حاجز زعترة ...خوف وإذلال للفلسطينين

رام الله - دنيا الوطن
تقرير:عهود الخفش
قد يكون من أكثر المناطق التي يعاني منها الفلسطينين ،ومن أكثر المناطق إهانة وخوفا بالنسبة للمارين على أقدامهم من عربدة قطعان المستوطنين المتطرفين الذين يحملون السلاح لتغرس في نفوسهم أن فلسطين محرمه على الفلسطينين..
ومن الصعوبه أن تسير من خلاله دون أن تتعرض للأذى من قبلهم ،ولا يكاد يفر منه المواطن بتنقله بين المدن والقرى الا من خلاله ،إنه حاجز زعترة الذي يربط الضفه الغربيه شمالها بوسطها بجنوبها .
ترجلت من السيارة ... تسير بخطى ثقيله... بعيون محدقه هنا وهناك كأنها تنتظر شيئا ما... وعقلها لا يكف عن التفكير والتحذير ... وحواسها منهكة بين الخوف والارتباك .. هذا ما قرأناه في وجه "لما" والتي اخذت تشعر بالإطمئنان عند وصولها نقطه تجمعنا، التي خصصها لنا جنود الاحتلال عند حاجز زعترة لإنطلاقنا الى رام الله ,وبدأت بحديثها لعهود الخفش لتفسر لنا ما هو سبب هذا الخوف فتقول"لما" بنبرة صوت مقهورة " بخاف من هذه المنطقة، أنا من قرية ياسوف أدرس في جامعه بيرزيت، لا يكاد يمر علي يوما الا وأعبر هذا الحاجز اللعين الذي من خلاله نتعرض نحن كفلسطينين يوميا لإعتداءات وشتائم من قبل المستوطنين , وتضيف " كنت يوما أقف بإنتظار سيارة لتقلني الى رام الله وفوجئت بهجوم أحد المستوطنين وبيده مسدسه وقام برفعه بوجهي وبدأ بشتائم بذيئة اخجل من قولها ... وبقي يتهجم وزملاءه يضحكون بأصوات مستفزة, وانا أبتعد عنه كلما أقترب نحوي الى ان جاء أحد الجنود يبعده عني ، وبقيت في حالة خوف الى أن جاءت سيارة خصوصي وأسعفتني من همجيتهم الحاقدة المدعومة من قبل الجنود الموجودين على قرب منا ... فهذا المشهد يتكرر يوميا اذا لم يكن معي مع أشخاص أخرين، يعنى انه اصبح من الصعوبه أن يسير أي مواطن على هذه الطريق دون أن يتعرض لأذى مستوطن اما ان يكون جسديا او نفسيا.
"يرفع يده وبها السلاح الذي لا يحميه بل يتظاهر بأنه يحميه ... انت فلسطيني روح من هون" بهذه الكلمات بدأ الحاج ابو العبد الذي تجاوز عمره 55 عاما من قريه يتمه كلامه الذي تعرض لإعتداء من قبل مستوطن.
عندما إضطرته الظروف الوقوف على حاجز زعترة للذهاب الى مدينه نابلس فيضيف لعهود الخفش قائلا": كنت أقف بزاويه بالإتجاه الذي تأتي فيه السيارة الى نابلس وكان بالمقابل مجموعه من فتيه المستوطنين يقفون في المكان الخصص لهم تحت المظله وأثناء إنتظاري سيارة لتقلني, بدأوا بالقاء الحجارة الصغيرة وزجاجات الكولا إتجاهي مع شتائم , فنظرت الى الجنود الذين يقفون على مقربه من الحاجز لأشعرهم ما يحدث ولكنهم كانوا يضحكوا وغير مهتمين ,بداية التزمت الصمت .
لكن دون شعور لم أتمالك نفسي وبدأت بالرد عليهم بقولي "انتم محتلين إرحلوا عن أرضنا" الى أن جاء مستوطن حاقد إتجاهي وأخذ بضربي وقمت بضربه بالعصا التي ترافقني, وبيقينا نتعارك الا ان تدخل الجنود الذين يحرصونهم من جهة ويعذبوا الفلسطينين المارين بمركباتهم بحجزهم لساعات من جهة أخرى قالها بصوت حزين متمتما بين شفتاه"حسبي الله ونعم الوكيل فيهم" صمت الحاج لفترة من الزمن وكأنه يستذكر ذلك الشريط الذي توقف عند دمعته التي سالت ألما لما حدث معه ,ثم عاد ليستكمل حديثه فيقول" انا كبير بالعمر وأهان من قبل محتل بعمر اولاد ابني, متسائلا بحسرة هل هذا هو العدل ؟ واين العالم ليرى ما يحدث لنا ؟ نحن شعب مغلوب على أمره مع شعب محتل مغتصب لا يملك الا الكراهية والحقد الدفين بداخلهم اتجاههنا وكأننا نحن المحتلين! وأصبحنا حتى نفقد ليس الارض والأمان كذلك كرامتنا التي أصبحت تهان من قبلهم".
