صحيفة: الغنوشي تعهد لواشنطن بقاعدة عسكرية والتطبيع مع إسرائيل

صحيفة: الغنوشي تعهد لواشنطن بقاعدة عسكرية والتطبيع مع إسرائيل
رام الله - دنيا الوطن
قال موقع "ميدل إيست أون لاين" إن الرئيس التونسي الجديد، الباجي قائد السبسي، تراجع عن تعهد التزم به رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي، في 2012 بإقامة قاعدة عسكرية أمريكية ومكتب اتصال إسرائيلي في تونس، بعد سنة من وصول الحركة إلى الحكم بعد فوزها في انتخابات 2011. 

ونقل الموقع عن مصادر مطلعة أن الرئيس التونسي الجديد رفض العرض الذي جدده السيناتور الأميركي الجمهوري جون ماكين، في زيارته المفاجئة لتونس قبل أسبوع والتي أعاد فيها طلب تنفيذ الالتزام السابق الذي تعهد به رئيس الحركة الإخوانية، الغنوشي والقاضي بإقامة قاعدة عسكرية في منطقة رمادة في أقصى الجنوب التونسي، على مقربة من الحدود اللّيبية والجزائرية.

مفاجأة السبسي

وأضافت المصادر "أن قائد السبسي رفض طلب جون ماكين"، معتبراً ذلك "تدخلاً سافراً في الشؤون الداخلية التونسية، وتهديداً مباشرا وخطيرا للأمن القومي التونسي من شأنه أن يضرب في العمق مفهوم سيادة الدولة واستقلالية قرارها السياسي"، وهو الرفض الذي فاجأ حسب المصادر السيناتور ماكين كثيراً، وأرجعت المصادر ذلك إلى استغراب السيناتور "كيف يرفض رجل بورقيبة العلماني العرض الأمريكي في حين رحب به، بل تعهد به راشد الغنوشي الإخواني ".

ويعود الحوار الأمريكي الإخواني حول القاعدة الأمريكية في تونس، إلى وصول النهضة إلى الحكم، وكانت تقارير سياسية واستخباراتية أكدت أن راشد الغنوشي "تعهد" لواشنطن في 2012، عندما كان يوصف بـ"الحاكم الفعلي في تونس" بعد احتكار النهضة للحكم، بالموافقة على إقامة قاعدة عسكرية تتولى الرصد والمراقبة وملاحقة الجماعات الإرهابية في المثلث الصحراوي أقصى جنوب البلاد على أن تتحول لاحقاً إلى مركز القيادة المركزية لقوة "الافريكوم" بشمال إفريقيا.

وحسب الموقع، أبلغ السناتور جون ماكين و"عراب جماعات الإخوان"، راشد الغنوشي وحمادي الجبالي رئيس حكومة الترويكا بقيادة النهضة، وقتها برغبة الولايات المتحدة، ووافقا الرجلان على كل الترتيبات المتعلقة بهذا التواجد والتعاون الأميركي مع تونس، مقابل دعم واشنطن للنهضة في الحكم بمساعدات مالية عاجلة في شكل هبات، وذهب الأميركيون إلى حد جعل تونس في صدارة الدول التي تحظى بالأولوية في مجال المساعدات.

شهر عسل

وأكد الموقع، أن الدبلوماسيين العرب والأجانب يصفون سنة 2012 بـ"شهر العسل" بين النهضة وواشنطن، وأدى "رئيس حكومة النهضة أنداك حمادي الجبالي زيارة إلى واشنطن في مايو(أيار) بدعوة من الكونغرس حظي خلالها باستقبال شبه رسمي، والتقى خلالها بأكبر مسؤولي البيت الأبيض وصناع القرار مثل جون ماكين وجو ليبرمان المعروفان بكونهما أكبر المدافعين عن المصالح الإسرائيلية، وطاقم وزير الخارجية الحالي جون كيري".

وكان من أبرز ملامح هذا التقارب حسب الموقع ، تجند وسائل الإعلام الأميركية في حملة دعائية غير مسبوقة، روجت لصورة حركة النهضة "التي تمثل الإسلام السياسي المعتدل"، فيما كان راشد الغنوشي يطمئن الأميركيين "بأنه ضد تطبيق الشريعة ومع نظام دولة مدنية"

وبالتوازي مع التوافق السياسي، شهد حكم النهضة "لقاءات جمعت الأميركيين براشد الغنوشي، وكانت لا تخلو من النصائح الودية للتونسيين، بضرورة تحسين علاقاتهم مع إسرائيل وفتح قنوات اتصال مع تل أبيب".

تطبيع

وكان من أبرز ملامح هذا التقارب على الخط الإسرائيلي بين تونس وواشنطن،تصريح الغنوشي، بأنه "لا مشكلة لحركة النهضة مع إسرائيل"، ما فتح الباب في لغة الدبلوماسيون والخبراء في العلاقات الدولية أمام"موافقة ضمنية و"مبدئية" على تطبيع العلاقة مع إسرائيل، وهي الموافقة التي تأكدت لاحقاً بعد تمسك راشد الغنوشي شخصيا على أن لا ينص الدستور الجديد على تجريم التطبيع مع إسرائيل، بالتوازي مع تصريحه لمجلة "ويكلي ستاندارد" الأميركية الذي قال فيه إن "الدستور الجديد لن يتضمن أية مواد تُدين إسرائيل" .

واستمر الود حسب الموقع بين الغنوشي وإسرائيل في منتدى دافوس العالمي في يناير(كانون الثاني) 2012 ، عندم أدلي بتصريح لإذاعة "صوت إسرائيل".

وكان من أبرز الإشارات التي قام بها الغنوشي في هذا الإطار، تعيين مدير مكتب تونس في تل أبيب من 1996 إلى 2000، الدبلوماسي خميس الجيناوي، في منصب مساعدٍ لوزير الخارجية، وصهر الغنوشي رفيق عبد السلام في حكومة النهضة.

التعليقات