الحلقة الثالثة عشر ..الجزء الثاني من "صوت العاصفة" حصريا على دنيا الوطن: "أيام الحب والحصار"

الحلقة الثالثة عشر ..الجزء الثاني من "صوت العاصفة" حصريا على دنيا الوطن:  "أيام الحب والحصار"
رام الله -خاص دنيا الوطن
خص وزير الإعلام الأسبق وعضو المجلس الإستشاري لحركة فتح د نبيل عمرو صحيفة "دنيا الوطن" بنشر كتابه الجديد الذي صدر مؤخرا في رام الله والتي حمل عنوان "صوت العاصفة" ليحكي تجربته النضالية في الاعلام الى جانب تجاربه النضالية الأخرى على كافة المحافل الثورية .

وينقسم كتابه الى جزئين : يحمل كل جزء منهم حقبة تاريخية من زمن الثورة الفلسطينية ويتطرق الكاتب في الجزئين الى دور إذاعة الثورة الفلسطينية التي أصبحت الآن اذاعة صوت فلسطين في وتجربته الرائدة فيها على مدار سنين الثورة.

دنيا الوطن بدورها قامت بتجزئة الكتاب لنشره عبر صفحاتها على حلقات ليتمكن القاريء من الإطلاع عليه كاملا ففي الحلقة الثالثة عشر من الجزء الثاني والذي حمل عنوان "أيام الحب والحصار" حيث تحدث عن  قصة "اذاعة الثورة الفلسطينية في بيروت اثناء الاجتياح الاسرائيلي في العام 1982".

تقديم الجزء الثاني


هذه المجموعة قصص تسجيلية لأحداث وقعت لحظة ما خلال فترة حصار بيروت وقبيله، صيف العام 1982.

انها أشبه ما تكون شريطا ممغنطا بالغ الحساسية في التقاطه أدق الهمسات وأرق الاحاسيس. خلاصة تجربة مباشرة وحصيلة معاناة ساخنة تجمع بين المعاينة الواعية والمعايشة المرهفة لصاحبها «نبيل» الذي يتميز بها الى جانب ما يتميز به من دقة ملاحظة وسرعة استشرافها ببديهة حاضرة وشفافية نافذة.

- عندما شرعت في قراءتها بعد الساعة الثانية من ذلك ا لصباح الساهر لم يكن في خلدي انني سآتي عليها كلها في جلسة واحدة. ولكني ما ان كنت انهي سطرا منها حتى اجدني مشدودا الى السطر الذي يليه.. وما اقلب صفحة حتى اتعلق بالتي تليها.. وما اترك فكرة او حدثا حتى ادخل مشوقا الى ما يليه لاستكشاف تساوق الخواطر التي كانت تنساب في تداعيات سلسلة يجذبك اليها انها تحكي قصة ما.. لعلها ان تكون قصتك انت لو كنت لحظتها في ذلك المكان الذي وقعت فيه. هل اقول - ان وصفتها - انها يوميات اذاعة؟

ام انها يوميات اذاعية؟

ام هي يوميات اذاعي؟ - انها كل ذلك معاً.

لأنها تجمع ما بين هذا كله في مزيج رقيق منسق تمكن «نبيل» - ببراعة - من سكبها في سبيكة واحدة رغم انها تبدو شعابا مرجانية تضرب في اعماق بحر متلاطم.

- ولعل اكثر ما قربني الى حروفها أمران.. انها. أولا - تتحدث عن لحظات عشتها غائبا.. بعيدا.. ثم انها تتحدث عن الاذاعة.

- وللاذاعة عندي مذاق ولون ورائحة ورونق، لا يجرؤ على منافستها لدي فيما ذكرت شيء آخر.. للاذاعة عندي مذاق تمتزج فيه كل الطعوم المحببة.. ولونها.. هو ذلك اللون الذي يجمع كل الوان الطيف ويضيف اليها الوانا لا يراها الا الملهمون.