السائق "بلال" تحدث لعهود الخفش عن ممارسات الجيش والمستوطنين على حاجز زعترة قائلا": يوميا نتعرض لمضايقات من قبل الجيش او المستوطنين المتواجدين على الحاجز فأيام يتم إغلاقه لساعات من قبل الجيش مما يشكل أزمة مرورية خانقه ، بحجة التفتتيش عن مطلوبين ويتم إعتقال شباب لعدة ساعات، فيتم وضعهم وهم معصوبي الاعين تحت المطر أو تحت أشعة الشمس، علاوة على ذلك إستخدام الكلاب البوليسيه للتفتيش وبالتالي تخريب حاجات الناس من خلال شمها والعبث بها، وهذا يسبب إهانة وإذلال لنا ،إضافة الى ذلك وجود الشرطة الاسرائيلية بشكل دائم ويتم مخالفة السائقين دون رحمة.
ويواصل بلال حديثه نحن بحاجة لهبه جماهيريه وهذا يتطلب التنسيق بمستويات أعلى ويتطلب تضافر جهود اكبر على الصعيد الوطني، وهذا الامر ليس صعبا أو مستحيلا، ويكفي ان يبدأ مجموعة من النشطاء بتنظيم نشاط واحد يحشدون فيه مائتين أو ثلاثمائة متظاهر يتجهون بالباصات ومعهم متضامنين دوليين وإسرائيليين من أنصار السلام من أجل ازالة هذا الحاجز فهو غير شرعي وإجراءات الاحتلال وقوانينه جميعها باطلة، فأين مؤسسات حقوق الانسان مما نحن فيه، لماذا لم يتم حصر الأضرار المادية والنفسية للمواطنين الذين يتعرضون لمضايقات من قبل الاحتلال".
تقرير:عهود الخفش
قد يكون من أكثر المناطق التي يعاني منها الفلسطينين ،ومن أكثر المناطق إهانة وخوفا بالنسبة للمارين على أقدامهم من عربدة قطعان المستوطنين المتطرفين الذين يحملون السلاح لتغرس في نفوسهم أن فلسطين محرمه على الفلسطينين..
ومن الصعوبه أن تسير من خلاله دون أن تتعرض للأذى من قبلهم ،ولا يكاد يفر منه المواطن بتنقله بين المدن والقرى الا من خلاله ،إنه حاجز زعترة الذي يربط الضفه الغربيه شمالها بوسطها بجنوبها .
ترجلت من السيارة ... تسير بخطى ثقيله... بعيون محدقه هنا وهناك كأنها تنتظر شيئا ما... وعقلها لا يكف عن التفكير والتحذير ... وحواسها منهكة بين الخوف والارتباك .. هذا ما قرأناه في وجه "لما" والتي اخذت تشعر بالإطمئنان عند وصولها نقطه تجمعنا، التي خصصها لنا جنود الاحتلال عند حاجز زعترة لإنطلاقنا الى رام الله ,وبدأت بحديثها لعهود الخفش لتفسر لنا ما هو سبب هذا الخوف فتقول"لما" بنبرة صوت مقهورة " بخاف من هذه المنطقة، أنا من قرية ياسوف أدرس في جامعه بيرزيت، لا يكاد يمر علي يوما الا وأعبر هذا الحاجز اللعين الذي من خلاله نتعرض نحن كفلسطينين يوميا لإعتداءات وشتائم من قبل المستوطنين , وتضيف " كنت يوما أقف بإنتظار سيارة لتقلني الى رام الله وفوجئت بهجوم أحد المستوطنين وبيده مسدسه وقام برفعه بوجهي وبدأ بشتائم بذيئة اخجل من قولها ... وبقي يتهجم وزملاءه يضحكون بأصوات مستفزة, وانا أبتعد عنه كلما أقترب نحوي الى ان جاء أحد الجنود يبعده عني ، وبقيت في حالة خوف الى أن جاءت سيارة خصوصي وأسعفتني من همجيتهم الحاقدة المدعومة من قبل الجنود الموجودين على قرب منا ... فهذا المشهد يتكرر يوميا اذا لم يكن معي مع أشخاص أخرين، يعنى انه اصبح من الصعوبه أن يسير أي مواطن على هذه الطريق دون أن يتعرض لأذى مستوطن اما ان يكون جسديا او نفسيا.
