دراسة بحرينية: الربيع العربي أمام انتهازية أمريكا..مصر والبحرين نموذجان

رام الله - دنيا الوطن
خلصت دراسة لمركز الدراسات والإعلام البحريني إلى مدى انتهازية الولايات المتحدة إبان حقبة الربيع العربي، وأكدت الدراسة أنه في ظل ما شهده العالم العربي في الأربعة أعوام الأخيرة، من تغيرات وثورات في بعض الدول واضطرابات وحروب في أخرى، وما تلى ذلك من انكشاف جميع الأوراق في المنطقة وظهور الحلفاء من المتربصين، أصبح لزاما على جميع الدول العربية إعادة صوغ علاقاتها الخارجية جيدا بناء على الرؤية الجديدة التي خلصت إليها الحكومات العربية التي نجحت في امتصاص الأزمة التي ضربت العالم العربي بأسره في 2011.
ولعل من أهم العلاقات التي يجب إعادة التفكير فيها، العلاقات العربية- الأمريكية، والتي كشفت تجربتها مدى انتهازية الولايات المتحدة أبان حقبة الربيع العربي، حيث وقفت تشاهد حلفاؤها يتساقطون في مصر وتونس واليمن، ودعمت حركة التمرد في البحرين، وظلت تراقب المشهد من بعيد في انتظار الفائز، ثم معارضتها لخيارات الشعب المصري ووقوفها ضد ثورته في 30 يونيو، داعمة الإرهاب والإرهابيين من الإخوان وأشباههم، الأمر الذي مثل سمة عامة ودائمة لسياسات واشنطن في المنطقة تجاه الدول العربية، حيث تتعامل دائما بمنطق نفعي "برجماتي" يعتمد على تسخير دول المنطقة لخدمة الأهداف السامية للبيت الأبيض في منطقة النفط وممرات التجارة العالمية.
ومن الأمور التي تساعد على إعادة التفكير مليا في العلاقات العربية مع واشنطن، عودة الدب الروسي المفاجئة وحضور موسكو طرفا في جميع قضايا المنطقة، لتظهر كحليف قديم له رؤية حكيمة في المنطقة، دون انتهازية أو تلاعب أو استغلال بعض الأوراق، كورقة منظمات حقوق الإنسان، في إرباك الدولة من الداخل وإشعال الفتن الداخلية بها، كما فعلت الولايات المتحدة في البحرين.
وكانت مصر من أوائل الدول في المنطقة التي فكرت في موسكو عقب انكشاف واشنطن وتوتر العلاقات الأمريكية المصرية في غضون ثورة 30 يونيو، حيث بادرت مصر في التعاون مع الروس مجددا على الأصعدة السياسية والعسكرية وأيضا في ملف مصر النووي، الذي تعهدت روسيا بإنشائه قريبا شمالي مصر، في الضبعة، وها هي البحرين تقترب من الحليف الروسي، إذ ذكر سفير روسيا في البحرين فيكتور سميرنوف أن وزير خارجية البحرين خالد بن أحمد آل خليفة سيبدأ زيارة رسمية إلى موسكو في 16 مارس/آذار الجاري، لتطوير العلاقات السياسية بين البلدين، مشيرا إلى أن موسكو والمنامة نجحتا في الحفاظ على الطابع الودي للعلاقات بين البلدين منذ إقامتها قبل 25 عاما.
ولفت سميرنوف إلى نقطة هامة جدا تتعلق بحقيقة الانفتاح البحريني على الشرق الأسيوي مشيرا إلى نظرية التوازن في العلاقات الخارجية للملكة، حيث أكد السفير الروسي أن "ملك البحرين يثمن كثيرا المسار الشرقي في سياسته الخارجية ولا يبحث عن الشركاء في الغرب فقط، الأمر الذي أدى إلى امتناعه عن تأييد محاولات الدول الغربية ممارسة الضغط على روسيا على خلفية الأزمة الأوكرانية".
وكانت البحرين قد تمددت خلال السنوات الأخيرة في الشرق الآسيوي حيث قام صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة، رئيس مجلس الوزراء، بزيارات متكررة نحو الشرق والدول الآسيوية، وفق رؤية مستقبلية واستراتيجية سياسية في أن الدولة يجب أن تمد علاقاتها مع كل الدول من دون أن تحكر وتحصر نفسها مع دول الغرب فقط، كما أن جلالة الملك البحريني زار اليابان وتايلند، وسمو ولي العهد زار كوريا الجنوبية، وأخيرا تطرق البحرين عتبة موسكو في مزيد من إعادة التوازن للمنطقة العربية.
ولعل هذا التوازن لا يفيد فقط في مجالات التعاون المعلنة بين الجانبين الروسي والعربي، بل يمتد أثره إلى حماية الأمن القومي العربي، حيث إن اللعب بورقة روسيا في المنطقة امام أعين واشنطن سيدفع الأخيرة إلى تقديم تنازلات في مجالات واسعة، أهمها عدم دعم الجماعات المارقة في الداخل العربي، كما تدعم جمعية "الوفاق" المخربة في البحرين، والاخوان المسلمين في مصر، و"داعش" في العراق وسوريا وليبيا، وأيضا تقديم تنازلات في الملف الفلسطيني من خلال الضغط على إسرائيل في الملفات الملحة، من عمليات التهويد والاستيطان وغيرها.