- ورائحتها هي تلك الرائحة التي يختلط فيها تراب الارض بقطرات المطر التشريني ثم يفوح منها عبق زنابق الغابر..

- اما رونقها فهو الرونق الفذ لذلك العالم السحري: عالم يمتد بين الميكروفون وذلك الصندوق - صغيرا كان أم كبيرا - الذي يطرق برفق اسماع الناس.. ليقول لهم شيئا قادما عبر الأثير - لرب من يقول.. انه غزل بالاذاعة.

واقول: نعم.. ولماذا لا؟

- وللاذاعة الفلسطينية تحديدا فهي التي اعطيت من عمري اغلى السنين.. ومن عصبي ادق النبض.. ومن فكري عصارة الذهن، ومن جهدي حصيلة الشباب.. وهل يكون مجموعة ذلك كله شيئا آخر.. غير الحب؟

- ثم اني بعد هذا.. اعتبر هذه الحروف التي سكب فيها. «نبيل» جزءا منه تكريما للاذاعة ولمن عملوا فيها.. وانا اعرف جيدا ما الذي يعني «العمل الاذاعي» او «العمل في الاذاعة» - كما أدرك جيدا ما الذي يستحقه هذا العمل من تكريم وتقدير وتخليد..

- ولعلها ان تكون خطوة على الطريق الى الحق والخير والجمال.. والانتصار.

فؤاد ياسين

الجزائر 21/2/1983

فؤاد ياسين.. مؤسس صوت العاصفة 1968

مدير اذاعة صوت فلسطين حتى 1973

تمهيد

ان الثوري الحقيقي مقود بمشاعر حب عظيمة. هذه كلمات شهيرة للقائد الثوري العظيم الشهيد ارنستو تشي غيفارا.. ولقد ادركت صدق المعاني التي تنطوي عليها هذه الكلمات.. اثناء التجربة الكبرى في بيروت، حيث لم اكن اجد اي تفسير للعديد من الظواهر الفذة النادرة.. سوى الحب.. الذي تمتلىء به نفوس الثوار.. فيقاتلون بدافع منه حتى الاستشهاد.

ولقد ادركت كم هم ثوريون اولئك الذين شاءت الاقدار ان اعمل معهم في اذاعة صوت فلسطين صوت الثورة الفلسطينية. لنجتاز معا اياما عاصفة خطرة ولنضع معا تحت جحيم هذه الايام تجربة بالغة الأهمية فيها تجليات انسانية وابداعية متميزة رأيت ان احاول تسجيل ومضات منها على صفحات هذا الكتاب.

لقد كانت تجربة غنية.. لا استطيع الزعم بقدرتي على تسجيلها من كافة جوانبها ووجوهها وكل ما هو مطبوع على صفحات هذا الكتاب.. هو استرجاع من الذاكرة لصور حية ما اظن انها يمكن ان تمحى يوما. وانني الآن - في هذه اللحظات التي اكتب فيها مقدمة كتابي هذا.. اتذكر انني في كثير من المواقف الصعبة او المثيرة رجوت الله ان اعيش.. ليس رغبة زائدة في الحياة.. مع ان مثل هذه الرغبة غريزية ومشروعة - ولكن من اجل ان تتاح لي امكانية تسجيل هذه المواقف.. او امكانية ان اكون واحدا من شهود التاريخ وحين بدأت الكتابة.،. تركت نفسي على سجيتها.. وسكبت من ذاكرتي بعض ما هو محفور فيها بعمق، فلم اتوقف عند تحديدات زمنية او مكانية فلست مؤرخا يسعى الى توثيق مرحلة زمنية حفلت بأحداث كبيرة.. فما انا الا إنسان يحاول ان يرصد نبض تجربة انسانية يتداخل فيها الحب مع الخطر.. والأمل مع اليأس.. والنجاح مع الاحباط.

