الرد العسكري الأردني المتوقع ضد داعش

الرد العسكري الأردني المتوقع ضد داعش
بقلم : عبدالله عيسى
رئيس التحرير

بعد كل عملية قتل لرهينة من قبل تنظيم الدولة الإسلامية " داعش" تتعرض الدولة لانتكاسة خطيرة ومفصلية وتعتبر نقطة تحول نحو الأسوأ .

ورغم أن داعش ترى في هذا الأسلوب بإعدام الرهائن ذبحا وأخيرا حرقا كما حصل مع الطيار الأردني معاذ الكساسبة وسيلة للتخويف وبث الرعب والردع للدول والشعوب في ان واحد فان كل شعوب العالم تنفر من هذا الأسلوب وتستنكره ما عدا أنصار داعش الذين يمجدون هذه الأعمال .

منذ حزيران الماضي تمكن تنظيم الدولة الإسلامية في العراق وخلال فترة قياسية من اكتساح مساحات واسعة جدا وسيطرت على عدة محافظات وتمددت إلى سوريا وسيطرت على محافظة الرقة وغيرها وفي الوقت نفسه كانت أمريكا لا تتدخل وبقيت متفرجة على المشهد حتى وصل تنظيم الدولة الإسلامية الى مشارف بغداد وكانت على وشك السيطرة على العاصمة العراقية إضافة لمبايعتها من قبل تنظيمات إسلامية في سيناء وليبيا حيث سيطرت على مدينة درنة الليبية واماكن أخرى وفجأة وبدون مبرر ظاهر أقدمت داعش على ذبح صحفي أمريكي فانقلب الوضع كله وتحرك الرئيس الأمريكي وشكل التحالف الدولي لمحاربة داعش والذي تشكل حتى الان منن 60 دولة في العالم .

ومن هنا بدأ التراجع لتنظيم الدولة الإسلامية تحت ضغط الضربات الجوية لقوات التحالف .

ولغاية أيام سابقة كان موقف أمريكا متأرجحا في نوعية وحجم الضربات الجوية وكانت تطرح احتواء داعش وليس القضاء عليها.

حتى جاءت عملية إعدام الطيار معاذ الكساسبة حرقا مما أثارت العالم كله ضدها حكومات وشعوبا وتغيرت قواعد اللعبة فتحدث اوباما ولأول مرة عن القضاء على داعش .

وعلى مستوى الأردن خسرت داعش فئتين في المجتمع الأردني والنخبة السياسية .. الفئة الأولى كانت تعارض دخول الأردن في قوات التحالف الدولي ضد داعش والفئة الثانية التي كانت ترى في تنظيم الدولة الإسلامية إنهم جماعة تريد الإصلاح وترفع راية لا اله الا الله.

الطيار الأردني كان مقاتلا وكل الجيوش المتحاربة في العالم تأسر جنودا وضباطا ثم تنتهي الحرب ويتم تبادل الأسرى ويتم معاملتهم معاملة حسنة حتى في الحروب العربية الإسرائيلية حصل هذا مرات كثيرة بل عادة يتم العناية بالأسير من جيش العدو لان له ثمن في عمليات تبادل الأسرى وكما حصل في لبنان وغزة وحرب أكتوبر والخ .

إعدام الطيار الأردني لم يبث الرعب في قلوب الشعب الأردني او في قلوب الدولة الأردنية ولكنها قلبت الموازين ضد تنظيم الدولة الإسلامية .

والحقيقة وأنا أتابع الفضائيات العربية وهي تسهب في الحديث عن العشائر الأردنية استغربت من تكرار هذه الاسطوانة من قبل كثير من المحللين السياسيين لان هذا الاتجاه في التحليل السياسي يسير باتجاه خاطئ والعشائر الأردنية ليست الصحوات في العراق كما أن العشائر الأردنية لادور لها مطلقا في قضايا تخص المصلحة العليا للدولة ويأتي دور العشائر في قضايا مجتمعية فقط لا أكثر لان الأردن دولة مؤسسات والأمثلة كثيرة .

فرد فعل الأردن شعبا وقيادة لا يمكن ان يكون استرضاء لعشيرة الكساسبة "مع احترامنا لها" وهذا ما ذهب إليه بعض المحللين أيضا وإنما رد اعتبار للأردن شعبا وحكومة وقيادة أولا والجيش ثانيا وسياسة أردنية بالثار بلا هوادة لأي مساس بأي مواطن أردني .

وفي عام 2005 عندما أرسل ابو مصعب الزرقاوي مجموعة قامت بتفجير بعض الفنادق وقتل فيها 60 مواطن أردني واستطاع الأردن ان يصل لمكان لزرقاوي خلال شهر واحد وكانت المعلومات الأردنية التي قدمت لأمريكا هي التي حركت الطائرات الأمريكية والتي قصفت المقر السري للزرقاوي في العراق مما أدى إلى مقتله .

اما عملية قتل الزرقاوي فقد تمت عن طريق استدراج زياد الكربولي من لبنان إلى الأردن والذي اعدم اليوم مع ساجدة الريشاوي.

ومثال اخر محاولة اغتيال خالد مشعل بعمان من قبل إسرائيل وكان رد الفعل الأردني قويا جدا حتى رضخت إسرائيل وأنقذت حياة قائد حماس بعد تسليم الأردن المضاد السم والتركيبة الكيميائية إضافة لإفراج  إسرائيل عن الشيخ احمد ياسين و50 اسير فلسطيني في حينه في محاولة لانهاء أزمة اندلعت بين الاردن وإسرائيل.

اجتماع الملك عبدالله الثاني اليوم مع قادة الجيش وتصريحه بعد الاجتماع بان الرد الأردني ضد داعش سيكون قاسيا جدا يعكس من الآن فصاعدا تصعيدا عسكريا أردنيا أمريكيا في الضربات الجوية ضد تنظيم الدولة الإسلامية ولن تكون ضربات تقليدية فهي ستهسدف القادة .

أتوقع ان يواجه تنظيم الدولة الإسلامية خلال الفترة القادمة ضربات جوية غير مسبوقة في سوريا والعراق .

 


التعليقات