خلصت دراسة لمركز الدراسات والإعلام البحريني إلى مدى انتهازية الولايات المتحدة إبان حقبة الربيع العربي، وأكدت الدراسة أنه في ظل ما شهده العالم العربي في الأربعة أعوام الأخيرة، من تغيرات وثورات في بعض الدول واضطرابات وحروب في أخرى، وما تلى ذلك من انكشاف جميع الأوراق في المنطقة وظهور الحلفاء من المتربصين، أصبح لزاما على جميع الدول العربية إعادة صوغ علاقاتها الخارجية جيدا بناء على الرؤية الجديدة التي خلصت إليها الحكومات العربية التي نجحت في امتصاص الأزمة التي ضربت العالم العربي بأسره في 2011.
ولعل من أهم العلاقات التي يجب إعادة التفكير فيها، العلاقات العربية- الأمريكية، والتي كشفت تجربتها مدى انتهازية الولايات المتحدة أبان حقبة الربيع العربي، حيث وقفت تشاهد حلفاؤها يتساقطون في مصر وتونس واليمن، ودعمت حركة التمرد في البحرين، وظلت تراقب المشهد من بعيد في انتظار الفائز، ثم معارضتها لخيارات الشعب المصري ووقوفها ضد ثورته في 30 يونيو، داعمة الإرهاب والإرهابيين من الإخوان وأشباههم، الأمر الذي مثل سمة عامة ودائمة لسياسات واشنطن في المنطقة تجاه الدول العربية، حيث تتعامل دائما بمنطق نفعي "برجماتي" يعتمد على تسخير دول المنطقة لخدمة الأهداف السامية للبيت الأبيض في منطقة النفط وممرات التجارة العالمية.
ومن الأمور التي تساعد على إعادة التفكير مليا في العلاقات العربية مع واشنطن، عودة الدب الروسي المفاجئة وحضور موسكو طرفا في جميع قضايا المنطقة، لتظهر كحليف قديم له رؤية حكيمة في المنطقة، دون انتهازية أو تلاعب أو استغلال بعض الأوراق، كورقة منظمات حقوق الإنسان، في إرباك الدولة من الداخل وإشعال الفتن الداخلية بها، كما فعلت الولايات المتحدة في البحرين.
وكانت مصر من أوائل الدول في المنطقة التي فكرت في موسكو عقب انكشاف واشنطن وتوتر العلاقات الأمريكية المصرية في غضون ثورة 30 يونيو، حيث بادرت مصر في التعاون مع الروس مجددا على الأصعدة السياسية والعسكرية وأيضا في ملف مصر النووي، الذي تعهدت روسيا بإنشائه قريبا شمالي مصر، في الضبعة، وها هي البحرين تقترب من الحليف الروسي، إذ ذكر سفير روسيا في البحرين فيكتور سميرنوف أن وزير خارجية البحرين خالد بن أحمد آل خليفة سيبدأ زيارة رسمية إلى موسكو في 16 مارس/آذار الجاري، لتطوير العلاقات السياسية بين البلدين، مشيرا إلى أن موسكو والمنامة نجحتا في الحفاظ على الطابع الودي للعلاقات بين البلدين منذ إقامتها قبل 25 عاما.
ولفت سميرنوف إلى نقطة هامة جدا تتعلق بحقيقة الانفتاح البحريني على الشرق الأسيوي مشيرا إلى نظرية التوازن في العلاقات الخارجية للملكة، حيث أكد السفير الروسي أن "ملك البحرين يثمن كثيرا المسار الشرقي في سياسته الخارجية ولا يبحث عن الشركاء في الغرب فقط، الأمر الذي أدى إلى امتناعه عن تأييد محاولات الدول الغربية ممارسة الضغط على روسيا على خلفية الأزمة الأوكرانية".
وكانت البحرين قد تمددت خلال السنوات الأخيرة في الشرق الآسيوي حيث قام صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة، رئيس مجلس الوزراء، بزيارات متكررة نحو الشرق والدول الآسيوية، وفق رؤية مستقبلية واستراتيجية سياسية في أن الدولة يجب أن تمد علاقاتها مع كل الدول من دون أن تحكر وتحصر نفسها مع دول الغرب فقط، كما أن جلالة الملك البحريني زار اليابان وتايلند، وسمو ولي العهد زار كوريا الجنوبية، وأخيرا تطرق البحرين عتبة موسكو في مزيد من إعادة التوازن للمنطقة العربية.
ولعل هذا التوازن لا يفيد فقط في مجالات التعاون المعلنة بين الجانبين الروسي والعربي، بل يمتد أثره إلى حماية الأمن القومي العربي، حيث إن اللعب بورقة روسيا في المنطقة امام أعين واشنطن سيدفع الأخيرة إلى تقديم تنازلات في مجالات واسعة، أهمها عدم دعم الجماعات المارقة في الداخل العربي، كما تدعم جمعية "الوفاق" المخربة في البحرين، والاخوان المسلمين في مصر، و"داعش" في العراق وسوريا وليبيا، وأيضا تقديم تنازلات في الملف الفلسطيني من خلال الضغط على إسرائيل في الملفات الملحة، من عمليات التهويد والاستيطان وغيرها.
التعليقات