«نِعَمْ فارس».. تملأ صباحنا بالبهجة والأمل والثقة.. توزع ابتسامتها الجميلة على كل الزملاء وتطير مثل الفراشة الى مواقع المقاتلين.. وبعد ان تغادرنا بساعات قليلة.. يأتي من يقول لنا.. لقد تمزق جسد نعم بفعل قذيفة مباشرة.

تتوقف اقلامنا عن الكتابة.. ننفجر بالبكاء.. نمسح دموعنا.. ونعود لنكتب من جديد.. وفي داخلنا حارس لا يكف عن تذكيرنا.. بأنه ليس من حقنا ان نتمادى في الحزن.. لأننا نكتب للناس.. ونتحدث للناس.. ومهمتنا ان نبقي على نافذة الأمل مشرعة حتى النهاية!!!

أجل..

ليس من حقنا ان نتمادى في الحزن.. فلسنا نكتب مذكرات شخصية.. ولكن من واجبنا ان نتمادى في الحب والأمل هذه معادلتنا في العمل والحياة داخل ذلك البيت الصغير الذي اسمه الاذاعة.. وكلمة ا لأمل هنا تبدو كما لو انها مجرد انشاء.. فمن اين تأتي بمسوغات الأمل.. حين يكتمل الحصار حول بيروت.. وننظر للبحر فلا نرى غير البوارج الاسرائيلية وننظر للسماء فلا نرى غير الطائرات الاسرائيلية.. وننظر للجبل ولا نرى غير مئات فوهات المدافع والرجمات مصوبة نحونا..

لقد كنا نفتش بصعوبة عن اي مصدر للأمل.. فمنذ الأيام الاولى قررنا في الاذاعة ان نبتعد بمستمعينا عن منزلق الحسابات العادية التي تقود الى اليأس.. وشرعنا في تعبئة الجمهور والمقاتلين نحو اهداف واقعية.. اطالة امد المعركة.. وايقاع اكبر قدر من الخسائر في صفوف الأعداء.. وهذه اهداف واقعية ممكنة.. ولقد تم تحقيقها.. وحين زارنا ياسر عرفات للمرة الاولى واجتمع بمعظم كادر الاذاعة لمدة ثلاث ساعات.. دار حوار غني على ضوء الشموع حول فكرة واحدة.. وهي.. ما هو افق معركتنا.. وكانت وجهة نظر عرفات في هذه المسألة بالغة البساطة والعمق..

«لقد قررنا الصمود والمواجهة.. ورفضنا عروضا للخروج سالمين تحت راية الصليب الاحمر. لسببين رئيسيين.. الأول: سياسي.. من واقع ادراكنا ان حرب لبنان يجب الا تكون آخر المطاف في مسيرة الثورة.. وانما يجب ان تتحول الى محطة على الطريق.. لذا يجب ان تطول هذه الحرب.. حتى يدفع العدو ثمنا باهظا.. وتتفاقم تفاعلات هذه الحرب على نحو خطير داخل المجتمع الاسرائيلي.. وذلك سيشكل مناخا جيدا لاستئناف الصراع والاستمرار فيه..

اما السبب الثاني.. وهو معنوي.. من واجب هذه الثورة.. ان تقدم لشعبها الذي ينوء تحت اثقال التآمر والتواطؤ والخذلان. زاداً معنويا من البطولة المتفردة تتغذى عليه الاجيال وتستمد منه حوافز للمواصلة، فمهما يحل بنا نتيجة هذه الحرب القاسية. «و،هي على كل حال مفروضة علينا» فان ما سنجنيه من الصمود سيكون كبيرا..

كانت المعادلة واضحة بالنسبة لنا.. وبالتالي لم نخطىء «حسب اعتقادي» في مخاطبة الناس ضمن حدود واقعية.. وكان جهدنا ينصب حول هدف مركزي..هو اقناع الناس بأن صمودهم له معناه السياسي والأخلاقي.. الكبير.. وانه الخيار الوحيد الذي يجنب الوطن والشعب اخطارا مصيرية.. ولقد نجحنا في ذلك الى حد بعيد.. وظلت نوافذ الأمل مفتوحة في جدار الحصار وادركنا بوعي ان الأمل لم يكن مصطنعا حتى لو بدا لنا في لحظة ما انه كذلك.