"يرفع يده وبها السلاح الذي لا يحميه بل يتظاهر بأنه يحميه ... انت فلسطيني روح من هون" بهذه الكلمات بدأ الحاج ابو العبد الذي تجاوز عمره 55 عاما من قريه يتمه كلامه الذي تعرض لإعتداء من قبل مستوطن.
عندما إضطرته الظروف الوقوف على حاجز زعترة للذهاب الى مدينه نابلس فيضيف لعهود الخفش قائلا": كنت أقف بزاويه بالإتجاه الذي تأتي فيه السيارة الى نابلس وكان بالمقابل مجموعه من فتيه المستوطنين يقفون في المكان الخصص لهم تحت المظله وأثناء إنتظاري سيارة لتقلني, بدأوا بالقاء الحجارة الصغيرة وزجاجات الكولا إتجاهي مع شتائم , فنظرت الى الجنود الذين يقفون على مقربه من الحاجز لأشعرهم ما يحدث ولكنهم كانوا يضحكوا وغير مهتمين ,بداية التزمت الصمت .
لكن دون شعور لم أتمالك نفسي وبدأت بالرد عليهم بقولي "انتم محتلين إرحلوا عن أرضنا" الى أن جاء مستوطن حاقد إتجاهي وأخذ بضربي وقمت بضربه بالعصا التي ترافقني, وبيقينا نتعارك الا ان تدخل الجنود الذين يحرصونهم من جهة ويعذبوا الفلسطينين المارين بمركباتهم بحجزهم لساعات من جهة أخرى قالها بصوت حزين متمتما بين شفتاه"حسبي الله ونعم الوكيل فيهم" صمت الحاج لفترة من الزمن وكأنه يستذكر ذلك الشريط الذي توقف عند دمعته التي سالت ألما لما حدث معه ,ثم عاد ليستكمل حديثه فيقول" انا كبير بالعمر وأهان من قبل محتل بعمر اولاد ابني, متسائلا بحسرة هل هذا هو العدل ؟ واين العالم ليرى ما يحدث لنا ؟ نحن شعب مغلوب على أمره مع شعب محتل مغتصب لا يملك الا الكراهية والحقد الدفين بداخلهم اتجاههنا وكأننا نحن المحتلين! وأصبحنا حتى نفقد ليس الارض والأمان كذلك كرامتنا التي أصبحت تهان من قبلهم".
السائق "بلال" تحدث لعهود الخفش عن ممارسات الجيش والمستوطنين على حاجز زعترة قائلا": يوميا نتعرض لمضايقات من قبل الجيش او المستوطنين المتواجدين على الحاجز فأيام يتم إغلاقه لساعات من قبل الجيش مما يشكل أزمة مرورية خانقه ، بحجة التفتتيش عن مطلوبين ويتم إعتقال شباب لعدة ساعات، فيتم وضعهم وهم معصوبي الاعين تحت المطر أو تحت أشعة الشمس، علاوة على ذلك إستخدام الكلاب البوليسيه للتفتيش وبالتالي تخريب حاجات الناس من خلال شمها والعبث بها، وهذا يسبب إهانة وإذلال لنا ،إضافة الى ذلك وجود الشرطة الاسرائيلية بشكل دائم ويتم مخالفة السائقين دون رحمة.
ويواصل بلال حديثه نحن بحاجة لهبه جماهيريه وهذا يتطلب التنسيق بمستويات أعلى ويتطلب تضافر جهود اكبر على الصعيد الوطني، وهذا الامر ليس صعبا أو مستحيلا، ويكفي ان يبدأ مجموعة من النشطاء بتنظيم نشاط واحد يحشدون فيه مائتين أو ثلاثمائة متظاهر يتجهون بالباصات ومعهم متضامنين دوليين وإسرائيليين من أنصار السلام من أجل ازالة هذا الحاجز فهو غير شرعي وإجراءات الاحتلال وقوانينه جميعها باطلة، فأين مؤسسات حقوق الانسان مما نحن فيه، لماذا لم يتم حصر الأضرار المادية والنفسية للمواطنين الذين يتعرضون لمضايقات من قبل الاحتلال".
التعليقات