حسن نصر الله يقلب الطاولة

تابعنا أيضا عبر تليجرام t.me/alwatanvoice

قد يكون رد حزب الله على عملية اغتيال قادة الحزب وجنرال إيراني في القنيطرة مخيب لآمال جمهور حزب الله فلم يكن الرد في مزارع شبعا بمستوى عملية القنيطرة رغم الضجيج الإعلامي الذي رافق عملية مزارع شبعا ولكن هنالك ملاحظات مهمة جدا في هذا الموضوع .

اعتقد أن تأخر حزب الله في الرد لم يكن اعدادا لعملية مزارع شبعا على الإطلاق وإنما كان الأمر يتعلق بإجراءات اتخذها حزب الله اولا استعدادا لحرب شاملة قد تندلع في حال تدحرج ردود الفعل العسكرية المتبادلة بين حزب الله وإسرائيل وعندما استكمل استعداداته أعطى الضوء الأخضر لرجاله لتنفيذ عملية مزارع شبعا .

والمسالة الثانية ان عملية مزارع شبعا لم تكن نهاية المطاف بالنسبة لحزب الله وإنما البداية بإطار عدة عمليات كانت جاهزة للتنفيذ ولكن توقف الرد عند عملية شبعا لان وساطات دولية تدخلت لإحباط حرب شاملة كانت على وشك الاندلاع.

الأهم من هذا كله هو ما اعلنه السيد حسن نصرا الله في احتفال تكريم شهداء القنيطرة عندما قال :" من الآن لا نعترف بقوانين الاشتباك وأي عملية تستهدف قيادي من حزب الله او اصغر عنصر ستواجه برد عسكري فوري دون تأخير ".

الحقيقة ان السيد حسن نصر الله قد قلب الطاولة وغير الموازين بهذا الإعلان ولأول مرة منذ حرب تموز 2006 واعتقد انه استلهم تجربة المقاومة الفلسطينية بغزة وعلى رأسها حماس التي ترد على أي عملية اغتيال إسرائيلية لاي من كوادرها او عناصرها فورا والأمثلة كثيرة لدرجة ان إسرائيل أصبحت تحسب ألف حساب قبل ان تفكر باغتيال أي كادر او عنصر من المقاومة او حماس .

ومن هنا ستبدأ صفحة جديدة من المواجهة بين حزب الله وإسرائيل والتي ستدحرج في النهاية إلى حرب شاملة .

كلمة السيد حسن نصرا الله قوبلت بتصفيق حاد من قبل عناصره وجمهوره وهذا يعطي دلالة على أن قيادات وكوادر وعناصر حزب الله كانت تتذمر بسبب تقاعس الحزب عن القيام بعمليات انتقامية لاغتيالات عديدة لم يتم الرد عليها مثل عماد مغنية وغيره وان نصرا الله كان يتعرض لضغوط من قواعد وقيادات الحزب كي يرد على أي عملية اغتيال .

واعتقد أن حسابات نصرا الله المتشابكة بين لبنان وطهران ودمشق كانت تجعل عملية الرد تحتاج إلى اخذ ورد ونقاشات كثيرة بينما الآن انتهى الأمر وحسمت ايران المسالة كما حسمها حسن نصر الله بعد اغتيال كوادر الحزب وجنرال إيراني اعتبرته ايران تجاوز إسرائيلي للخطوط الحمراء .