***

مرة واحدة اتصل بي جنرال  الثورة.. سعد صايل ابو الوليد.. حيث اصدر لي تعليمات باذاعة خبر هام يتعلق بلقائه مع احد الاخوة الايرانيين لا اذكر اسمه.. ولكن صفته ملفتة للنظر فهو قائد لواء محمد رسول الله.. وابلغني ابو الوليد.. ان اضع في الخبر عبارة بالغة الأهمية وهي انه دار في اللقاء تدارس السبل التي تتيح للمتطوعين الايرانيين المشاركة في معركة الدفاع عن لبنان وفلسطين والأمة الاسلامية.. واضف على الخبر تصريحا لاحد قادة الثورة الاسلامية في ايران. اعلن فيه انه بصدد جمع مائة الف متطوع للزحف بهم نحو لبنان لنصرة المظلومين ضحايا العدوان من اللبنانيين والفلسطينيين.. ثم اتبعنا هذا الخبر.. بتعليق اذكر انه بدأ بعبارة أهلا بالاشقاء الاوفياء.. اهلا بفرسان الثورة الاسلامية.. اهلا بابناء الخميني.. اهلا باحفاد علي والحسين.. اهلا بمن يجسدون الثورة الحقيقية.. الخ.. لقد كان هذا الخبر هو خبر بيروت كلها في ذلك اليوم حتى ان كثيرين بدأوا يتحدثون عن ذلك الخلل الكبير الذي سيصيب ميزان القوى وسيكون في غير صالح الاعداء. امتلأت نفوسنا بالأمل غير اننا نسينا الموضوع برمته خلال ايام قليلة.. وحين كنا نشهد انتحار أمل ما.. كنا نحس بالأسى غير اننا كنا نتذكر كلمات قالها لنا ياسر عرفات باسلوب شاعري مؤثر.. «اننا نراهن على انفسنا ودمنا.. فهو اساس رصيدنا!

***

كانت الاذاعة بمثابة اعلان يومي عن ان الثورة بكل ما تعني مستمرة.. ولقد حاول الاسرائيليون باستماتة ظاهرة.. تدمير الاذاعة.. نجحوا في المرة الاولى حين كانت اذاعتنا الرئيسية توجه ارسالها من مرتفع سيروب قرب صيدا.. غير انهم لم يتمكنوا منا طيلة فترة البث على الاذاعة الاحتياطية المتنقلة، وبعد الخروج من بيروت قرأت في احدى الصحف العربية.. تصريحات لقادة عسكريين اسرائيليين تفيد بأن اذاعة صوت فلسطين، كانت على رأس اولويات الأهداف المسجلة على لوحة مهمات الطائرات الاسرائيلية.. وحين قرأت الخبر.. استرجعت من الذاكرة.. وقائع ذلك اليوم الرهيب الذي سقط فيه حول الاذاعة وعلى ابوابها عشرات القذائف.. لقد كنا آنذاك في قبو يقع خلف السفارة الاردنية.. كان التركيز واضحا على تلك النقطة رغم عدم وجود اي هدف عسكري هناك.. ولقد نجونا من الموت بمحض الصدفة واغلب الظن ان الاسرائيليين تأكدوا من وجودنا في ذلك المكان.. لأنهم استمعوا مثلنا الى اصوات الانفجارات تصاحب صوت المذيع، وفي تلك اللحظات.. قررنا انا وزميلي طاهر ان ننقل الاذاعة على الفور الى مكان آخر مستغلين فترة التوقف عند الظهيرة.. غير ان المهندسين عارضوا فكرتنا واقترحوا ان يتم النقل في الليل.. وحدث ذلك ولقد فوجىء معظم العاملين في الاذاعة بالانتقال الى المقر الجديد.. وصار بوسعنا ان نسخر من الاسرائيليين الذين واصلوا قصف الموقع القديم دون ان يسمعوا هذه المرة صوت قذائفهم.

