داعش تزحف إلى أوروبا وامريكا بجيش من المقاتلين

داعش تزحف إلى أوروبا وامريكا بجيش من المقاتلين
بقلم : عبدالله عيسى
رئيس التحرير

من الأوراق الخطيرة جدا والتي لم تستخدمها تنظيم الدولة الإسلامية " داعش" هي جيش كامل من الأوروبيين والأمريكيين والأسيويين والذين يقدر عددهم الآن حسب الإحصائيات الأمريكية المنشورة بوسائل الإعلام حوالي 20 الف مقاتل أجنبي .

وحسب تصريحات وزير الخارجية الأردني خلال لقائه مع وزير الخارجية الأمريكي كيري فان قوات داعش تتشكل من 96 دولة في العالم وأنها الحرب العالمية الثالثة بين التحالف الدولي الذي تشكل من 65 دولة وجيش داعش .

واذا كانت العملية المسلحة التي نفذتها القاعدة في اليمن ضد صحيفة شارل ايبدو في باريس والمتجر اليهودي والتي أدت الى مقتل 18 شخصا وأثارت رعبا وترويعا في كافة أرجاء فرنسا ووقف العالم كله على رجل واحدة تضامنا مع فرنسا بسبب خلية للقاعدة لا يتجاوز عدد عناصرها خمسة أشخاص بما فيهم السيدة الجزائرية حياة والتي فرت من فرنسا والتحقت بداعش في سوريا فماذا سيفعل 20 الف مقاتل قد يتسللون إلى بلدانهم في أي وقت ولن يحدثوا رعبا في 96 دولة في العالم بل زلزالا حقيقيا .

داعش لم تفعل شيئا حتى الآن في أوروبا وأمريكا ولكن هذا لايعني انها لا ترسل خلايا نائمة الى 96 دولة في العالم لتكون جاهزة للانطلاق في أي لحظة يراها الخليفة البغداي مناسبة .

فقتال داعش في العراق وسوريا وليبيا وسيناء شيء وما ينتظر العالم من كارثة حقيقية شيء اخر ولا أظن ان العالم قادر على احتماله ان وقعت عمليات مسلحة في عشرات دول العالم بوقت متزامن .

أي ان داعش تمتلك قنابل نووية بشرية لم تستخدم مطلقا حتى الآن وما يثير الخوف أكثر انها مستمرة بنشاط مثير للدهشة في استقطاب الأجانب عبر الانترنت وغيره من وسائل الاتصال الحديثة وفي الوقت نفسه تلتزم الهدوء التام فيما يتعلق بالأجانب وعملية تحريكهم الى بلدانهم وما هي الخطة الحقيقية لداعش في استهداف 96 دولة في العالم ومتى وكيف ؟!.

وقد يقول قائل ان دول العالم أعلنت النفير العام وكثير من الأجانب بما فيهم الأوروبيين والأمريكيين أعلنوا النفير العام في مطاراتهم ومعابرهم الحدودية وكثير من مقاتلي داعش من الأجانب أصبحوا أوراقا محروقة ومكشوفة لاجهزة الامن الأوروبية والأمريكية وهذا صحيح وهؤلاء وضعت أسماؤهم على قوائم ترقب الوصول في المطارات العالمية .. والسؤال كيف تمكنت حياة الجزائرية من مغادرة فرنسا بهدوء والسفر إلى تركيا ومنها الى داعش بسوريا والأجهزة الأمنية الفرنسية تلاحقها ؟؟!!.

والسؤال الثاني كيف يعد داعش هذا الجيش من الأجانب للعودة الى دولهم وهل سيعودون بأوراقهم الثبوتية الرسمية والصحيحة ام لديهم قدرات في تزوير أوراق ثبوتية كي يستطيع هؤلاء التسلل لدولهم .

هذه القصة التي تنتظر أوروبا وأمريكا واليابان والعالم مخيفة بل انها كابوس لم يشهده العالم من قبل لو قررت داعش تنفيذه وأظنها ستنفذه في وقت ما ليس ببعيد .

