، وفق خطط عمل محددة وآليات واضحة لتنظيف محافظة نابلس، وباقي المحافظات الفلسطينية من بضائع الاحتلال اعتمادا على نقل تجربة نابلس وتعميمها على كافة محافظات الوطن مستفيدين ومراكمين على تجربتهم في هذا العمل الوطني المقاوم. 

وأكد المصري على ضرورة بناء ثقافة جماهيرية لمقاطعة منتجات الاحتلال طالما بقي جاثما على أرضنا، مشيرا إلى أن المنتج الإسرائيلي ليس هو الأساس ولن يكون، وعنعمل على ايجاد بدائل له فلسطينية ومن ثم أردنية ومصرية وعربية وغيرها من منتجات الدول الصديقة، مطالبا في ذات الوقت أن تشمل حملات المقاطعة المحروقات والاسمنت وغيرها قائلا: " لا نستطيع أن نكون تحت الاحتلال ونشتري بضائعه مهما كانت، فهذه قضية صعبة الفهم، وغير منطقية وغير وطنية". داعيا إلى مراجعة اتفاقية باريس بما يخدم الاقتصاد الفلسطيني والمشروع الوطني، والعمل على إخراج خطة وطنية مدروسة، وإيجاد شخوص تريد أن تعمل وليس "بيع حكي وشعارات".

وبخصوص اتفاقية الغاز التي وقعتها السلطة الفلسطينية مع إسرائيل والتي تقضي بتزويدها للغاز الطبيعي لمدة عشرون عاما لتشغيل محطة توليد الكهرباء، قال المصري بأنه ليس لديه علم ببنود وتفاصيل الاتفاقية، ولكن الأساس هو عدم التعامل مع الاحتلال، وانتقد المصري الاتفاقية قائلا:" يجب إلغاؤها، مؤكدا أنه بإمكاننا الحصول  على الغاز من مكان آخر غير إسرائيل".

وأكد المصري بأنه وخلال كلمته في اجتماع المجلس المركزي الأخير طالب بضرورة دعم حركات المقاطعة للاحتلال، وبخاصة حركة الـــ (BDS)، وقال في هذه الكلمة بأن اتفاقية الغاز الموقعة يجب الغاؤها والبحث عن بديل آخر لها ولكل ما نستورده من اسرائيل طالما بقيت دولة تمارس آخر احتلال وأطول وأبشع احتلال عرفه التاريخ المعاصر.

خبير اقتصادي: الاتفاقية فضيحة
من جانبه كشف الخبير الإقتصادي عمر شعبان أن الاتفاقية وقعت قبل ستة أشهر والتنظيمات الفلسطينية انتبهت لها قبل أسبوعين فقط مؤكدا أنها تمت بشكل احتكاري ودون إعلان او مرور على دوائر السلطة الرسمية منوها إلى أن شركة القطاع الخاص هي من وقعت الاتفاقية ومنحت الاتفاقية لشركة ccc ".

وأكد شعبان ضرورة أن تمر الاتفاقية على كافة المؤسسات التشريعية والرقابية مشيرا إلى أن المشكلة هي أن القطاع الخاص الفلسطيني متغول في السلطة بل ويقودها حاليا مستغلا حالة الانقسام السياسي وتعطل المؤسسات الرقابية والتشريعية مؤكدا ان الاتفاقية عقد سيادي طويل الامد وله علاقة بموضوع الطاقة الذي يعتبر من أركان استقلال القرار السياسي الفلسطيني".

واستهجن شعبان منح المناقصة لقطاع خاص دولي له عقود سابقة سيئة الذكر مما سيؤدي لتكرار نفس المشكلة قائلا:" العقد فضيحة وكان يجب شراء غاز غزة بدلا من الغاز الاسرائيلي".

وتساءل شعبان :" لماذا هذه الضبابية والغموض في توقيع العقد ولماذا لم نشتري غاز غزة وكيف يقوم وزير المالية شكري بشارة بطلب قرض بمائة مليون دولار دون المرور على المجلس التشريعي مؤكدا أن الانقسام أعطى فرصة ذهبية للقطاع الخاص الفلسطيني لتوقيع عقود طويلة المدى ستبقى سيفا مسلطا على رقاب شعبنا لعشرات السنين".

الفصائل استيقظت متأخرا
وكانت خمس قوى واحزاب فلسطينية استهجنت قيام السلطة الفلسطينية مطلع كانون الثاني الماضي بالتوقيع مع اسرائيل على اتفاقية لمدة 20 عاما لاستيراد 4.75 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي إلى الأراضي الفلسطينية بقيمة تتجاوز تكلفتها 1.2 مليار دولار .

وقالت القوى الخمسة وهي الجبهتين الديمقراطية والشعبية وحزب الشعب وفدا والمبادرة الوطنية في بيان صحفي " ان هذه الاتفاقية تثير غضباً شعبياً واسعاً خاصة وأن التوقيع عليها قد تم من خلف ظهر الرأي العام الفلسطيني ، وهي تمتد لعشرين عاما قادمة في استهتار واضح بالجهود التي تم التوافق عليها وطنيا والتي تدعو للتوجه الى المجتمع الدولي من أجل تحديد سقف زمني لإنهاء الاحتلال بما لا يتجاوز العامين وليس العشرين عاما".

واضاف البيان "يزيد الآثار السلبية لهذه الاتفاقية أنها قد وقعت في ظرف يدور فيه جدل حاد ومعارضة واسعة في الاوساط السياسية الرسمية والشعبية في بعض دول الجوار حول عقد صفقات استيراد للغاز الطبيعي من اسرائيل ما يضع الجانب الفلسطيني في موقع تشجيع الدول الأخرى على تطوير علاقاتها مع إسرائيل بدل مقاطعتها بفعل سياساتها الاستيطانية العدوانية التوسعية".

وهاتفت دنيا الوطن الوزير عمر كتانة رئيس سلطة الطاقة ولكنه رفض الادلاء بأي تصريحات في هذا الشأن وقال :" انا لا أقابل صحافيين ويمكنكم الحديث مع العلاقات العامة أو الناطق الاعلامي" ولكن بعد الحاح دنيا الوطن عليه لأهمية الموضوع قال:" الاتفاقية لا تحتاج توضيحي خاصة بعد اصدار الوزير محمد مصطفى والحكومة بيانين في هذا الشأن " وأردف :" ما عندي وقت للتوضيحات".

واجرت دنيا الوطن عشرات الاتصالات لفك الغموض ومحاولة فهم أسرار وبنود الاتفاقية ولكن بعد جهد طويل والحديث مع عشرات الخبراء والوزراء السابقين والحاليين ونواب ومسؤولين ورجال أعمال ازداد الغموض ولوحظ اجماع بعدم العلم بالاتفاقية اما خوفا من التصريح أو فعلا انها اتفاقية سرية".

ولوحظ من الاتصالات التي أجرتها دنيا الوطن ان الجميع يلقي الكرة في ملعب الوزير محمد مصطفى بالمسؤولية عن توقيع هذه الاتفاقية..

التعليقات