لقد انتقلت اذاعتنا خمس مرات طيلة ثلاثة اشهر.. وكم كانوا رائعين اولئك المهندسين الشبان جهاد، ثائر، رياض، احمد حسن،، ابو حسين الذين ما كانوا يفرغون من تركيب معدات البث في موقع جديد.. حتى ينتشروا جميعا في ارجاء بيروت بحثا عن الموقع القادم.. وحين كان مطر القذائف ينهمر على بيروت لم تكن تشاهد سواهم فوق اسطح العمارات يمدون هوائيا احتياطيا.. او يستكشفون ارتفاعا مناسبا لنصب معداتهم..

***

الاذاعة محببة حين يلتقطها المواطن من جهاز الراديو.. ويستمع فيها الى اغنية جميلة.. او خبر جديد او تحليل ذكي للموقف السياسي. ولكن حين يعرف المواطن ان الاذاعة تنطلق من شقة مجاورة او من قبو العمارة التي يسكنها.. ففي تلك الحالة.. لا بد من كثير من الخوف والقلق.. فالاذاعة تدعو الطائرات للقصف!! لذا.. وبينما كنا نتنقل من مكان لآخر.. كنا نواجه مواقف صعبة من الجيران.. حتى ان بعضهم كان يحمل اولاده ويقدمهم لنا قائلا بقدر من الحرقة والمرارة والاستعطاف.. انظروا.. ما ذنب هؤلاء.. حتى يسحقوا تحت القذائف.. كنا نحس بأن هؤلاء الناس.. محقون في موقفهم.. وأن مخاوفهم مبررة.. غير اننا لا نستطيع وقف الاذاعة لمجرد هذا السبب - رغم وجاهته - ومع ذلك كنا نحاور الجيران.. ونحاول تطمينهم الى ان الاذاعة المستهدفة موجودة في مكان آخر وان كل ما يجري في هذا المكان هو مجرد اعداد للبرامج والاخبار وعلى مضض كان الجيران يستسلمون لوجهة نظرنا.. واني ارى من واجبي وانصافا للحقيقة ان اسجل لأهلنا من اللبنانيين.. خصائص يتميزون بها.. وهي الحمية والكرم والتمسك بالتقاليد الاخلاقية الاصيلة فحين كان المواطنون يبدون مخاوفهم المشروعة من وجود الاذاعة قرب منازلهم.. لم ينسوا لحظة واحدة.. واجباتهم كجيران يقدمون القهوة للضيوف الجدد.. ليبدأوا بعد ذلك التفاعل الانساني العميق وتنشأ الصداقات الحميمة التي ما زالت كلها في حياتنا وليس فقط في ذكرياتنا.

من هم هؤلاء البشر الذين يحتشدون في غرفة ضيقة ويضعون معزوفة يومية مدتها ستة عشر ساعة، وكل واحد منهم يدرك بوعي عميق انه في ظرف الموت فيه هو القاعدة.. والحياة هي الاستثناء والنجاة غالبا بمحض الصدفة، انهم مجموعة من الاشخاص رجال ونساء..منهم من جاء من صلب حركة فتح ومنهم من ينتمي الى حزب سياسي يساري. ومنهم من يعتنق الفكرة القومية، ولكنهم جميعا في حصار بيروت.. وجدوا انفسهم ينتمون الى حزب جديد هو حزب المصير المشترك.. لقد ذابت الحواجز التي كانت في الظروف العادية اشبه بقلاع من الفولاذ. وتلاشت المسافات التي كانت تفصل بين الجذريين والبراجماتيين، وصار بوسعنا جميعا ان نتحاور بهدوء.. بعيدا عن التشنج والتعصب الذي كان سيد حواراتنا ونحن نعيش في جزر الاسترخاء التي كنا نجدها بين وقت وآخر.

التعليقات