الفنانة القديرة سلوى: "أعتبر المهرجان فضاء للقاء مختلف الأجيال الفنية وبما يقدمه المشاركون من رسائل

الفنانة القديرة سلوى: "أعتبر المهرجان فضاء للقاء مختلف الأجيال الفنية وبما يقدمه المشاركون من رسائل
الجزائر - دنيا الوطن - هيبة ايمولا
 
تستعرض سيدة الأغنية الجزائرية الفنانة المخضرمة سلوى في حوار لموقع دنيا الوطن وعلى هامش  تكريمها أمس على ركح إبن زيدون نظير 60 عاما من الإبداع الموسيقي وخدمة للتراث الجزائري في إطار سلسلة التكريمات السنوية كتقليد لمنظمي المهرجان الدولي للموسيقى الأندلسية والموسيقى العتيقة في تثمين دور عمداء الأغنية الأندلسية الجزائرية والمغاربية على نكهة التكريم أمام جمهورها ونخبة من القضايا الفنية المرتبطة بالتراث الموسيقي الأندلسي .

س : ماذا عن نكهة التكريم في أولى سهرات المهرجان ؟

- أنا جد سعيدة وفخورة بهذا التكريم الذي أحضي به في إطار المهرجان الثقافي الدولي للموسيقى الأندلسية والموسيقى العتيقة في طبعته التاسعة ، وأشير أنها ليست المرة الأولى التي تم تكريمي فيها عرفانا بجهودي في الإرتقاء بالموسيقى الجزائرية الأصيلة حيث كرمت في العديد من المناسبات والمواعيد الفنية الجزائرية ، و أثمن مبادرة محافظة المهرجان في تكريمي أمام جمهوري بعد رحلة طويلة من العطاء الفني تمتد على أكثر من 60 سنة في حدائق الأغنية الجزائرية أين جايلت فيها عمالقة الفن الجزائري والعربي ، وأشكر كثيرا وممتنة لمبادرة وزيرة الثقافة السيدة نادية لعبيدي شرابي والتفاتها الكريمة في تكريمي وأتمنى لها التوفيق في مهامها .

س : هل تابعت الطبعات السابقة للمهرجان الدولي للموسيقى الأندلسية والموسيقية العتيقة ؟  

- بالطبع كمتذوقة دائمة للفن الأصيل والنابع من التراث الجزائري العريق تابعت رغم أنني لست مشاركة في مختلف الطبعات السابقة للمهرجان كما أتابع مختلف المهرجانات التي تنظمها وزارة الثقافة من أجل الحفاظ على مختلف الطبوع والأنواع الموسيقية الجزائرية وسعيدة بالمشاركة والتكريم في المهرجان الذي يحتل مكانة مميزة في أجندة المهرجانات الجزائرية التي تعنى بترقية الموسيقى والتراث الموسيقي الأندلسي الوطني وأعتبر المهرجان فضاء للقاء مختلف الأجيال الفنية وبما يقدمه المشاركون من رسائل فنية تعكس ثراء الموروث الجزائري الفني و أأكد أن مشاركتي في المهرجان شرف لي لأنها فرصة عزيزة لألتقي جمهوري العزيز الذي إشتقت إليه كثيرا ويهمني كثيرا أن أتوقف عند مستوى الفرق والأصوات واكتشاف الجديد

 س : ما رأيك في مساهمة المهرجان في الحفاظ على الموروث الموسيقى الأندلسي في الجزائر ؟

- بالتأكيد يساهم المهرجان الدولي للموسيقى الأندلسية والموسيقى العتيقة كإطار مؤسس في الحفاظ على إرث الموسيقى الأندلسية وتسجيل هذا المكون الأساسي في هويتنا الموسيقية لأنني من الضروري حماية وصيانة وتدوين الموسيقى الأندلسية وهي من صميم المدرسة الجزائرية بخصوصياتها وذلك حتى لا يندثر هذا النمط الموسيقي العتيق وإيصاله للجيل الجديد من محبيه وعشاقه ولأنه عنوان عراقتنا الفنية وأصالة الجزائر