فداعش حسب معطيات تحدث عنها صحفي ألماني زارهم في موقعهم بسوريا والعراق أنهم يعطون الأولوية لاحتلال أوروبا وخاصة اسبانيا او الاندلس لاستعادتها .

وكذلك يقول عبدالباري عطوان أن خطط داعش ليست متواضعة كما يظن البعض فهم يخططون للسيطرة على الجزيرة العربية أي دول الخليج ووضعوا نصب أعينهم مكة والمدينة في السعودية .

أي ضرب مزدوج للمصالح الأمريكية والأوروبية في الخليج وأوروبا وأمريكا في عقر دارهم .

وداعش التي لم تستخدم الأجانب في عمليات مسلحة حتى الآن لايعني إنها لاتضع خططا ولا تحرك خلاياها بهدوء للوقت المناسب واعتقد أن داعش ستخدم الأجانب في دولهم في إحدى حالتين او كلاهما .. فإذا اشتد الضغط العسكري على داعش ورأت ان وضعها أوشك على الانهيار فانها ستحرك خلاياها في أوروبا وأمريكا بعمليات عسكرية والحالة الثانية اذا ازدادت قوة داعش وتمكنت وهو ما تسميه ب " التمكين " فإنها ستضرب أوروبا وأمريكا ايضا .

ان داعش تدرك بان تبعات تحريك خلاياها في أوروبا وأمريكا سيؤدي إلى رد فعل عسكري دولي هائل ضدها وأظنها تريد تلافي رد الفعل العسكري الدولي ولا تريد مزيد من الضغط العسكري عليها والذي يعيق تقدمها وازدياد مساحة نفوذها على الأرض في العراق وسوريا وليبيا وسيناء .

جيش ضخم لامثيل له عبر التاريخ المعاصر ان تستطيع حركة او تنظيم ديني او سياسي تجنيد هذا الكم الهائل من الأوروبيين والأمريكيين ومن 96 دولة في العالم والذي وصل تعداده الى نحو 20 الف مقاتل من الشباب العالمي بمختلف الجنسيات من أمريكا إلى أقصى شرق أسيا .. ومهما عملت أجهزة الأمن الدولية فان نسبة كبيرة تقدر بالآلاف تستطيع الوصول الى أهدافها في أوروبا وأمريكا وهذا العدد منن المقاتلين سيحدث زلزلا حقيقيا في العالم .

أي ان العالم يخوض حربا خارج أراضيه في العراق وسوريا ولم تبدأ بعد الحرب الأكثر ضراوة وعنفا وترويعا على الأراضي الأوروبية والأمريكية والتي لايستطيع المواطن الأوروبي والأمريكي احتمالها ابدا .

فإذا كان خمسة أشخاص على أكثر تقدير أحدثوا رعبا وترويعا في فرنسا لاسابيع فكيف بآلاف المقاتلين المسلحين الذي سيندفعون للقيام بعمليات مسلحة متراكمة في عشرات من دول العالم .

أرها مسالة وقت لا اكثر وارى ان داعش تستعد عمليا للحرب القادمة في أوروبا وأمريكا بوسائل مبتكرة ولم يعهدها العالم ويستعد العالم للحرب بوسائل تقليدية بائدة لن تصمد امام الاجتياح الداعشي القادم والذي سيكون أكثر هولا وباسا مما وقع بفرنسا .. ففرض قيود على تأشيرات أوروبا وأمريكا لايعني شيئا لان من يتسللون الى بلدانهم لا يتوجهون لسفارات دولهم للحصول  على تأشيرات لانهم يحملون جوازت سفر دولهم .

قصة مخيفة جدا ينتظرها العالم وقرار بدء الحرب بيد الخليفة البغدادي وإشارة الانطلاق منه تعني ان العالم سيعيش رعبا لم يره في التاريخ المعاصر لان نجاح آلاف من المقاتلين بالوصول الى بلدانهم ونختصر الإحصائية الأمريكية من 20 الف إلى بضعة الاف سينجحون بالعودة الى دولهم فهي حرب لم يعهدها العالم وستتحول المعركة من العراق وسوريا وليبيا وسيناء الى العالم كله .

 


 


التعليقات