س : ما رأيك في الأصوات النسائية التي كرمتك اليوم بنخبة من أيقوناتك الغنائية على ركح إبن زيدون ؟

- سعيدة جدا بهذه الأصوات التي قدمت نخبة من أعمالي الفنية وهي تعكس ثراء الساحة الفنية حاليا وتعدد أصواتها ، وتعرفت على المطربة نرجس في بداياتها في عالم الأغنية الأندلسية من خلال حصة ألحان وشباب وعرفت بخامتها الصوتية المميزة وقدمتها للجمهور وقد شقت الفنانة نرجس طريقها ونجحت في أداء الأغنية الحوزية وطابع العروبي كما 

سعدت بالإنصات واكتشاف القدرات الغنائية العالية للثنائي الشاب إيمان ساهير ونسرين غنيم

س : ماذا عن مستوى الأغنية الأندلسية حاليا ؟

- هناك جهود كبيرة تقوم بها الفرق التي تعنى بالطابع الأندلسي التراثي في مجال إحياء والحفاظ على الموروث الأندلسي الغنائي والموسيقي وهي مبادرات تشجع على تقديمه للأجيال والباحثين المهتمين بهذا اللون الموسيقي التراثي وأتمنى أن تتكاثف الجهود من أجل بعث الأغنية الأندلسية والحفاظ عليها وإيصالها إلى العالم

س : هل تعتقدين أنك حضيت وجيلك بحقك كاملا من التكريم ولم تتعرضي للتهميش ؟

- تاريخي ضخم ومساري متنوع جايلت مختلف عمالقة الفن الجزائري ومختلف عصور الأغنية الجزائرية بكل طبوعها  وإن لم يعطى لي حقي فقد أخذته باجتهادي وألمسه في عيون الجمهور بما تفيض به من حب واحترام ، وأنا أحب كثيرا الجمهور الجزائري والعربي الذي تابع مسيرتي الفنية واستمتع بأغاني وقد مثلت وكنت سفيرة للأغنية الجزائرية وصدحت في أكبر المهرجانات والدول العربية والآسيوية وتم تتويجي بمجموعة من الجوائز وقد تحصلت على جائزة الأوسكار الجزائرية  في الستينات كما إلقتيت من خلال جولاتي الفنية للتعريف بالأغنية الجزائرية بنخبة من عمالقة الفن العربي على غرار الفنانين الراحلين عبد الحليم حافظ وفريد الأطرش وصباح  ووديع الصافي عبود عبد العال كما غنيت في مدينة القدس وزرت الخليل وغزة و إستنشقت هواء مسجد القدس الشريف وكان الجمهور العربي شغوفا ومنصتا جيدا للأغنية الجزائرية التي مثلتها إلى جانب الفنانة الراحلة فضيلة الدزيرية والحاج رابح درياسة .

س : هناك من يروج لفكرة غياب الجمهور في الجزائر ونفوره من الأغنية الأندلسية ؟

- على العكس ثمة إقبال كبير من طرف الجمهور على الفن الأندلسي وعبر الفضاءات التي تقدم حفلات لهذا اللون التراثي المرتبط بالهوية والثقافة الجزائرية لأن الموسيقى الأندلسية موسيقى عارفة تتحاور مع الروح والوجدان وأصبحت جد مطلوبة ولها مكنتها عبر سلسلة المهرجانات الدولية التي تعنى بالموسيقى العتيقة والعارفة في العالم سواء في أوروبا أو في غيرها من دول العالم ورواج بعض الطبوع الموسيقية لا يعني أن نفرط ونغيب لون موسيقى بحجم وقوة وعراقة الموسيقى الأندلسية  كما أن لكل طابع غنائي جمهوره ومحبيه ونحن كفنانين في ميدان الموسيقى الأندلسية بمثابة سفراء نحمل عمق التراث الموسيقى وعلينا الحفاظ عليه

 

التعليقات